السؤال
عمري 35 عاما، أعاني من دوالي الساقين، وهي عبارة عن خطوط زرقاء في الساق وفي أعلى الفخذين أيضا، وتسبب لي ألما عند الوقوف لفترة، مثل إعداد الطعام يتطلب مني الوقوف لأكثر من ساعتين، فماذا أفعل يا دكتور؟ ذهبت لعدة أطباء أوعية دموية، وكلام بعضهم يختلف عن الآخر، فمنهم من قال لابد من إجراء جراحة، والبعض قال هذه الحالة لا تحتاج لجراحة نهائيا، وأعطاني أدوية، وهي أسبوسيد أطفال مرة يوميا، وفيتامين سي، وكبسولا اسمه ميولجين، ودكتور آخر قال لا تأخذي كبسول ميولجين؛ لأنه يسبب ارتخاء العضلات، ونحن نريد شدها وليس ارتخاءها، فبالله عليك يا دكتور ماذا أفعل؟
للعلم فإن طولي (155سم)، ووزني (90 كيلوجرام)، فهل أتناول هذه الأدوية التي ذكرت اسمها؟ وهل توجد وصفات طبيعية أو تمرينات معينة؟
جزاك الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قد يكون لكل طبيب وجهة نظره ودليله على رأيه؛ حيث توجد طرق لعلاج الأمراض، منها المحافظ ومنها الجراحي، وقد تكون هناك مراحل للمرض لكل مرحلة علاج، وقد يكون اختلاف الأطباء في تحديد المرحلة.
إذن فكلام الأطباء المتناقض ظاهريا قد يكون صحيحا لكل منهم حسب وجهة نظره والمرحلة التي يعتقد أن المرض وصل إليها؛ ولذلك ينبغي في هذه الحالة المختلف فيها مراجعة الطبيب ذي الاختصاص الأعلى وذي المكانة العلمية الأوثق، والرأي الأرجح للطبيب الفاحص المعاين والمستخدم للوسائل التشخيصية العلمية الحديثة، ونحن لا نستطيع الحكم على شيء لم نشاهده، ولكن يمكن ذكر بعض القواعد العامة:
- نود أن نوضح أن الأوعية الدموية بشكل عام هي إما شرايين أو أوردة أو شعيرات دموية دقيقة، ومع ذلك فكثيرا ما يخطئ الناس ويظنون أن كل وعاء دموي نشاهده بالشفوف عبر الجلد هو دوالي.
- وهكذا فإن الشعيرات الدموية الدقيقة تكون سطحية جدا وذات قطر صغير، وقد تكون حمراء أو زرقاء، وغالبا ما تظهر على الأطراف السفلية، وهي غير عرضية (أي ليس لها أعراض) وهي لا تمثل مرضا يحتاج للعلاج إلا جماليا، وغالبا يفيد فيها العلاج بالليزر الوعائي أو التخثير الكهربائي بإبرة، خاصة كالتي تستعمل في تخثير الشعر الزائد.
- علما أن هناك توضعات أخرى، أي أنها قد تصيب أي موضع، كما أن هناك قابلية عند بعض الناس لظهورها عندهم أو أنها تكون عرضا من مرض، وكذلك فإن بعض الأدوية مثل موانع الحمل قد تساعد في زيادتها.
ومن جهة أخرى فإن الدوالي هي ذات نوعين:
- إما عميقة، وتكون عرضية وغير مرئية، وهي تحتاج لعلاج، ولا تعالج بالليزر.
- وإما سطحية، وعندها تكون مرئية وأكبر من الشعيرات الدموية المتسعة، وقد يفيد فيها بعض أنواع الحبوب أو الحقن بالإبر المصلبة واللذان يقدمان على الليزر، ولا يستعمل أي منها إلا باستشارة الطبيب المختص الفاحص والمعالج، كما أن الدوالي قد تسبب احتقانا في الطرفين السفليين إن لم يؤخذ بمعايير العلاجات اللاحقة.
بعد هذا الوصف من المتوقع أن تتبينوا في أي جهة من التشخيص أنتم، فهل هي توسعات وعائية أم أنها دوالي؟
مع ذلك فإننا من توفية الموضوع حقه نقول أنه للوقاية من الدوالي ولعلاجها بشكل عام يجب اتباع ما يلي:
- استعمال الجوارب المطاطية الضاغطة الخاصة، والتي يجب لبسها قبل النزول من السرير صباحا، أو رفع القدمين (الكاحل أعلى من الركبة، والركبة أعلى من الحوض) لمدة 10-20 دقيقة، وذلك لتفريغ الأوردة ثم لبسها من القدم إلى الأعلى.
- تجنب الوقوف المديد، فإن كان لابد من الوقوف - كالمدرس - فعندها يفضل المشي لتقوية العضلات المحيطة بالأوردة ومساعدتها على تفريغ الأطراف السفلية من الدم.
- استشارة جراح الأوعية لينصح بالطريقة المناسبة للحالة بعد المعاينة، ابتداء من النصائح ومرورا بالحبوب والحقن وانتهاء بالجراحة.
ختاما وباختصار: عليكم بمراجعة الجهة الأعلى في الاختصاص، وأخذ أكثر من رأي لتحديد مرحلة الدوالي، وبعدها مرحلة العلاج، علما أن أي طبيب معالج يكون هو الضامن لعلاجه وليس الناصح به.
نسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.