السؤال
أنا أعاني من التلعثم في الكلام والتأتأة، فهل قراءة القرآن والاستغفار يساهمان في علاج هذه المشكلة، أم أنه لا توجد علاقة بينهما؟
أرجو من سيادتكم النصيحة، والله يجزيكم خير الجزاء.
أنا أعاني من التلعثم في الكلام والتأتأة، فهل قراءة القرآن والاستغفار يساهمان في علاج هذه المشكلة، أم أنه لا توجد علاقة بينهما؟
أرجو من سيادتكم النصيحة، والله يجزيكم خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية مما أنت فيه.
وأما هل القرآن الكريم والاستغفار لهما أثر في الشفاء؟ فالجواب: إن الله عز وجل جعل القرآن شفاء، وأخبر عن ذلك في كتابه، وهو شفاء عام لجميع الأمراض والأسقام التي يعاني منها الإنسان، والله عز وجل على كل شيء قدير، فيشرع للإنسان أن يتداوى بكتاب الله تعالى، بأن يقرأه على نفسه، ولكن هذا لا يعني عدم الأخذ بالأسباب الحسية من الأدوية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء) ثم قال عليه الصلاة والسلام: (فتداووا عباد الله، ولا تتداووا بحرام) فالتداوي بالأسباب الحسية أمر مشروع، كما أن التداوي بكتاب الله تعالى والرقية الشرعية كذلك أمر مشروع، والاستغفار من أسباب رفع البلاء وجلب الرزق للإنسان، كما شهدت بذلك النصوص الصحيحة.
ولهذا فنحن نوصيك أختنا الكريمة بأن تكثري من الاستغفار، وتكثري من قراءة كتاب الله تعالى، لعل الله عز وجل أن يجعل في ذلك سببا لشفائك، كما ننصحك أيضا بأن تراجعي الأطباء المختصين، لعلك تجدين فيما خلقه الله عز وجل سببا لدفع هذا الداء عنك.
وهنا نحب أن نذكرك أيتها الأخت الكريمة بأمرين مهمين: الأمر الأول أن الله عز وجل قد يقضي على الإنسان بقضاء يكدر هذا الإنسان، ولكن الله عز وجل قضاه عليه لما يعلمه سبحانه وتعالى من الخير له، فينبغي للإنسان أن يكون راضيا بما قضاه الله عز وجل، مختارا لما اختاره الله، فإن الله عز وجل أرحم بنا من أنفسنا، ومن آبائنا وأمهاتنا، وقد قال الله عز وجل: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
فينبغي أن يكون هذا الأمر مستحضرا حتى يعيش الإنسان حياة راضية ملؤها السعادة، فإن المؤمن يتقلب في خير، سواء في حالة الضراء أو في حالة السراء، في حال النعماء أو في حال الابتلاء، فإنه إذا أدرك هذه الحقيقة سيعيش حياة مطمئنة سعيدة.
الأمر الثاني أيتها الأخت الكريمة: أن تتذكري على الدوام أن كل بلاء له أجل، فإن الله عز وجل قد يقضي على الإنسان ببلاء ويجعل له أمدا، فلا ينبغي للإنسان أن يضجر أو ييأس إذا لم يرفع الله عز وجل عنه ما به من المكروه، فإن الله عز وجل له الحكمة البالغة ولا يفعل شيئا سدى ولا يقدر شيئا عبثا، بل أفعاله كلها حكمة وكلها رحمة وكلها عدل وكلها إحسان، فينبغي أن نتذكر هذه الحقائق، وأن يعرف المصاب منا أن الله عز وجل إنما قدر عليه ما قدر لخير يريده به.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يرفع عنك الضر والمكروه.