بين مواصلة الدراسة والبحث عن وظيفة

0 415

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة درست في كلية الإعلام، والمفترض أني أنهيت الدراسة منذ عامين، وعند ذهابي للجامعة من أجل إحضار الشهادة الجامعية تفاجأت بأن لدي (9) ساعات دراسة، وقتها أخفيت الأمر عن أهلي خوفا منهم، ولم أتجرأ بأن أقول بأنني لم أنه الدراسة بعد.

الآن يلح علي أهلي بأن أتقدم للوظيفة، وفي كل مرة أقدم لهم الحجج الواهية، وأنا لا أعرف ماذا أعمل! وفي نفسي أريد أن أنهي دراستي، إلا أن شعوري بالخوف من أهلي من ناحية، ومن الجامعة من ناحية أخرى، يجعلني أعيش في تفكير دائم من أن الجامعة يمكن أن ترفضني بحجة انقطاعي عنها لمدة عامين دون تقديم عذر مقنع.

أرجوكم أفيدوني، فلقد تعبت من كثرة التفكير، والخوف أصبح يلاحقني في كل أمور حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الخطأ لا يعالج بالخطأ، والوقت ليس في صالحك، وأهلك أحرص الناس على مصلحتك، فلا تخفي عنهم الحقيقية، واعلمي أن شدتهم وغضبهم أخف وأقل ضررا من مواصلة الكتمان لموضوع إكمال الدراسة، واعلمي أن غضبهم وقتي، ولكن ثمن السكوت باهظ؛ لأنه ممتد، ولن تلامي مستقبلا على عدم إكمال الساعات، ولكنك سوف تلامين على الاستمرار في السكوت.

اتركي التردد، وأخبري أقرب الناس إليك، وشاوريه في المخرج المناسب، ونحن على استعداد في إخبار أهلك ومناقشتهم من أجل حماتيك من اللوم، والعتاب، ويمكنك إرسال هاتف من تريدي إخباره، والوقت المناسب للتواصل معه، والأمر بسيط والوظائف أرزاق، والأرزاق لا علاقة لها بالوظائف، فقد يكون رزق صاحب الشهادة قليلا، وقد يكون الجاهل واسع الرزق، كثير البركة، وأنت ولله الحمد، نلت مقدارا كبيرا من العلم.

ليس من المصلحة الالتفاف إلى الوراء، وجلد النفس، ولا تقولي: لو كان كذا كان كذا، ولكني قولي: قدر الله وما شاء الله فعل، والمؤمنة لا تأسى على ما فاتها ولا تفرح بما أوتيت، والأمر كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ما من أحد إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن المؤمن يجعل فرحه شكرا وحزنه صبرا)، ومن النجاح ألا نطيل لحظات الندم والتحسر، لأنها تترك آثارا سالبة على صحة الإنسان وعلى حياته.

أرجو أن تعلمي أن إظهار الحقيقة اليوم أفضل من إظهارها في الغد، فالزمن ليس في صالحك، فاتركي التردد واستعيني بالله، وأخبري العاقل من محارمك أو خالاتك أو عماتك، واطلبي منهم المساعدة، وسوف تجدين عند أهلك ما يسرك.

وهنا نحن نكرر الترحيب بك في موقعك، ونشكر لك هذه الثقة، ونؤكد لك استعدادنا للمساعدة في حل الإشكال.

ونسأل الله أن يحفظك وأن يحقق لك الآمال، وأن يستخدمنا وإياك في طاعته إنه الكبير المتعال.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات