السعادة الدنيوية والنجاح العملي ليس مرتبطاً بالضرورة بالشهادات الأكاديمية

0 301

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
أنا إنسان عمري 26 سنة اجتزت البكالوريوس ولم أنجح فيها، بعد ذلك درست في معهد مدة عامين ولم يبق إلا ستة أشهر للتخرج. ولم أكملها لظروف خاصة.

حين أفكر أني لم أحصل على البكالوريوس ولم أدخل الجامعة أكاد أموت ألما وحسرة، وأحس أنني لا معنى لي، وأنني في أدنى طبقات المجتمع.

حين أسمع الذين نالوا الشهادات ويعملون بها أحس أنني لا شيء.
هل هذا الذي أحس به صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإنا ندعوك إلى أن تنظر بالعين الأخرى، وفي الأفق الآخر وسوف ترى ملايين الناجحين من الذين لم ينالوا ما نلت من العلم والمعرفة وعندها سوف تدرك أن ميادين النجاح واسعة، وأن الرجل قد ينال الشهادات لكنه يفشل في التواصل والعلاقات، ومرحبا بك في موقعك ونبشرك بأن هذه الروح التي دفعتك للتواصل مع موقعك هي نفس الدافعية والإيجابية التي سوف تكون سببا لفلاحك ونجاحك بعد توفيق الله.

فاستقبل الحياة بأمل جديد وبثقة في الله المجيد، واجعل من كل يوم تطيع فيه ربك عيدا، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يفرحهم أن تكون شابا سعيدا.

ولا يخفى عليك أن الله سبحانه وزع القدرات والمواهب، فاكتشف موهبتك وطور مهاراتك واطرد اليأس، واعلم أن في كل حركة بركة ولا تقل ما بال الدنيا مظلمة ولكن ردد بثبات هاأنذا أمضي، فإنك إن تضيء شمعة خير لك من أن تكتفي بلعن الظلام.

ولا مانع من أن تواصل الدراسة مع العمل إذا أردت ذلك، وتذكر أن الناس بحاجة لكافة المهن والتخصصات وقد أحسن من قال:
الناس للناس من بدو وحاضرة بعضهم لبعض وإن لم يشعروا خدم

وأرجو أن تعلم أن هذا الإحساس غير صحيح، وأن السعادة والنجاح وسعة الرزق لا علاقة لها بالشهادات، ولو أننا نتوكل على الله حق توكله لرزقنا كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتعود بطانا.

وإذا كانت الشهادات من الأسباب التي يتخذها الإنسان فإن أسباب طلب الرزق لا حصر لها، كما أن كثيرا من الناجحين في الحياة فشلوا في الدراسة أو تعثروا فيها ولكنهم استفادوا من الذي حدث لهم واعتبروا تلك (المطبات) مراحل في طريق النجاح، وأديسون طرد من الصف الرابع وفشل في آلاف التجارب ثم نجح بعد ذلك -، والمسلم أولى بهذه الروح وبتلك العزيمة وعجبا لأمر المؤمن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، ولن يغلب عسر يسرين: ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم))[البقرة:216].

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأرجو أن نسمع عنك الخير ونحن سعداء بتواصلك مع موقعك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات