أدمنت على الفيس بوك ووجدت في شخصيتي انقساما، ما توجيهكم؟

1 559

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مستخدم من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي (facebook)، منذ عام تقريبا.

لقد أدمنت عليه بشدة، ووجدت في شخصيتي انقساما كبيرا بين الافتراض والواقع الذي أعيشه، بحيث تكون لدي قوة الرأي والشخصية في ذاك الموقع, وليس نفس الشيء على أرض الواقع.

كإشارة فإني أنشأت مجموعات توعوية، كقضايا الشباب للمناقشة، والدعوة الإسلامية، فبماذا تنصحونني في الإدمان وانقسام الشخصية؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ yassine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإننا ننصحك بالخروج من هذا النفق، وقد أسعدنا أنك سميته إدمانا، وهو كذلك، فعجل بالخروج من دائرة الإدمان، وتواصل على الطبيعة مع إخوانك بني الإنسان، وأشغل نفسك بطاعة مالك الأكوان، وأد حق الوالدين، وأحسن إلى الجيران، واحمد الله الذي نبهك وأنقذك من الضياع والإعاقة والخسران.

اعلم إن الإدمان على الإنترنت مرض يسعى أهل الاختصاص لعلاجه، لأنه يعقد الإنسان عن القيام بواجباته تجاه مجتمعه الذي يعيش فيه، ويدفعه إلى الفشل في حياته الأسرية، والعملية، هذا إذا أصبحت له أدوار.

لا شك أن الجميع متفقون على أهميته (النت)، وما فيه من الفوائد، لكن الشيء إذا زاد عن حده فإنه ينقلب إلى ضده، وما وجد إسراف في جانب إلا وكانت على جوانبه حقوق مضاعة.

لا يخفى على أمثالك أن حالة الإدمان على النت لا تقف عند حد إلا إذا عزمت وقبل ذلك توكلت على الله، مع ضرورة اتخاذ الأسباب، ثم التوكل على الكريم الوهاب والاستعانة بمن يهدي إلى الحق والصواب.

إذا كنت ترى نفسك في ( النت ) قويا، وفي الخارج ضعيفا فهذا جزء من الحقيقة المرة، في هذا العالم الذي يلبس فيه الناس أقنعة مختلفة، وهو عالم يستطيع أن يتقول فيه من شاء ما شاء، ولم يكن هذا العالم يوما مكانا للناجحين إلا نادرا، وهذا يفرض على المؤسسات والجهات والأفراد الصالحين أدوارا كبيرة، ومسئوليات جسيمة مع ضرورة رفع مستوى المشاركات، حتى نستطيع أن ننافس، ومع ذلك فنحن نشجع البرامج الجماعية المرشدة لتغذية هذا العالم بكل نافع لتغذية عالم الإنترنت بكل نافع ومفيد.

وصولا للاستخدام الأمثل لثورة المعلومات، وإذا اجتهد أهل الباطل في نشر باطلهم فما هو عذر أهل الحق إذا قصروا.

نحن إذ نحيي قدرتك على إنشاء مجموعات للدعوة، والخير، فإننا ندعوك إلى إخراج هذه المجموعات إلى الخارج، فالبداية الصحيحة تكون تحت ضوء الشمس، ولا مانع بعد ذلك من إدخال ثمرات ذلك التواصل الحي الناجح إلى عالم الإنترنت؛ للمساهمة في توجيه إخوانك في المشارق والمغارب.

أرجو أن تعلم أن الإسلام الذي يرفض تضييع الحقوق ولو كان السبب هو نوافل الصلاة، لا يمكن أن يقبل تضييع حق الله، أو حق النفس، أو حق الأهل بسبب التعامل مع النت.

وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم عددا من الصحابة الذي وجد فيهم التركيز على شيء من الخير دون سواه فقال:( وإن لربك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه).

تذكر أن ديننا هذا هو واقع وممارسة؛ ولذلك لم يرسل الله كتبا فقط، وإنما بعث رسلا من البشر ليكونوا قدوة للناس، يأكلون الطعام كالناس، ويمشون في الأسواق، فهل تحقق فرص التأسي والاقتداء في عالم الإنترنت الذي لا يعرف فيه الصادق من الكاذب، العالم الذي يطلق فيه الكذاب الكذبة فتبلغ الآفاق.

أكرر سعادتي بمجهوداتك، وفرحي بتواصلك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يرزقنا وإياك التقى وإن يلهمنا رشدنا.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات