كيفية التخلص من اعتياد الطفل النوم على رجل أمه وبكائه لذلك

0 588

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابني يبلغ من العمر سنة وسبعة أشهر، وأعاني جدا من طريقة نومه؛ لأنها أصبحت عادة سيئة جدا، وهي أنه لا ينام إلا إذا وضعته على رجلي على بطنه، وأقوم بهز رجلي، وقد زادت الحالة، أي أنه يستيقظ كل ساعة تقريبا كي أرفعه من تحت، وأضعه بنفس الطريقة لينام، وإذا لم أفعل يبدأ بالبكاء بطريقة مستفزة، ويبدل بالكح ليصل إلى الاستفراغ كي أقوم مرة أخرى وأضعه على رجلي.

أريد المساعدة حقا لأني حاولت أن أتفاداه وأجعله يبكي متصنعة النوم فيبقى أغلب الوقت يبكي، ويستيقظ لساعات طويلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أن ينام الطفل بهذا الوضع هذه عادة اكتسبها، ويعرف أن الأطفال يفضلون ويحبون الأمور النمطية الرتيبة، ولا شك أن وضعه على بطنه وهزه أمر مريح جدا للطفل، وفيه الكثير من النمطية والرتابة التي تجعل الطفل يحس بشيء من الاسترخاء والراحة؛ لذا من خلال هذا المردود الإيجابي أصبح الطفل معتادا على هذا النسق من الوضع الذي يساعده على النوم.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذه عادة مكتسبة، والشيء المكتسب يمكن أن يفقد من خلال التعليم المضاد، نعم أعرف أنك كأم قد يصعب عليك صراخ ابنك وبكاؤه، ولكن أقول لك: بشيء من الصبر يمكنك تغيير هذا الوضع، قللي من وضعه على رجلك على بطنه والقيام بهزه، قللي من هذا بقدر المستطاع.

اجعليه ينام على أوضاع أخرى، سوف يبكي وسوف يحتج، وإن بكى واحتج ارجعي إلى الوضع المفضل له، ولكن بعد ذلك -أي: بعد خمس إلى عشر دقائق- قومي بتغيير هذا الوضع أيضا.

هنا سوف يحس الطفل أنه لابد أن يقبل بالوضع الجديد، أصبح هنالك تغير، وهذا التغير -إن شاء لله تعالى- يتطور بالنسبة له على مستواه التفكيري الذي يناسب عمره، فالأطفال يمكن تعويدهم، يمكن ترويضهم وتدريبهم، وأنصحك بأن تجلبي بعض الألعاب التي تثير انتباه ابنك، كالألعاب التي تصدر منها أصوات أو أنوار ساطعة معينة، وضعيها بالقرب منه عند النوم، هذه أيضا سوف تغير من هذا الوضع، وسوف تجعله -إن شاء الله تعالى- يبني انتباها جديدا ووضعا جديدا.

أعتقد أن الأمر بسيط، وهو معروف لدى الأمهات، والعلاج لا يتعدى أكثر من هذا الذي ذكرته، أن تحاولي أن تغيري الوضع إلى أوضاع أخرى، وأن تصبري، وأن تشدي انتباهه من خلال وضعه مثلا على المرجاح، والقيام بهزه، وأن تضعي بالقرب منه ألعابا كما ذكرنا تصدر منها أصواتا أو نغمات معينة أو إضاءات معينة.

هذا يجعله يتغير، وسيكون أيضا إذا كان من الممكن أن تجعلي والده يشاركك مثلا في بعض الأحيان، بأن يضعه على رجله، وعلى بطنه، وعلى نفس الوضع المفضل له، هنا يحدث تغير في الأشخاص، والتغير في الأشخاص أحيانا لا يكون مقبولا للطفل، وقد يحتج، ولكن في نهاية الأمر هذا أيضا سوف يهز -بل يضعف- طريقة تعوده على هذه الحالة الرتيبة، ويقبل بالأوضاع الجديدة والبديلة التي تحدثنا عنها.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات