الفارق في مستوى التعليم ليس شرطاً يرد به الخاطب إذا تمتع بصفات إيجابية أخرى

0 527

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، تقدم لخطبتي شاب يكبرني بخمس سنوات، وأنا محتارة جدا، فهو غير موظف، وتعليمه لا يتعدى الثانوية، وبالمقابل فهو غير مدخن، ووضعه المادي جيد بحسب كلام أهله، وأنه يشرع في بناء بيت حاليا، وأنا جامعية وأنتظر وظيفتي، وأهلي وضعهم المادي ممتاز.

علما بأن والدي متوفى وإخواني لا يحسنون السؤال عمن يتقدم لخطبتي، ووالدتي غالبا تترك الرد لي، ففي كل مرة يتقدم لي شخص أحتار بين الموافقة والمخاطرة بالمستقبل شبه المجهول وبين الرفض والعيش في أمان نفسي مع الأهل، سئمت أفكاري وخوفي رغم أني أستخير ربي في كل أموري.

والسؤال: هل الزواج من شخص أقل مني علميا خاصة إن كانت الظروف مهيأة له ولم يكمل تعليمه تدل على خلل في هذا الرجل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نواظر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأمان -بعد توفيق الله وحمايته- في الزواج وليس في البقاء مع الأسرة، ولو كنا نوقن أن أسرنا تدوم لنا لما فكر كثيرون في الزواج، كما أن سعادة المرأة تتحقق مع زوج يحبها ويتقي الله فيها، كما أن سعادة الرجل تتحقق إلى جوار امرأة تقدره وتحترمه وتتقي الله فيه، فللرجال خلق النساء ولهن خلق الرجال.

ومرحبا بك في موقعك، ونحن لك في مقام الأب الناصح والأخ الشفيق، ولأنك في موقع البنت والأخت فنحن ننصحك بعدم رد الخطاب؛ لأن ذلك يبعدهم عن الباب، واعلمي أنك لن تجدي شابا بلا عيوب، كما أنك كإنسانة لست خالية من العيوب، ومن الإنصاف أن نقول: (كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه)، وأن نقول: (إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث)، وطوبى لمن انغمرت سلبياته في بحور حسناته وإيجابياته.

ومن ذا الذي ما ساء قط ومن الذي له الحسنى فقط

وأرجو أن تعلمي أن المهم في الرجل ليس الشهادات ولا العقارات، ولكن المهم هو الدين والأخلاق والقدرة على تحمل المسئولية والنجاح في التواصل مع الناس، فليس كل صاحب شهادات عليا ناجح في حياته، وليس كل من لم يكمل التعليم فاشل، وهل يمكن أن تستفيد الفتاة من صاحب شهادات عليا متكبر منعزل جاهل بأمور الحياة والناس.

وقد أسعدني أنك تستخيرين من بيده الخير والأمر، ولن تخيب من تستخير وتستشير وتتوكل على ربنا القدير، فإذا وجدت في نفسك ارتياحا للشاب وقبولا له وتأكدتم من صلاح دينه وأخلاقه وسمعته بين الناس فلا تترددي في القبول به، وأرجو أن يسأل محارمك عنه وعن أصدقائه ويتعرفوا على أسرته، كما أن من حقه أن يسأل عنكم، وكوني واثقة من أن ركن النجاح الأكبر للأسرة بيد المرأة، وهي صاحبة التأثير الأكبر، فإذا كنت عاقلة وصاحبة دين فإنك سوف تسعدي وتسعدي زوجك، وقد تدفعيه لمواصلة الدراسة أو تحقيق النجاحات في أي مجال في الحياة، وما أكثر ميادين النجاح لأصحاب الهمم العالية.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن نسمع عنك كل الخير، ومرحبا بك في موقعك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات