المحافظة على الصلوات مما يعين على التوبة والإقلاع عن المعاصي

0 416

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أتوب ساعدوني، أريد الصلاة لكني أحس بضيق وكرب، أستمع إلى الأغاني في كل وقت حتى أدمنتها، كل من حولي ينصحوني ويخوفوني من عذاب القبر والآخرة لكن دون فائدة.
ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فمرحبا بك أيها الولد الحبيب بين آبائك وإخوانك في استشارات (إسلام ويب)، ونسأل الله تعالى أن يتوب عليك وأن ييسر لك سبل الخير.
فلا شك أيها الحبيب! بأن شعورك بالحاجة إلى التوبة ورغبتك فيها عنوان الخير إن شاء الله ودليل الفلاح، وهو بداية الطريق الموصلة إلى الله تعالى، فننصحك بأن تسارع بالتوبة، والتوبة أمرها هين أيها الحبيب ليس بالأمر العسير، فاحذر من أن يخوفك الشيطان من سلوك هذا الطريق ويزهدك فيه، فتموت وأنت على المعصية فتندم حين لا ينفع الندم، فالتوبة أمرها هين فينبغي أن تندم على ما كان منك من الذنب، وتعزم بقلبك على أن لا تعود إليه، وتتركه في الحال، فإذا تحققت هذه الأمور الثلاثة فقد تبت إلى الله تعالى.
ثم لو قدر بعد ذلك أنك رجعت إلى الذنب مرة ثانية بعد تلك التوبة فإن المطلوب منك أن تتوب ثانية وسيغفر الله عز وجل لك، وهكذا.
ومما يعينك على التوبة أيها الحبيب أن تبحث عن الرفقة الصالحة التي تعينك على العمل الصالح، فقد ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة تائب من الأمم السابقة قتل تسعا وتسعين نفسا وسأل عن أعلم أهل الأرض هل له من توبة؟ فلما وفق ووصل إلى العالم وكان قبل ذلك قد سأل عابدا من العباد فأخبره بأنه ليس له توبة فقتله وكمل به المائة، لكن لما وصل إلى العالم قال: (ومن يحول بينك وبين التوبة؟) ثم أمره بأن يترك القرية التي هو فيها ويذهب إلى قرية كذا، قال (فإن فيها قوما صالحين يعبدون الله تعالى فاعبد الله تعالى معهم).
فهذا أمر مهم ومؤثر جدا في حياتك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، فاحرص على التعرف على الشباب الطيبين كجماعة المسجد، وستجد فيهم إن شاء الله العوض والخلف عن رفقة السوء التي تدعوك إلى المعصية والمنكر وتزينه لك.
ومما يسهل عليك ترك المعصية أيها الحبيب أن تستمع إلى المواعظ التي تذكرك بأحوال الآخرة، فإن أحوال الآخرة ودوام قرعها للآذان والقلوب مما يقلع من النفس شهواتها وغيها، فاستمع إلى المواعظ التي تذكرك بالنار وما فيها من أهوال، وبالعرض على الله سبحانه وتعالى والقيام على عرصات القيامة أمام الميزان والقبر وما فيه من أهوال.
وكن على ثقة ويقين بأنك قادم على كل هذا، وقارن حينها بين لذة المعصية التي تفنى وهذه العقوبات الدائمة التي تبقى، ولا شك أن العقل يقضي بأن الإنسان عليه أن يجتنب المعصية ما دامت النتيجة كذلك.
ابدأ أولا أيها الحبيب! بالحفاظ على الصلاة وحاول ما استطعت من ذكر الله تعالى، وجاهد نفسك رويدا رويدا للإقلاع عن الاستماع للأغاني، فإنها تنبت في القلب الغفلة والتعلق بالمعصية، ولكن إذا أبطأت في سماعها شيئا فلا يضر بإذن الله تعالى في توبتك عن ترك الصلاة، فحاول أن تجاهد نفسك أولا على القيام بفريضة الصلاة في جماعة المسجد وأن تكثر من مجالسة المصلين والذاكرين، وهذا سيكون عونا لك إن شاء الله تعالى في ترك الاستماع للأغاني، وكن لبيبا حاذقا في سياسة نفسك، فاعط نفسك من المباح ما يغنيها عن الحرام، فاستمع إلى الأناشيد الإسلامية وهي كثيرة ولله الحمد تغنيك عن سماع الأغنية المحرمة، وبالتدريج إن شاء الله ستجد نفسك ابتعدت كثيرا عن المعصية واقتربت من الطاعة.
وخير ما تستعين به أيها الحبيب! هو اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بصدق واضطرار، وأن تسأله أن يهديك وأن يتوب عليك وأن ييسر لك الخير، فإذا علم الله عز وجل منك الصدق والرغبة في الخير والتوبة من المعصية فإنه سبحانه وتعالى سيسهل لك طريقك إلى الخير وإلى رضوانه سبحانه وتعالى.
ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول كيفية المحافظة على الصلاة (18388 - 18500 - 17395 - 24251 - 55265).
والإقلاع عن سماع الأغاني (233029 - 17189).
نسأل الله تعالى لك الخير حيث ما كان، وأن ييسره لك.

مواد ذات صلة

الاستشارات