السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيما مضى -من الآن وقبل حوالي ثلاث إلى أربع سنوات أو أقل- كنت أذهب وأسافر حينما يشاء مزاجي، فأذهب إلى المتنزهات أو أي مكان، سواء ليلا أو نهارا، لكن بعد ذلك حدثت حادثة غيرت عادتي وهي:
ذهبت إلى منطقة تبعد عن مدينتي حوالي 150 كيلو -طبعا يوجد بها بحر- فنزلت أنا وصديقي إلى البحر للسباحة، وخلال هذا الوقت شعرت بألم في المعدة، وظننت في البداية أنه جوع، فخرجت من البحر للأكل، فلما أكلت لم يكن كما توقعت، فجلست قليلا، وبدأ اضطراب المعدة في ازدياد فتقيأت بعدها، وأتاني إحساس من جهة القلب إلى يدي اليسرى مثل نوبات الحزن تمتد عن طريق العروق، وكما ذكرت سابقا من جهة القلب إلى يدي اليسرى، فذهبت إلى المستشفى في نفس المنطقة التي ذهبت إليها، وخلال الذهاب إلى المستشفى ساورني قلق الوصول بأقصى سرعة، وبعدها كنت إذا تنفست روائح الأكل أشعر بعدم التقبل للأكل بشكل نهائي، فقررنا الرجوع إلى مدينتنا، وخلال الطريق كنت أنظر إلى الطريق أمامي فأشعر أنها بعيدة جدا عن مدينتي، وبعدما اقتربت من مدينتي ذهب ذلك الشعور، ومن بعدها أصبحت عندما أسافر السفر أو أخرج للرحلات يأتيني خوف شديد مع ضيق في التنفس وحالة قيء، ولكن عندما أشعر بالرجوع أو الرجوع بذاته إلى منطقتي أشعر براحة كأن لم تكن عندي هذه الأعراض، وأصبحت بمجرد السفر أو التفكير بذلك يأتيني هذا الشعور.
أرجو من سعادتكم التكرم بمساعدتي بشكل عاجل، وشكرا على حسن تعاونكم، وآسف على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع (إسلام ويب).
أخي الكريم! الذي حصل لك من ألم في المعدة وأنت في هذه الرحلة البحرية ربما يكون ناتجا من عرض بسيط كالالتهاب الفيروسي أو ربما تكون حصلت لك درجة بسيطة من دوار البحر، وهذا يعرف عنه أنه قد يؤدي إلى بعض الآلام في المعدة، وشعور بالدوار والخوف، والغثيان، وعدم الاستقرار النفسي العام، هذه كلها احتمالات واردة، المهم في الأمر أن هذه الحادثة إن كان سببها نه خزن لديك في عقلك الباطني، وأدى إلى وجود هذه المخاوف التي أصبحت تظهر لديك متى ما فكرت في السفر أو كنت في رحلة مثلا، فإذن هو سلوك مكتسب، وهو نوع من التفاعل القلقي المكتسب الذي يؤدي إلى المخاوف حين تكون في السفر أو في رحلات كما ذكرت وتفضلت أخي الكريم.
إذن هذا قلق نفسي ومخاوف، وهو حالة نفسية بسيطة جدا، تعالج بالتجاهل، وبالإكثار من السفر والرحلات بقدر المستطاع، وأن تحاول بقدر الإمكان أن تتحمل هذه الأعراض، وحين تعرض نفسك باستمرار سوف يحدث لك نوع من التواؤم الذي يقضي على هذا الأمر تماما.
أخي الكريم! حتى تستقر أحوالك بصورة تامة أنصحك بتناول دواء بسيط يعرف باسم استمتيل Astmtil تناوله بجرعة (5 مليجرام) ليلا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله، لكن لا مانع من تناوله أيضا حين تكون ذاهبا لهذه الرحلات، وهنالك دواء آخر يزيل -إن شاء الله- أعراض القلق والتوتر والمخاوف، والدواء يعرف باسم زولفت (Zoloft ) وأيضا اسمه لسترال Lustral واسمه العلمي هو سيرترالين Sertraline أرجو أن تتناوله بجرعة نصف حبة -أي (25 مليجرام) لأن الحبة تحتوي على (50 مليجرام)- بعد الأكل، واستمر عليها لمدة أسبوعين، وبعد ذلك ارفعها لحبة كاملة -أي (50 مليجرام)- تناولها ليلا، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة مرة أخرى إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أخي الكريم! هذا هو الذي أراه، وهو أن الحالة هي حالة قلق ومخاوف مكتسبة من الحالات البسيطة، وإن شاء الله تعالى بالمواجهة والإكثار من هذه الرحلات، وتناول الدواء الذي وصفنه لك سوف تزول عنك هذه الظاهرة -إن شاء الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع (إسلام ويب).