أصبت بحالة نفسية لأن خطيبي يريد مفارقتي

0 450

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشاكل متعددة، الأولى أنني مصابة بالقلق (الهلع) وذلك بسبب المشاكل مع خطيبي الذي يربطني به عقد زواج رسمي، ولكنه يريد مفارقتي بأمر من أمه دون أن أقترف معه أي خطأ، وأنا لم أستطع أن أتخلى عنه، وقد حاولت أن أتخلص من ذلك بالصلاة والعبادة، إلا أنني لم أستطع، حتى توصلت إلى حالة من الوسواس القهري والأحلام المزعجة التي أصبحت تؤثر على عملي كطبيبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

بما أنك طبيبة فربما يكون الوضع الأمثل هو أن تتواصلي مع أحد الأطباء النفسيين في المكان الذي تعملين فيه، وأرجو أن لا تحسي بأي نوع من الحرج؛ لأن العلاج النفسي يتطلب شيئا من الاتصال المباشر مع المعالج، والمتابعة تعتبر مهمة جدا، وأنا أقدر بالطبع موضوع الوصمة الاجتماعية، ولكن في مثل حالتك هذا ليس من المفترض أن يسبب لك هاجسا.

أنا أرحب بك مرة أخرى، وأقول لك: إن أمر الزواج من هذا الشاب إذا كان فيه خير فسوف يقدره الله تعالى ويكتبه لك، وإذا كان فيه شر فسوف يصرفه عنك، وأرجو أن تعتمدي على الاستخارة الآن، بالرغم من قرار هذا الشاب أنه يريد أن يتركك وذلك إرضاء لأمه، وأرجو أن تصبري على هذا التوجه من جانبه، وتستخيري، فربما يكون في هذا الزواج شر لك، وفي هذه الحالة يصرف عنك إن شاء الله تعالى، وإن كان فيه خير لك فسوف يتم بإذن الله تعالى مهما كان موقف أمه، فربما تغير أو تبدل رأيها، أو ربما تتحسن الظروف إذا كان الأمر أصلا فيه خير لك.

هذا هو المنهج الذي يجب أن تقتنعي به، ويجب أن تذكري نفسك دائما به حين تتكالب عليك هذه الأفكار التشاؤمية ونوبات القلق والتوتر.

العلاج الدوائي يفيد بالطبع في نوبات الهرع وكذلك الهرع، والدواء الأفضل يعرف تجاريا باسم (سيبرالكس) واسمه العلمي هو (استالوبرام) من الجيد أن تبدئي في تناوله بجرعة صغيرة، وهي (5 مليجرام) يوميا -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10 مليجرام)- وتستمري عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة (10مليجرام) واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى (5 مليجرام) يوميا لمدة شهر، ثم (5 مليجرام) يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
السيبرالكس دواء ممتاز وفعال وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية مطلقا.
أعرف أن الأطباء -بما أنك طبيبة- دائما قد تواجههم صعوبة في قبول العلاج الدوائي، لكن ثقي أيتها الفاضلة الكريمة أن هذا الدواء دواء ممتاز، ونسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه خيرا كثيرا.

هنالك أمور سلوكية كثيرة يمكن أن تساعدك، منها ممارسة تمارين الاسترخاء، والحرص على التفكير الإيجابي، وأن توازني الأمور كما ذكرنا لك، فإذا كان في هذا الأمر شر فإن صرفه عنك هو أفضل، وإن كان فيه خير فسوف يأتيك بإذن الله تعالى، ونرجو أن تقفي على موضوع القدر من خلال هذه الروابط: (278495 - 2110600).
ممارسة الرياضة تعتبر أمرا مفيدا، وكذلك تمارين الاسترخاء، والتي يمكنك التدرب عليها بمقابلة أخصائية نفسية وليست طبيبة نفسية، أو يمكنك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية التدريب على تمارين الاسترخاء، وهنالك طريقة تعرف بطريقة جاكبسون من الطرق الجيدة والفعالة جدا.

الذي أرجوه منك هو أيضا أن تحسني إدارة وقتك، فأنت طبيبة ولديك التزامات مهنية كثيرة، وأن تشغلي نفسك بالاطلاع وبالتخصص؛ فهذا إن شاء الله تعالى يعوضك كثيرا عن مشاعر الحزن والهلع وعدم الطمأنينة، وعليك بذكر الله تعالى؛ لأن بذكر الله تعالى تطمئن القلوب، وعليك بتلاوة القرآن بتؤدة وتمعن.

الأحلام المزعجة والفكر الوسواسي هي أمور ثانوية ناتجة من علة القلق التي تعانين منها، وإن شاء الله تعالى بالحرص على أذكار النوم، وممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء كما ذكرنا، وكذلك تجنب تناول وجبات دسمة ليلا، سوف تزول عنك هذه الأحلام المزعجة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات