علاجات ضعف التركيز والتردد وأثرها على القدرة الجنسية

0 440

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر (30) سنة، كنت في سن الـ12 تقريبا أمارس العادة، ثم في سن الـ15 أصبت بأفكار وسواسية تقول لي إني مصاب بالإيدز، وكنت في هذه المرحلة أبكي بكاء شديدا، ثم خفت عني هذه الفكرة، ولم أعد أهتم بها، إلى سنة (2003) حيث عاودتني على شكل نقاشات حدثت بيني وبين بعض الأصدقاء، كان يعرض بآبائي، ويرى أن آباءه أفضل علما وصلاحا، وكان يصيبني هم وحزن شديد، وقد شككت في نسبي، ثم شككت في العقيدة، ثم قادني إلى التفكير بالانتحار، وكانت هذه الأفكار تتسم بالتسلط والقوة، وعدم قدرتي على الخروج منها، لكن لاحظت أنها في رمضان تخف كثيرا، ثم إذا انتهى رمضان تعود بعد العيد، فواظبت -بعد سنتين من هذه الملاحظة- على قيام الليل، فوجدت لذلك نفعا عظيما، ولا زلت إلى الآن في خير -والحمد لله-.
ما أعاني منه الآن: هو ضعف في التركيز، بحيث أنسى ما مر علي في قراءة الفقرة قبل أن أكملها، أيضا الحساسية والتردد، ودوام التفكير، لكن بدون قلق، ضعف الوزن وعدم القدرة على زيادته.
أنا مقبل على الزواج، وأرجو منكم إن كنتم ترون أني أحتاج لعقاقير أن تصفوها لي، بحيث لا أدمن عليها، ولا تسبب اضطرابات في اللبيدو، وجزاكم الله خيرا.
ولدي بعض الخوف من الآثار السلبية للأدوية، فأرجو أن تفيدوني عن المدة اللازمة للتخلص منها، بحيث يصير الشخص طبيعيا تماما، وهل ترى أن الزواج يمكن أن يكون كافيا لعلاج حالتي دون الحاجة لأخذ عقاقير؟
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلقد أعطيت وصفا مثاليا للتاريخ الطبيعي للوساوس القهرية، فقد بدأت معك في شكل وساوس ومخاوف من المرض - أي مرض الإيدز بالتحديد - وذلك مرتبط بالعادة السرية، وهنا يوجد رابط قوي جدا لإثارة هذا النوع من الوساوس، فالإيدز هو مرض جنسي، والعادة السرية هي بالطبع أمر ذو طبيعة جنسية أيضا، ثم بعد ذلك تنقلت هذه الوساوس وتشكلت واختلفت وقلت وزادت، وهذه هي طبيعة الوساوس القهرية.
ملاحظتك في أن هذه الوساوس تقل في رمضان، وأنك استعنت بقيام الليل عليها، هذا أمر طيب وجميل جدا، وأقول لك حاول دائما أن تدفعها، أن تحقرها، أن تعمل ما هو ضدها، وأن تشغل نفسك بما هو أفيد، هذا هو الجانب العلاجي الأول.
أما الجانب العلاجي الثاني وهو مهم جدا وهو: العلاج الدوائي، والعلاج الدوائي مفيد، وهنالك أسس علمية صلبة تثبت فائدة هذا الدواء؛ لأن الوساوس في معظمها لها علاقة باضطراب كيميائي يصيب بعض المواد في الدماغ، وهذه المواد تعرف بالموصلات العصبية، ومن أهمها مادة تعرف باسم (سيروتونين) فلذا ومن المنطق العلمي أن الخلل الكيميائي لا يصححه إلا فعل كيميائي مضاد، وفي هذه الحالة هو تناول الدواء، وبفضل الله تعالى توجد أدوية فعالة وممتازة جدا.

الدواء المناسب في حالتك هو عقار يعرف تجاريا باسم (فافرين) واسمه العلمي (فلوفكسمين) حيث إنه لا يؤثر على الأداء الجنسي، وهذا أحد تخوفاتك، وأنا أطمئنك تماما من هذه الناحية، هو دواء سليم وفعال، ربما يسبب لك فقط عسرا في الهضم، يكون بسيطا في الأيام الأولى، لكن إذا تناولته في المساء وبعد الأكل هذا لن يحدث إن شاء الله تعالى.

إذن ابدأ في تناول الفافرين بجرعة خمسين مليجراما، تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفعها إلى مائة مليجرام، وأعتقد أن هذه الجرعة سوف تكون كافية جدا بالنسبة لك؛ لأن الوساوس التي لديك هي من الدرجة البسيطة، كما أن اتباعك للمنهج السلوكي الخاص بك قد أفادك كثيرا في ضعفها وتقليلها، - وإن شاء الله تعالى - جرعة المائة مليجرام من الفافرين سوف تكون كافية، علما بأن الجرعة القصوى هي ثلاثمائة مليجرام في اليوم.

استمر على هذه الجرعة أيها الفاضل الكريم لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى خمسين مليجراما لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء، وسوف تجد فيه فائدة عظيمة جدا، - وإن شاء الله تعالى - لن تواجهك أي مشاكل أو صعوبات جنسية عند الزواج، وأن تأخذ بالرزمة العلاجية كاملة هو الأفضل، الدواء وحده لا يمكن أن يكون علاجا لعلة نفسية فيها جوانب كيميائية، وفيها جوانب سلوكية ونفسية.

نعم .. الزواج يساعد على الاستقرار، ويقلل من القلق - إن شاء الله - لكن الدواء مهم وكذلك التطبيقات السلوكية أيضا مهمة، وهي كلها مكلمة لبعضها البعض.


أسأل الله تعالى أن يجمع بينك وبين زوجتك على خير، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات