السرعة في الكلام وعلاقتها بمرض الصرع

0 393

السؤال

عمري 30 سنة، أعاني من مشكل الإسراع في الكلام عند التحاور مع أي شخص، وعندما أكلم نفسي أتكلم بشكل عادي، لكن إذا حاورت شخصا ما أسرع في الكلام، حتى إن الشخص الآخر لا يفهمني، فأصبحت أخجل كثيرا، وهذا المشكل منذ كنت في سن المراهقة أي 13-14 سنة.

منذ سن الـ14 وحتى الـ20، كنت مريضا بمرض الصرع، والآن -والحمد لله- قد شفيت من هذا المرض، فهل هذا المشكل في الكلام له علاقة بمرض الصرع؟
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فلا شك أنه توجد فروقات فردية بين الناس في سرعة الكلام وطريقته، وإخراج الكلمات، ومثل حالتك هي حالة عادية، لكن الذي سبب لك القلق - كما تفضلت وذكرت - هو أنك تسرع في الكلام عند التحاور مع الآخرين، وهذا الوضع ربما يكون قد تحول أيضا إلى وضع وسواسي، أي أنك أصبحت مشغولا بهذه الفكرة أكثر مما يجب، وهذا هو سبب قلقك أكثر من أن الإسراع في الكلام عند التحاور هو المشكلة الرئيسية لديك، وعليه فأرجو أن تسعى لأن تتجاهل هذا الموضوع تماما، وأنا أؤكد لك أنه لا توجد علاقة أبدا بين الإسراع في الكلام ومرض الصرع.

الحالة قد تكون حالة طبيعية جدا أو قد تكون حالة قلقية وسواسية بسيطة، وأنصحك بأن تدرب نفسك على الكلام البطيء بقدر المستطاع، ليس البطء الممل ولكن البطء المعقول.

من التدريبات الجيدة هي أن تقرأ القرآن الكريم بتؤدة وترتيل، أن تركز على مخارج الحروف، أن تأخذ نفسا مع بداية الكلام خاصة حين تحاور الآخرين، أخذ نفس مع بداية الكلام هذا يعطيك شيئا من الاسترخاء الداخلي، ويجعل الكلام يخرج بسلاسة وسهولة، ولن يكون فيه أي نوع من الإسراع.
هنالك تمرين آخر وهو أن تتخيل نفسك أنك تحاور شخصا آخر، قم بمحاورة هذا الشخص في الخيال وقم بتسجيل ما يدور من حوار مع نفسك، وبعد ذلك استمع إلى نفسك أو يمكنك أن تتخير أحد أصدقائك المقربين وتطرح عليه هذه المشكلة وتقول له: (أنا ألاحظ أني أسرع في الكلام عند التحاور مع الآخرين، وقد نصحني الطبيب بإجراء حوارات على مستوى مختلف وأن أقوم بتسجيل هذه الحوارات ثم بعد ذلك أستمع لما قمت بتسجيله) يمكن أن تطبق هذا التمرين مع أحد أصدقائك.

عموما الأمر من وجهة نظري أمر بسيط، وهو قلقي وسواسي أكثر مما هو واقع، والإنسان يستطيع أن يتحكم في إسراع إخراجه للكلام، خاصة إذا ربطها بالتنفس، وكما ذكرت لك تلاوة القرآن ببطء، وكذلك القيام بالتخيل بأنك تحاور شخصا، هذه وجد أنها تفيد، وعموما يعرف أن التحاور لا يمكن أن يكون على وتيرة واحدة، في بعض الأحيان تضطر أن تسرع، وفي بعض الأحيان تضطر للبطء، والمهم جدا أيضا أن تدرب نفسك على أن تكون مستمعا جيدا، حاول أن تكون مستمعا جيدا للآخرين، هذا يجعلك تتفهم الموضوع بشكل أفضل، ويجعلك تخرج كلامك وإجاباتك بشكل بعيد تماما عن الإسراع في الكلام خاصة الإسراع المخل.

لا أعتقد أنك في حاجة لأي نوع من الدواء لأن الحالة ليست حالة مرضية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات