السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ عدة سنوات، ونعيش أنا وزوجي مع (حماتي) وقد حصلت مشكلة بيني وبينها، مما أدى إلى الانفصال في سكن مستقل، مشكلتي أنني دائما أفكر في هذه المشكلة بكل تفاصيلها، ولا أستطيع النسيان، يعني أتذكر ماذا حدث لي، وهذا التفكير يأتي يوميا، ولا أستطيع التغلب عليه، وقد وصلت إلى مرحلة الجنون، رغم مرور شهرين على هذه المشكلة، وفي آخر فترة من كثرة عدم سيطرتي على التفكير، صرت أدعو على حماتي بدعوات سيئة، فما هو السبيل للخروج من هذه الأزمة؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أنا أدعوك بأن تنتهجي منهجا مختلفا تماما لمعالجة هذه القضية، وهي أن تتقربي من حماتك، قد تستغربين هذه الدعوة وتستغربين مثل هذا الحل، ولكن أؤكد لك أن الحكمة تقتضي ذلك؛ لأنه في نهاية الأمر سوف يعود عليك هذا التصرف بمكاسب كبيرة وراحة نفسية.
أرجو منك أن تصبري نفسك وأن تقولي لنفسك: أنا سوف أضحي وأذهب إلى حماتي وأعتذر لها، وإن كنت لم أخطئ، هذا الأمر ضروري أيتها الفاضلة الكريمة، ويجب أن تكوني فطنة وذكية، ولا تجعلي زوجك يعيش في نزاع بينك وبين والدته، هذا من أسوأ المواقف التي يجد الزوج فيها نفسه متنازعا بين زوجته ووالدته، والحكمة تقتضي منك أن تأخذي أنت بزمام المبادرة، وحينها ستشعرين برضا كبير عن نفسك إذا قمت بهذا التصرف، وهذا الحل الذي أراه منطقيا، أما أن تأخذي الأمور بهذه الطريقة وتبدئي بالدعاء على والدة زوجك فهذا أمر خاطئ، وهذا أمر لا يعقد المشكلة فقط، فربما تكونين آثمة أيضا في ذلك.
يجب أن تأخذي بزمام المبادرة، وأن تذهبي إليها مع زوجك إذا أراد الذهاب إلى زيارة والدته، وأن تكثري من زيارتها، وأن تعتذري لها كوالدة، هذا هو الأصل وهذا هو الأفضل، أما التفكير السالب والتفكير من هذا النوع يظهر أنه ناتج من عدم مقدرتك على التكيف، وعدم مقدرتك على التواؤم، وأصبحت طاقاتك النفسية موجهة بصورة انتقامية، وأصبحت موجهة بطريقة تجعلك دائما تفكرين كيف تردين اعتبارك وكيف تثبتين وجودك أمام هذه المرأة، وهذا خطأ وليس بالأمر الصحيح، وليس بالأمر الرشيد.
أيتها الفاضلة الكريمة: التسامح يجب أن يكون المبدأ الأول، والتنازل أفضل من الدعاء على الآخرين، وهو أمر مرفوض حتى من الناحية الشرعية، هي ليست بعدو، وليست معك في حرب، وأنا لا أريد أن أحمل عليك؛ لأن هذا هو العلاج النفسي السلوكي الذي أراه مناسبا في مثل حالتك.
أيتها الفاضلة الكريمة: لا تفكري سلبيا حول هذه الموضوع، فكري بصورة مختلفة، وأنت مادمت تطلبين الإرشاد، فهذا هو الإرشاد، وهذا هو النصح الذي نقول أنه سوف يفيدك ويفيد أسرتك ويحسن حتى علاقتك مع زوجك، ربما يكون زوجك الآن يعيش في حيرة، ربما يكون لديه مشاعر سلبية نحوك لم يصفح عنها، أرجو أن تريحيه بأن تأخذي المبادرة بأن تذهبي إلى والدته.
أنا أقدر القلق والتوتر الذي أصابك، ولذا أنصحك بتناول دواء بسيط ومفيد لعلاج القلق والتوتر والانفعالات السلبية، والدواء متوفر الآن في السودان باسم الديناكسيد، وأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين، ثم اجعليها حبة صباح ومساء لمدة شهرين، ثم حبة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
وعليك أن تحاولي دائما الاسترخاء، وعليك بالصلاة في وقتها وتلاوة القرآن، وعليك بالذكر والدعاء والاستغفار.
وبالله التوفيق والسداد.