السؤال
السلام عليكم.
ابنتي عمرها 4 سنوات، كثيرة الصراخ والبكاء، وهي عصبية وعنيدة، ولا تسمع كلامي، وهي قليلة النوم، وتقاوم النوم بطريقة غريبة، تستيقظ في الصباح الساعة التاسعة والنصف، وتبقى مستيقظة حتى الساعة الواحدة مساء، ولا تنام إلا بالبكاء والصراخ، وتشكو وتتأفف كثيرا، وأنا لا أعلم كيف أتصرف معها، استخدمت وسائل كثيرة، ولكن دون فائدة، وهي تضرب أخاها الذي عمره سنة ونصف.
هناك مشكلة أخرى، وهي أنها دائما تسأل عن والدها وتحس أنني لا أحبها وتطلب والدها وتريد أن تراه ويكون في العمل، وتبكي بالساعات ولا تقبل أن أطعمها، وتريد أن يطعمها والدها ويدخلها الحمام ويحممها ويغير لها، فماذا أفعل؟ وأمام والدها تتصرف بتصرفات لا تقوم بها وهو في العمل، وتحاول نرفزتي وإغضابي أمامه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
العناد وبكاء الأطفال المستمر في مثل هذا العمر هو تعبير عن الاحتجاج لوضع ما، والمطالبة بنوع من المعاملة الخاصة، وهذه الطفلة - حفظها الله - غالبا ما تكون قد استأثرت بوضع معين، مثل العناية الفائقة التي كانت تجدها، أو تدليلها استجابة لرغباتها مهما كانت، فتعودت على هذا النمط، وبعد ذلك انشغلت الأسرة عنها قليلا، وذلك نسبة لوجود طفل آخر، وافتقاد الطفلة لما استأثرت به سابقا جعلها تعبر عن نفسها بهذا الصراخ والبكاء والعصبية والعناد، وهذا تصرف طبيعي جدا، وردة فعل معروفة لدى الأطفال.
أما ميولها لوالدها، فيمكن أن يفسر بأن الوالد هو الآن يأخذ الجانب التعويضي والجانب اللين والمتساهل، وتجد لديه ما تريده بسهولة، ونسبة لما يبدر منك - لا أقول الرفض أو عدم تحملك لتصرفاتها أو مطالبها - جعلها تلجأ لمن تجد عنده ما تريد، وهذه طبيعة الأطفال، وربما تكون طبيعة البشر بصفة عامة.
أيتها الفاضلة الكريمة: هذا السلوك متعلم، سلوك أن يستأثر الطفل بوضع معين ثم بعد ذلك يفقده كليا أو جزئيا، والعلاج - إن شاء الله تعالى - ليس بالصعب، وهذه المرحلة مرحلة عابرة..هذا أولا.
ثانيا: يجنب أن تتفقي مع والدها أن يكون منهج المعاملة منهجا واحدا، وهذا مهم جدا، فلا يلبي لها جميع رغباتها، ويجب أن لا يكون هو الذي يشرف على إطعامها دائما أو يدخلها الحمام، فهذا الوضع ليس بالسليم أبدا، إنما يجب أن تشاركي أنت وتقومي أنت بهذا الفعل مهما رفضت، وأن تتجاهلوا الصراخ والعناد الذي يصدر من الطفلة بقدر الإمكان.
رابعا: تحفيزها بالكلمات الطيبة، وتقبيلها، والضحك معها، واللعب معها، هذا كله مفيد جدا.
خامسا: بإمكانك أن تتيحي لها الفرصة بالاختلاط مع الأطفال الذين في عمرها.
سادسا: أرجو أن تستفيدي من الألعاب ذات الصفات التوجيهية والتعليمية والمفيدة للأطفال، اجعليها تتفاعل مع هذه الألعاب، وهذا - إن شاء الله تعالى - يقلل من عصبيتها وعنادها ويشعرها بالأمان.
سابعا: لاعبي طفلتك وانزلي إلى مستواها الطفولي، قومي بلعب دور التمثيل أمامها، واجعليها تشارك في هذا الدور التمثيلي، وهذا يساعد الأطفال كثيرا ويشعرهم بالأمن والأمان.
ثامنا: ما يساعد الطفل أيضا أن ينام كل الساكنين في المنزل في وقت ومعين، وهذا مهم جدا، وإطفاء الأنوار لكي ينام الجميع، ومن هنا سوف تتحسن الساعة البيولوجية للطفلة وسوف تنام، إذن العملية هي عملية نقلة عامة لكل ساكني المنزل، وبالطبع محاولة تجنب النوم النهاري سوف يساعد الطفلة.
في بعض الأحيان يكون الأطفال لديهم مغص بسيط في البطن أو آلام بسيطة في الأسنان، واحتقانات في اللثة، وهذا يشعر الطفل بشيء من عدم الارتياح ويجعله كثير الصراخ والبكاء، ولكن في الأصل يكون محتجا على مكاسبه التي افتقدها، فأرجو ملاحظة ذلك إذا كان لديها أي نوع من التقلصات في المعدة أو آلام الأسنان، هذا لابد أن يعالج.
نصيحتي الأخيرة أن يرتفع مستوى تحملك، وهذا مهم جدا، فبعض الأمهات يكون لديهن عسر في المزاج، وعدم القدرة على الصبر، وعدم القدرة على التحمل، وهذا بالطبع يؤدي إلى ردود أفعال سلبية من الطرفين.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.