السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي بنت في الثامنة من العمر، أصيبت قبل تسعة أشهر بمرض الصرع، النوع الخفيف، أعراض الحالة: (عدم إدراكها لما يدور حولها لمدة من (5_10) لحظات، وتتكرر الحالة عندها يوميا بحدود (10) مرات أو أقل حسب الحالة العصبية والمزاج.
علما بأنه عند اختلاطها مع الأطفال ولعبها معهم تقل فترات العزل عندها، ومنذ تسعة أشهر وإلى الآن تعالج بـ(ديباكين، ريفوتريل)، وقد قام الدكتور المعالج عدة مرات بتغيير كميات الدواء، وآخر جرعة كانت (ديباكين 400ملغ × 2 مع 2 ملغ ريفوتريل) مساء فقط، ولم تتوقف الحالة!
أخيرا: تم مراجعة الطبيب الأردني (د.ازهر داود)، فقرر إلغاء الدواء القديم بالتدريج، وإعطاءها (كيبرا 500 ملغ × 2) الأسبوع الأول والأسبوع الثاني (كيبرا 1000×2).
علما بأن وزن ابنتي (54 كغم) وأظهرت فحوصات الدم والأشعة التنورية لرأسها سلامتها من أية أورام أو التهابات في الدم.
منذ أسبوع بدأت بأخذ (كيبرا).
أفيدونا برأيكم جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أزاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي الكريم، الصرع لدى الأطفال من هذا النوع يعتبر من الحالات البسيطة لكن يجب أن يتم علاجه دون أي تهاون.
العلاج الدوائي أسس نجاحه معروفة، وهي أن تكون الجرعة صحيحة خاصة الجرعة التي تعطى للأطفال، وأن يكون هنالك التزام مطلق، بأن تعطى في وقتها، وأن تكون جرعة العلاج للمدة الصحيحة، وأن نجعل الطفل يعيش حياة طبيعية بقدر المستطاع.
الأدوية تتفاوت في فعاليتها، وقد يناسب دواء معين شخصا ولا يناسب شخصا آخر، وذلك حسب البناء الجيني للإنسان.
اختيار الطبيب لعقار (ديباكين) أعتقد أنه كان اختيارا جيدا، ولكن مع احترامي الشديد للأخ الزميل الطبيب لا أرى (الريفوتريل)، كان يجب أن يتم أعطاؤه في هذه المرحلة، علاج (كيبرا) الذي وصفه الدكتور سيكون مفيدا لهذه الصغيرة والانضباط في إعطاء الجرعة هو سر النجاح الدوائي كما ذكرنا، وكما ألاحظ أن الجرعة الآن تناسب وزن الطفلة -والحمد لله تعالى- أن الصور والفحوصات كلها سليمة.
المطلوب أن تكون هنالك متابعة لحالة الطفلة، ربما يكون من الصعوبة الذهاب إلى الدكتور، ولكن أي طبيب مختص في أمراض الأعصاب لدى الأطفال أو طبيب أطفال جيد، يمكن أن يتابع حالة هذه الصغيرة، وربما يكون من الجيد أن يتم إجراء تخطيط للدماغ من وقت لآخر.
(الكيبرا) سيكون علاجا ناجحا في حالة هذه الطفلة الصغيرة، وإذا حدث لها -لا قدر الله- أنها لم تستفد من الدواء الاستفادة الكاملة، وظهرت لديها نوبات فهذا يجب أن لا يشعر بالكدر؛ لأن الحلول الأخرى كثيرة، وهي إضافة دواء مع (الكيبرا).
أنا لست متشائما، ولكن من الواجب أن ألفت نظرك لما قد يحدث؛ لأن (70 إلى 80%) من الأطفال يمكن علاجهم عن طريق دواء واحد، وفي حالات قد تصل من (30 إلى 20%) ربما تحتاج إلى إضافة دواء آخر -والحمد لله تعالى- الأدوية الآن جيدة ومتوفرة وسليمة.
أخي الكريم -من الناحية التربوية أرجو أن لا نشعر الطفلة بأي نوع من النقص، أتمنى أن يشرح لها أيضا بلغة مبسطة محببة طبيعة هذه العلة البسيطة التي تعاني منها وأهمية الدواء، وقد شاهدت الكثير من الأطفال في مثل عمرها الذين اكتسبوا معلومات ممتازة حول حالتهم، وهذا يشجعهم كثيرا على الاهتمام بأمر الأدواء، فهذه النقطة نقطة مهمة أرجو أن تلاحظها، وكما ذكرت لك مسبقا الطفلة يجب أن لا تعامل كشخص معاق لأنها ليست معاقة.
نعم هنالك علة، ولكن يمكن تجاوزها، دعوها تعيش حياة طبيعية بقدر المستطاع، والأشياء التي يتم تجنبها بالطبع هي الحرص حين تصعد السلالم أو الدرج، أرجو أيضا أن لا تجلس بالقرب من شاشة التلفزيون، وأن تكون هنالك مسافة معقولة، وأن تقلل من التعامل مع ألعاب الفيديو؛ لأن الأمور المثيرة والإضاءات الساطعة يقال ربما تثير البؤرة الصرعية.
أسأل الله تعالى لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وعليك بالرقية الشرعية لهذه الطفلة فالرقية إن شاء الله تعالى نافعة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.