السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي طفلة عمرها الآن سنتان، وكانت منذ صغرها تقوم بحالات تشنجية غريبة، غير أنها تكون مدركة تماما ما يدور حولها، ولا تغيب عن الوعي، وأيضا كل ما تقوم به هو أنها تلف قدما على قدم، ويدق قلبها سريعا جدا، وجسدها يتصبب عرقا.
قمنا بعملية رسم مخ لها بعد الكشف طبعا، والنتيجة كانت أنه لا يوجد شيء في مخها، وقمنا أيضا بعمل أشعة رنين مغناطيسي على المخ، وأيضا النتيجة أنه لا يوجد شيء؟
فهل ما تقوم به ابنتي طبيعي أم ماذا؟ وأيضا الحالة هذه دائما تأتي في المساء قبل النوم على فترات بمعدل كل يومين أو كل يوم أو كل فترة.
أفيدوني أفادكم الله، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ملك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فهذا النوع من التشنجات أتفق معك أنه ليس هو النوع المعتاد، ولكنه قد يحدث لبعض الأطفال، وحقيقة الأمر أن قضية الصرع لدى الأطفال في بعض الأحيان يتطلب خبرة ومراقبة طويلة للطفل ليتم التأكد من التشخيص، وبعض الحالات قد يتطلب وجودها في المستشفى لمدة أربعة أو خمسة أيام أو حتى مدة أسبوع للتأكد من إن كانت التشنجات التي تأتي هي تشنجات صرعية أم هي أمر آخر.
أيها الفاضل الكريم: أرجو أن لا تنزعج أبدا لكلمة الصرع؛ لأن هذا هو المسمى الصحيح، وهو مرض موجود، هنالك عدة مسميات تستعمل كالتشنجات، كزيادة في كهرباء الدماغ، لكن من حق الإنسان أن يعرف حقائق الأمور دون أن ينزعج.
هذه البنية – حفظها الله تعالى – لا أحد يستطيع في هذه المرحلة أن يقول أن لديها بؤرة صرعية، لكن يجب أن لا نهمل هذه الحالة أيضا، والوضع المثالي هو أن تكون ابنتك تحت إشراف أخصائي الأطفال المختص في أمراض الأعصاب للأطفال، هذا هو الأمر الأول.
الأمر الثاني: أتمنى أن تقوم بتصوير هذه التشنجات التي تحدث للابنة، يمكن أن يكون التصوير بالتليفون (الجوال) مثلا، وتعرضها على الطبيب؛ لأن كثير جدا من حالات التشنجات الصرعية تعتبر الصورة الإكلينيكية – أي ما شاهده الشخص صاحب الخبرة – أهم بكثير من نتائج الفحوصات، خاصة فحوصات رسم المخ أو الرنين المغناطيسي أو الصورة المقطعية.
إذن شهادة العين الخبيرة مهمة جدا لتشخيص بعض هذه النوبات، لأنه في حوالي أربعين إلى خمسين بالمائة يكون الإنسان لديه بؤرة صرعية لكنها لا تظهر من خلال رصد المخ.
الأمر الثالث: رسم المخ دائما له علاقة وثيقة جدا بالوقت الذي حدثت فيه هذه التشنجات، فمثلا إذا قمنا بعمل تخطيط للمخ مباشرة بعد حدوث هذه التشنجات هنا تكون فرصة أن يكون رسم المخ إيجابيا ومفيدا خمسة وتسعين بالمائة، لكن إذا قمنا بهذا الرسم يوما أو يومين بعد النوبة هنا تكون الفرصة أقل بكثير، خمسين أو ستين بالمائة.
هذا يعني أن الطفلة ربما تكون محتاجة أن تظل في المستشفى أو في عيادة بها أجهزة لرسم المخ، ويقوم بعد ذلك المختصون بإجراء تخطيط الدماغ بعد حدوث الحالة مباشرة أو في أثنائها، وهنالك نوع من تخطيط المخ متوفر في بعض المراكز المتقدمة، هذا التخطيط هو لمدة أربع وعشرين ساعة، هنالك أجهزة تثبت على رأس الطفل وتعطي هذه الأجهزة تسجيلا مستمرا لمدة أربع وعشرين ساعة، وذلك مثل ما يحدث في رسم القلب عن طريق جهاز (الهوتر).
هذه قد تكون مفيدة جدا، لكن الذي أرجوه منك هو أن تبدأ بتصوير الابنة حين تأتيها هذه الحالة، وتعرضها على الطبيب المختص أو طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب.
هنالك بعض الأطباء قد يلجأ إلى العلاج الدوائي التجريبي، إذا كان لديه درجة عالية من الشك دون أن يكون متيقنا اليقين التام أن هذه الحالة حالة صرعية، هنا يقوم الطبيب بإعطاء دواء مثل عقار (تجراتول) وهو دواء سليم جدا، فإذا أجهضت هذه النوبات هذا دليل على أنه بالفعل توجد حركة كهربائية نشطة في الدماغ.
هذا هو الذي أود أن أوضحه لك، وأرجو أن لا تنزعج أبدا، لكن هذه هي الإجراءات العلمية الصحيحة التي يجب أن نطبقها على هذه الابنة حفظها الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.