زوجتي لا تؤدي حقي الشرعي... فما توجيهكم لنا؟

0 888

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز تزوجت قبل ثلاثة أشهر، مشكلتي مع زوجتي هي أنها لا تحب الجماع، وتقول بأنها لا تشعر بأي لذة قبل الجماع وفي أثناء الجماع، وبعد اللقاء مباشرة تصاب بصداع، وقد لا تنام تلك الليلة!

أحيانا يبقى الصداع معها حتى اليوم التالي، وقد حاولت إقناعها بضرورة الذهاب إلى الطبيب، لكن دائما تعارض وتقول هذا عيب، لا أستطيع أن أخبر الطبيب.

ضقت بالأمر ذرعا، لا أستطيع أن أصبر عن معاشرتها مدة طويلة، وهي دائما تأتي بالأعذار وتقول: حتى المرة في كل أسبوع أو أسبوعين أفعلها من أجلك، لو تدعنا من هذا أكن شاكرة لك، وأنا شاب أحب أن أتمتع بحلالي أي وقت أشاء.

ناقشنا الأمر في إحدى الليالي بعد أن رفضت طلبي، وقلت لها لا أستطيع الصبر أكثر، هذا حق شرعي لي وهو أهم ما في الزواج، فإذا كنت لا تريدين الذهاب إلى الطبيب لحل المشكلة طبيا أو أن تستجيبي لطلبي فأخبريني، فسوف يكون هناك حل آخر، لأنني بكل بساطة لا أنا عازب ولا أنا متزوج.

حاليا زوجتي حامل، وهي في أيامها الأولى من الحمل، وأنا مسرور بهذا الحمل أيما سرور، خاصة وأنني الابن الوحيد لوالدي، وليس لي إخوة ولا أخوات وأن أبي وأمي قد ماتا.

بالنسبة لي لدي مشكلة أخرى وهي لا تقل من الأولى، من حيث الخطورة والشدة، وهي أنني أعاني من سرعة في القذف أثناء الجماع، ويستغرق هذا أقل من دقيقة، ولأعوض زوجتي عن هذا النقص أقوم بمداعبات كثيرة قبل شروع في العملية، وأرجح أن تكون سبب سرعة القذف العادة السرية التي كنت أمارسها منذ مدة طويلة ولم أجد لها حلا.

جزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمون للإسلام وللمسلمين في شبكة إسلام ويب.

لدي سؤالان:

الأول: هل يحق لزوجتي أن تعاملني بهذه الطريقة أي بأن تمنع نفسها مني؟ وهل أكون ظالما إن طلقتها لهذا السبب؟

ثانيا: هل يمكن معالجة حالتها وحالتي؟

وأعتذر إن وجدتم صعوبة في فهم ما كتب فأنا رجل أعجمي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بالنسبة لمشكلة سرعة القذف فهناك العديد من العلاجات التي تساعد على علاج هذه المشكلة -بإذن الله- ومن هذا العلاجات تناول العقار التالي: paroxetine 20 mg نصف قرص يوميا، لمدة أسبوعين، ثم قرصا يوميا لمدة شهرين، مع مراعاة أن يكون تناول العلاج يوم الجماع قبل الجماع بأربع ساعات، ومع الوقت والعلاج تتحسن الحالة بإذن الله.

أما بالنسبة للزوجة فيجب الرفق بها وتكرار الحوار معها كثيرا، ومحاولة تغيير نمط العلاقة الزوجية، كي تستمتع بشكل أكبر، وقد يكون للحمل سبب في حدوث هذا الأمر، ومع الوضع وعودة الحالة المزاجية للزوجة لوضعها الطبيعي، فقد تختلف الحالة، وتقبل الزوجة على الجماع بشكل طبيعي وصحي، بحيث ترضى عنه بإذن الله.

بعد الإجابة على إجابتك من الجانب الطبي تم تحويلها على المستشار الشرعي لإتمام الفائدة فأجاب قائلا:

مرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يصلح زوجتك وأن يشفيها مما تعاني إن كانت تعاني من مرض.

لقد أحسنت في حسن مشورتك لزوجتك وصبرك عليها، وحرصك على قضاء حاجتها منك، كما تطلب أنت حاجتك منها أيضا، فهذا دليل على حسن خلقك وطيب معدنك، نسأل الله تعالى أن يزيدك حسن خلق إلى ما أنت فيه.

نصيحتنا لك أن لا تتعجل بطلاق زوجتك لما ذكرت، فحاول أن تنتقل بحالتك إلى حالة أحسن مما أنت عليه، فقد بين لك الطبيب بأن هذا أمر ممكن وسهل، وأن الزوجة يمكن بعد الوضع أن تتغير حالتها إلى الأحسن.

نصيحتنا لك أن لا تتسرع بالطلاق، وإن كان جائزا من حيث الجواز الشرعي، لكنه ليس هو الحل الأمثل، لاسيما وأن هذا الحمل في طريقه للخروج إلى هذه الدنيا، فلا ينبغي أن يخرج إلى أسرة مفرقة لا ينعم فيها بالحياة الطيبة، في حياة والديه المجتمعين.

معاملة زوجتك لك إن كان لغير ضرر يلحقها بالجماع، فإن ذلك لا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي رواه الإمام ابن ماجه - رحمه الله تعالى - وصححه الألباني وغيره، قال: (والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه) والقتب ما يوضع على الجمل ليركب عليه، وفي هذا ببيان أنها لا تمتنع عنه، ولو دعاها إلى فراشه وهي على هذه الحالة، فكيف بغيرها من الحالات.

قد جاءت النصوص الكثيرة الدالة على أن الشريعة تمنع المرأة من أن تمتنع عن زوجها، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم المرأة عن الصوم نافلة وزوجها حاضر إلا بإذنه، لأنه ربما احتاجها لحاجته، وكذلك أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن الرجل إذا دعا زوجته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح.

ينبغي أن ترفق بزوجتك وتبين لها الحكم الشرعي، وإذا كانت تعاني من بعض المشقة فإنه بإمكانها أن تسعى في العلاج، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (تداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام) وقد قال: (ما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواء)، فلا ينبغي لها أن تقصر في العلاج، لأن ذلك سبب في التقصير في حقوق الزوج المؤكدة عليها، فنصيحتنا لك أيها الحبيب أن تحاول إقناعها وتترفق بها برفق، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، ويصلح زوجتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات