البقع البيضاء تحت الشفة وعلاجها

0 653

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
لدي مشكلة أعاني منها منذ 6 سنوات تقريبا، تحت شفتي السفلى توجد بقع بيضاء ليست شديدة البياض، لكن عندما يدقق أي شخص النظر فيها يجد اختلافا في لون البشرة، شكلها دائري على طول شفتي السفلى، وتحديد شفتي اختفى بسبب وجود هذه البقع، وأحيانا أجد أنها واضحة جدا.
ذهبت للطبيب وأخبرني أنها الخلايا المنخلية، ووصف لي كريما ولكن لم يخفها ولم يخفف منها، ذهبت لطبيب آخر وقال أنه يتوقع سبب ظهورها بسبب أنني أعض على شفتي السفلى وريقي يؤثر على الجلد؛ لذا ظهرت، فماذا تتوقعون هل هي نقص؟ وإن كانت نقصا فأي الفيتامينات أستخدمها حتى أعوض؟ وإن كانت بقعا فما اسمها الطبي؟ وما علاجها؟ وما الحل لتفاديها؟ لأنها باتت تحرجني كثيرا عندما يسألونني عنها، وإن كان الحل بالليزر، هل أحدد شفتي السفلى وأترك البقع؟
أفيدوني، رعاكم الله وسدد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عزوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فوجود بقع بيضاء ليست شديدة البياض على طول الشفة السفلى على شكل دائري، قد تكون عدة أشياء مثل البهاق، والنخالية البيضاء القاصرة، ونقص اللون التالي للاندفاع، أو تالية لرض الشفة بسبب العض المتكرر.
إن كلمة نقص تصبغ وصف وليس تشخيصا، وعليه فإن وجود بقع بيضاء على الوجه له احتمالات:

أولا البهاق: خاصة إن وجدت قصة عائلية بهقية، وتكون الحدود واضحة أو حتى أغمق قليلا من الجلد الطبيعي، ولا توجد وسوف ولا قشور، وغالبا ما تظهر على مناطق انتقائية، مثل ما حول العينين وأطراف الأصابع، والمواضع التي تتعرض للرضوض، مثل الكوعين والمرفقين، وقد يصيب ما حول الفم، ويستجيب للعلاج بالمحسسات الضيائية، مثل ليزر الإيكسايمر بيد خبيرة، وكذلك (البوفا) والأشعة فوق البنفسجية – ذات الحزمة الضيقة النارو باند - وللتوسع في موضوع البهاق يرجى مراجعة الاستشارة رقم ( 280516 )، ومن خلال الوصف الوارد في السؤال فليس البهاق هو الاحتمال الأرجح.
ثانيا النخالية القاصرة: وقد يكون ما أوردتموه في السؤال بأنها الخلايا المنخلية هو سماع خاطئ لكلمة النخالية، وهي حالة غالبا ما تكون عند الأطفال دون سن البلوغ، ولكن قد تظهر بعد البلوغ أيضا، وغالبا تصيب المواضع المكشوفة، وغالبا ما تكون ناقصة الصباغ وليست عديمة الصباغ، وغالبا ما تكون وسفية أي عليها قشور رقيقة ناعمة بيضاء، وغالبا ما تكون على الوجه، وعلاجها يكون بتجنب الشمس، مع استعمال المرطبات والفيتامينات، وأحيانا تستطب الكورتيزونات الموضعية لفترة محدودة، ومن باب التوسع نورد ما يلي عن النخالية القاصرة :
(النخالية القاصرة أو (Pityriasis alba ) وهي عبارة عن بقع ليست ناصعة البياض كالبهاق، ولكنها أقل لونا من المواضع الطبيعية للجلد المجاور، وهي أكثر ما تصيب الوجه، خاصة عند الأطفال، وبدرجة أقل عند البالغين، وعندما تبدأ تكون عليها وسوف بيضاء خفيفة تشبه الملح أو الدقيق المطحون، وقد تبدأ بشيء من الاحمرار الذي غالبا لا يلاحظه صاحبه، وهي غالبا ما تزيد في أشهر الصيف وتقل في أشهر البرد، وغالبا ما تزيد عند من يتعرضون للشمس أكثر من أولئك المقيمين في الظلال؛ ولذلك عزاها بعض الأطباء للشمس، وقد وجد بالتجربة أن إعطاء الفيتامينات يقلل من حدوثها ويحسنها، فعزاها البعض إلى نقص الفيتامين، ويعتبر ذلك من طرق العلاج التي يمكن مشاركتها مع غيرها، وهناك دراسات وجدت زيادة نسبة الديدان المعوية عند من يعاني منها، ولكن هذه دراسات قديمة لم تتكرر، وقد وجد أيضا أن استعمال المراهم الكورتيزونية الخفيفة تحسنها؛ لأنها التهاب والكورتيزون هو مضاد التهاب.
وفي النهاية ننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية للفحص والمعاينة والتشخيص، ونفي أو إثبات أسباب أخرى، فالتشخيص والعلاج عن بعد عرضة للأخطاء وأحيانا للأخطار).
وللاستزادة عن النخالية القاصرة يرجى مراجعة الاستشارة رقم ( 253304 ) ففيها إجابات لاستفسارات خاصة عن النخالية القاصرة، ونحن هنا ومن باب التفصيل وإرضاء السائلة نوسع المجال الذي نفكر به ونتابع الاحتمالات.
ثالثا: نقص التصبغ التالي للاندفاع أو التالي للالتهاب: غالبا ما يلاحظ المريض التهابا يتظاهر باحمرار، أو تقيحا أو تغيرا في الجلد يتلوه نقص في اللون، وغالبا لا تكون وسفية بعد زوال الالتهاب، وغالبا ما يرسم شكل الالتهاب السابق له، وغالبا نقص في اللون وليس بياضا ناصعا كالبهاق، وإن كان يمكن اعتبار عض الشفة التهابا أو مسببا للالتهاب، فترك هذه العادة يكون الخطوة الأولى في العلاج، وعلاجه يكون مع الزمن، مع تجنب الالتهاب وتكراره، وقد تستطب المحسسات الضيائية إن كان شديدا.
ختاما: وبعد توثيق التشخيص برؤية طبيب مختص تكون المعلومات الواردة أعلاه مغذية لأي احتمال، هذا مع ترجيحنا النخالية القاصرة بالدرجة الأولى ومن ثم البهاق، والله أعلم.
أما الليزر والعلاج الفعال فلا يتم اتخاذ القرار فيه إلا من قبل الطبيب الأخصائي الفاحص المعاين، والذي سيقوم هو بالعلاج، وعليه أن يتخذ القرار الذي ينصح هو به ويضمن هو نتائجه.
والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات