طفلي عنيد ولا يحب الدراسة

0 656

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو أن يتسع صدركم لمشكلتي وأنا سأحاول أن أختصرها مع أنها طويلة وكبيرة والله المستعان.

ابني في الصف الأول الدراسي وهو الأكبر لثلاث أولاد ذكور، وهو يدرس منهج بريطاني يعني كل دراسته باللغة الإنجليزية، ولكن ليست لديه أي رغبة في الدراسة نهائيا، ويريد أن يلعب ويشاهد قنوات الكرتون، مع أنني أحرمه من مشاهدتها لبعض الوقت بمسحها من على الريسيفر، وهو شخصية عنيدة جدا وانا أعامله باللين والشدة، ولو شديت عليه في يوم أكون مرفهته فيه، أكون في وجهة نظره الأم القاسية التي لا تحبه، وأشياء أخرى كثيرة جدا، أعلم أن وقتكم لا يتسع لذكرها، وللأسف أخوه الأصغر منه بدأ يقلده في كل شيء سيء، مع إنه ذكي جدا، ويحب أن يصادق أولاد أكبر منه سنا، وأكثر تفوقا منه، ومع ذلك لا يأخذهم قدوة له ولا يتعلم منهم، بل قدوتة ( بن تن وسبيدر مان و.... )، أنا وصلت معه لطريق مسدود في التعامل، وأنا أحبه كثيرا وأخاف عليه، مع العلم أنني للأسف عصبية جدا.

الرجاء توجيهي في أسلوب متناسب للتعامل معه وتوجيه كلمة لي للسيطرة على العصبية.

وجزاكم الله كل خير وأثابكم على هذا العمل الرائع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العناد طبيعي في هذه المرحلة العمرية، وسوف يستمر العناد حتى السادسة غالبا، وليس كل العناد مرفوض، وقد تكون معاملتك له من أسباب زيادة العناد، فتخلصي من العصبية ولا تقابلي عناده بالعناد، وتجنبي كثرة الأوامر، وإعلمي أنه لم يعرف قيمة الدراسة حتى الآن، فاستخدمي التشجيع والترغيب، ولا تجعلي أسلوبك معه مضطرب كما هو واضح من السؤال، حيث ثبت أنك تشتدي معه جنبا وتلين معه جنبا، ونحن نتمنى أن يكون لوالده دور لأن وجود الصغار يجعله يغار ولكن إذا أخذه الوالد وعمل له برنامج كأن يأخذه معه ويقوم بتدريسه أحيانا باعتباره الأكبر سوف يحقق له الكثير، وحاولي أنت أيضا أن تجعلي له وقت مخصص تجلسي فيه معه وتحاوريه في هدوء وتحدثي معه عن حلاوة النجاح وثماره الطيبة، ولست أدري هل بدأتم معه بالقرآن؟ ولماذا اخترتم المدرسة الأجنبية في البداية؟ لأنه سوف يحتاج إلى تكثيف الجرعة الشرعية، وتصويب ما يأتي من المدرسة، وأنتم تعلمون أن اللغة محتوى فكري، وعليه فلا بد من يدرس الإنجليزية أن يتأثر بالإنجليز، ولمن درس الفرنسية أن يتأثر بالفرنسيين، ونحن نريد لأبنائنا أن يأخذوا من الغرب العلوم ويمنحوه العقيدة والقيم، ولذلك فنحن نريد لأبنائنا أن يؤثروا لا أن يتأثروا.

ومن هنا فنحن نوصيك بما يلي:

1- كثرة اللجوء إلى الله والدعاء له ولإخوانه.

2- إقامة العدل بينه وبين إخوانه.

3- إعطاء ما يستحقه من الاهتمام والحب والرعاية.

4- الصبر على عناده؛ لأن فيه إعتداد بالنفس وتكوين لمعالم شخصيته.

5- عدم إعطائه أوامر تعليمات كثيرة.

6- تدرسيه فترات قصيرة؛ لأن الحصة المنظمة والجلوس الطويل لا ينفع معه في هذا العمر.

7- خلط المذاكرة بشيء من اللعب.

8- توفير الحماية له وإشعاره بالإهتمام لأن مصادقته لمن هم أكبر منه يدل على شخصية ذكية وقيادية وقد يدل على حاجته لمزيد من الأمن والحماية.

9- تجنب العصبية والصراخ عند التعامل معه.

10- عدم إظهار العجز أو الانزعاج عند التعامل معه.

11- إظهار الوفاق في علاقتك مع زوجك والاتفاق على منهج واحد وخطة واحدة في التربية.

12- عدم الاستجابة لعناده دائما لأن ذلك يشجع الصغار على السير في درب العناد.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالصبر، ونسأل الله تعالى أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات