حالات الانفعال والغضب وأثرها في ارتفاع ضغط الدم

0 652

السؤال

منذ منتصف عام 2006 حصل لي موقف انفعالي مع أخت لي بوقت الظهيرة، وكان عمري حينها 23 عاما، وبعد صلاة المغرب أحسست أني غير طبيعي (دوار بالرأس)، فذهبت إلى الطبيب وقال لي ضغطك مرتفع، فتعجب وقال: لن أصرف لك دواء لضغط الدم؛ لأنه مستحيل شخص في عمرك يكون عنده ضغط، فصرف لي مهدئا، ولكن الحالة مستمرة، ذهبت لدكتور آخر وكتب لي مهدئا، وكانت حالتي النفسية سيئة؛ حيث لم تكن عندي خبرة بالمرض على العموم، ذهبت مرة أخرى عند دكتور أخصائي، وكتب لي (تينولول 50 مج) واستمررت عليه لمدة تزيد عن 3 سنوات، ومنذ أكثر من شهرين أحسست بأن الضغط يرتفع، فذهبت إلى الدكتور وقام بتغيير دواء الضغط إلى (ليسينوبريل) وأنا مستمر عليه إلى الآن.

دائما إذا تعكر مزاجي أحس أن حالتي النفسية صعبة، ودائما أنظر إلى قلبي، وأحط يدي على قلبي وألحظ نبضه من خلال يدي أو من خلال النبض برقبتي، ومن خلال يدي اليمنى أو أحط جسما صغيرا على قلبي وألحظ النبض، فهل هذه حالة نفسية أم أن لدي مشاكل بالقلب؟ أريد جوابا -أثابكم الله- لكل حالتي، وما هي نصائحكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لارتفاع الضغط فيمكن أن يحصل في أي سن، ويمكن أن يحصل لدى الأطفال، إلا أنه يكون نتيجة لالتهاب كلاوي، وقد يحصل في سن المراهقة والشباب، وبدون سبب، ويسمى ارتفاع الضغط البدئي، ويقدر أن 25 % من الناس بعد سن المراهقة يعانون من ارتفاع الضغط في العالم، وكما هو واضح فإنك من النوع الذي ينفعل، وهذا يسبب ارتفاع الأدرينالين -والذي من شأنه أن يرفع الضغط- وللتأكد أولا أن هناك ارتفاع الضغط عند الإنسان فيجب أن يتم أخذ قياس الضغط ثلاث مرات، ويكون الشخص مرتاحا لمدة نصف ساعة، ودون مناقشات أو جدل مع أحد، فإن كان الضغط أكثر من 140/90 فعندها يجب تناول أدوية الضغط كل العمر، وفي بعض الأحيان يكون هناك ارتفاع متأرجح في الضغط، وهؤلاء أيضا يتم علاجهم بشرط ألا يكون ارتفاع الضغط بسبب انفعالات.

إلا أن الانفعالات والشخص العصبي يبقى عنده نسبة الأدرينالين مرتفعة، وهذا قد يترافق مع ارتفاع في الضغط، وقد يترافق مع الإحساس بتسارع في القلب، أو ضربات إضافية في القلب -كما هو الحال عندك- وبعد ذلك تختفي متى خف التوتر والانفعال، وليست بالضرورة تشير إلى مرض في القلب، ولا تحتاج لعلاج.

عليك بضبط انفعالاتك وغضبك؛ لأنها قد تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ وشديد في الضغط، وقد تكون عواقبه وخيمة، وتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغضب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رجلا قال للنبي: صلى الله عليه وآله وسلم: أوصني قال: لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب) (رواه البخاري) وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب) معناه لا تنفذ غضبك، وليس النهي راجعا إلى نفس الغضب؛ لأنه من طباع البشر، ولا يمكن للإنسان دفعه، وقوله: صلى الله عليه وسلم: (إياكم والغضب فإنه جمرة تتوقد في فؤاد ابن آدم، ألم تر إلى أحدكم إذا غضب كيف تحمر عيناه، وتنتفخ أوداجه، فإذا أحس أحدكم بشيء من ذلك فليضطجع أو ليلصق بالأرض).

(وجاء رجل إلى النبي: صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: علمني علما يقربني من الجنة ويبعدني عن النار قال: لا تغضب ولك الجنة) وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما يطفئ النار الماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات