السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في المرحلة الأخيرة من الثانوية، منذ فترة طويلة أصبحت أشعر بخفقان شديد وضربات قلب قوية -دون أي مجهود- وضيق في التنفس، وإحساس بالاختناق، وعدم القدرة على التركيز، وآلام في الظهر -جهة القلب- والإحساس الشديد بالموت، والبكاء، والخوف من أي صوت مثل: صوت الطائرات؛ مما يضايقني كثيرا.
ذهبت إلى المستشفى عدة مرات، وعملت تحاليل وأشعة وتخطيط قلب أكثر من مرة، وكانت النتائج كلها سليمة ما عدا الازدياد في ضربات القلب مما أصبحت أكره الجلوس وحدي خوفا من أن أموت ولا أرى أهلي، تزداد هذه الحالة في الليل، وأكره الخروج من المنزل، وأكره الذهاب إلى المدرسة، وأصبحت في حيرة: هل أكمل الدراسة أم أتركها مع العلم أنها آخر سنة؟
ذهبت لشيخ يعالج بالقرآن، وقال لي: إنني مصابة بالعين، أصبحت أقرأ على نفسي كل يوم، ثم ذهبت إليه مرة أخرى بعد فترة، وقال: ما شاء الله، والحمد لله، إن العين قد زالت، ولكنني ما زلت أشعر بنفس الأعراض، أصبح لدي تجشؤ مستمر مما يزيد من خوفي.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Samar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
الشعور بالخفقان الشديد في القلب، والذي تصحبه مخاوف، وضيق في التنفس، وإحساس بالاختناق، وضعف في التركيز -بصفة عامة- هو من صميم الأعراض التي نشاهدها في حالة نفسية بسيطة وتعرف باسم (الهلع أو نوبات الهرع) وهو من نوع من القلق النفسي الحاد، والذي يحدث دون أي مقدمات، فأرجو أن تطمئني -أيتها الفاضلة الكريمة- لأن الأعراض التي ذكرتها هي أعراض مثالية وتنطبق على هذه الحالة النفسية المعروفة جدا.
بالنسبة للعين والسحر -ولا شك أن العين حق- لكن لا أعتقد أن هذا الأمر له أي علاقة بالعين، وهذا لا يعني التباطؤ في الأذكار، المسلم يحصن نفسه دائما ويكون في معية الله وهذا يكفي ويحفظك -إن شاء الله تعالى- من كل عين وسحر.
بالنسبة للعلاج:
أولا: أنا أؤكد لك أنه لا توجد لديك أي حالة عضوية، بمعنى أن هذا المرض ليس مرضا جسديا، الأعراض الجسدية من خفقان وغيره نتاج من تغيرات فسيولوجية تنتج من هذا التخوف والقلق، هذه هي النقطة الأولى.
النقطة الثانية: عليك بالتدرب على تمارين الاسترخاء، وهي تمارين جيدة ومفيدة جدا.
ولتطبيقها عليك أن تجلسي على كرسي، وأغمضي عينيك، وضعي يديك على ركبتيك، خذي نفسا عميقا وبطيئا، وبعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك قليلا، وأخرجي الهواء بكل قوة وبطء ليكون شهيقا عن طريق الأنف، ويكون الزفير عن طريق الفم، كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة ثلاثة أسابيع، ثم مارسيه يوميا إلى أن تتحسن أحوالك تماما.
ثالثا: يجب أن تنزعي فكرة الخوف تماما وتحقريها، وقولي إن هذا الخوف هو ناتج من نوبات الهلع ولا علاقة له بالموت، والموت حق، والخوف منه لا يزيد عمر الإنسان ولا ينقصه أبدا، فالآجال بيد الله تعالى.
رابعا: سوف أصف لك علاجا دوائيا ممتازا أرجو أن تتناوليه، الدواء يعرف باسم سبرالكس Cipralex والاسم العلمي هو استالوبرام Escitalopram تناوليه بجرعة (10) مليجراما يوميا، ويفضل تناول هذا الدواء في أثناء النهار، ولكن إذا سبب لك أي نعاس تناوليه ليلا، ويجب أن يتم تناوله بعد تناول الأكل، واستمري على جرعة الـ(10) مليجرام لمدة شهرين، وبعد ذلك ارفعيه إلى (20) مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى (10) مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها (5) مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10) مليجرام- تناولي نصف الحبة يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
يتميز السبرالكس بأنه دواء فعال جدا لعلاج نوبات الهلع والهرع، كما أنه محسن للمزاج، ويقضي تماما على الوسوسة التي تصاحب مثل هذه الحالات.
أرجو أن لا تترددي كثيرا على الأطباء، والحالة بسيطة، وهي حالة عضوية، ركزي على دراستك واستفيدي من وقتك بصورة صحيحة، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.