السؤال
السلام عليكم ...
مشكلتي أنني لا أحب أن أواجه الناس, حتى لو واجهتهم تظهر علي ربكة في التحدث، وأحس أني وحيد, مع أني أعرف أصحابا كثيرين, إلا أنني لا أخرج معهم, وعندما أقابل أصحابي أحس أنه ليس عندي موضوع أتكلم فيه, حتى أنني أفضل عندما أذهب مع صديق في سيارته ألا نكون وحيدين لأنه ليس عندي ما أتكلم فيه, وأحس بالتردد في جميع أموري.
عندي حالة ثانية عندما أكون في بعض الاختبارات تأتيني حالة توتر, والله يكرمكم يخرج (مني) مع أن الاختبار ليس صعبا، فهل هناك دواء مضمون؟ أنا أعلم بأن بعض كلامي غير واضح, لكن أتمنى أن تكونوا فهمتم قصدي، وشاكر لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن حالتك -إن شاء الله- بسيطة جدا حيث إنك تعاني من درجة متوسطة من القلق النفسي، وهذا القلق يزداد في ظروف معينة مثل الامتحانات مثلا، وهذا يؤدي إلى إفراز المني في بعض الناس، هذه حالة نفسية معروفة, ولا تعتبر حالة مرضية, وإن كانت مزعجة لأصحابها.
القلق أيضا أخذ صورة ما نسميه بالرهاب الاجتماعي من الدرجة الخفيفة إن شاء الله تعالى، فمن الواضح أنك تجد صعوبة في مواجهة الناس، ويصعب عليك المواجهة في المواقف الاجتماعية.
أيها الفاضل الكريم: يجب أن تحقر فكرة الخوف، وأنا أؤكد لك وبصورة قاطعة وحسب الأبحاث المحترمة جدا أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك، هذا هو الأمر الذي يسبب الحرج لكثير من الذين يعانون من القلق الاجتماعي، دائما يأتيهم الشعور أنهم يتلعثمون أمام الآخرين, وأنهم سوف يفشلون, وقد يصاب أحدهم بدوخة أو شيء من هذا القبيل، أنا أؤكد لك أن أداءك جيد جدا, ولا أحد يقوم بمراقبتك.
بعد ذلك أنصحك حقيقة بالقيام بتمارين سلوكية معينة:
أولا :عليك بالصلاة في الصف الأول في المسجد، هذا مهم جدا ويقلل كثيرا من الخوف الاجتماعي.
ثانيا: أنصحك بأن تمارس الرياضة الجماعية مثل لعب كرة القدم مع بعض أصدقائك, أو أي رياضية جماعية أخرى متوفرة.
ثالثا: أنصحك دائما أن تتصدر المجالس، هذا مهم جدا، وأن تنظر إلى الناس في وجوههم، وأن تبدأ دائما بالسلام، وأن تكون لك ذخيرة من المواضيع التي يمكن أن تطرحها حين تلتقي بأصدقائك، وتذكر دائما أنك لست تحت المراقبة، وأن لا أحد أبدا يلاحظ ما وصفته بالربكة، هذا أصلا غير موجود.
المشاعر الانفعالية وما ينتج عنها من تسارع في ضربات القلب, وربما رعشة بسيطة يعطي هذا الشعور وإن لم يكن شعورا حقيقيا.
نصيحتي لك أيضا أن تتدرب على تمارين الاسترخاء فهي جيدة جدا، وهذه التمارين متعددة ومتنوعة، من أبسطها وأحسنها تمارين التنفس المتدرج، يمكنك أن تستلقي على السرير في غرفة هادئة، بعد ذلك أغمض عينيك وافتح فمك قليلا وتأمل في حدث سعيد وجميل، خذ بعد ذلك نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، واملأ صدرك بالهواء، ثم أخرج الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم. كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح, ومرة في المساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم يمكنك أن تمارسه عند اللزوم.
هنالك أيضا تمارين لشد العضلات واسترخائها، مثلا قم بقبض راحة اليدين بشدة وقوة، بعد ذلك أطلقها، وكذلك عضلات الفكين، اضغطهما بعضهما على بعض ثم أطلقها، ثم عضلات البطن أيضا، شد وقم بعد ذلك بالاسترخاء وإطلاقها، وهكذا. هذه تمارين جيدة جدا ويمكنك أيضا أن تتحصل على شريط أو كتيب من أحد المكتبات ليساعدك على تطبيق هذه التمارين.
بالنسبة للدواء أقول لك: نعم إنه بفضل الله تعالى توجد أدوية مضمونة جدا, وأدوية فعالة جدا, وسليمة جدا، فقط تتطلب منك الالتزام بتناولها حسب الجرعة التي سوف نصفها.
من أفضل هذه الأدوية دواء يعرف علميا باسم (سيرترالين) وهو متوفر في جميع الصيدليات, ولا يتطلب وصفة طبية، الجرعة المطلوبة هي أن تتناول نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - تناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة, واستمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه جرعة بسيطة جدا, وهي الجرعة العلاجية في حالتك، وبعد انقضاء الستة أشهر اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بجانب السيرترالين هنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (إندرال) أرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
إن شاء الله تعالى بتطبيق هذه الإرشادات, وتناول الأدوية لن يحدث لك هذا الخوف, والضيق, وعدم القدرة على التواصل, وخروج المني في لحظات القلق, والانفعالات المرتبطة بالامتحانات.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.