السؤال
السلام عليكم
لدي مشكلة دائما ما تحزنني وهي الإهمال في الحفاظ على أشيائي، فدائما ما أنسى أشيائي مثل الكتاب, الفلاش, القلم وأي شيء، وكذا مرة أنسى وأضيع حاجياتي!!
مرة ضاعت مني محفظتي ووجدتها بعد عناء، والكثير من الأشياء حصلت معي وضاع منها الكثير، ولا أعرف كيف أحافظ عليها!! دائما أنسى أو لا أركز جيدا وعندما أكون مشغولا أو مع أحد أنسى أن أحضر معي شيئا.
أنا كبير في السن ولكن لماذا لا أستطيع أن أحافظ على حاجاتي الشخصية؟ فأرجو منكم المساعدة، والسلام عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا أعتقد أنك تعاني من علة مرضية، هذه مجرد ظاهرة، ويعرف أن الناس يختلفون في درجة تذكرهم ودرجة حفظهم وتقييمهم للأشياء.
الإنسان أيضا قد تكون له مقدرات في أشياء معينة، ولديه إخفاقات أو ضعف في استيعاب أشياء أخرى، فمثلا تجد من يحفظ أرقام السيارات أو أرقام التليفونات ولكن تجده ضعيفا جدا في حفظ القصائد مثلا، وهكذا، فالناس يختلفون، وهذه الاختلافات معروفة، وربما تكون مرتبطة بمراكز معينة في الدماغ وكذلك درجة اهتمام الشخص.
الذي أنصحك به أيها الفاضل الكريم هو:
أولا: أن تدرب نفسك يوميا على أن تهتم بشيء واحد معين، ابدأ مثلا وقل لنفسك (أنا سوف أكون حريصا جدا اليوم على الكتاب) إذا كان الكتاب المدرسي أو أي كتاب آخر، اهتم به، ضعه في المكان الذي من المفترض أن يوضع فيه، وبعد ذلك خذه واقرأ فيه مثلا ثم ارجعه إلى مكانه، لا تهتم بشيء آخر.
وفي اليوم الثاني اهتم مثلا بأمر الفلاش، قل نفسك ( أنا اليوم سوف أركز على الفلاش ) بنفس الطريقة التي كنت تركز على الكتاب، وفي اليوم الثالث كرر نفس الشيء مع القلم، وبعد ذلك أضف شيئا رابعا اجعله يكون محض اهتمامك حتى تكمل خمسة أشياء، وبعد ذلك في اليوم السادس اهتم بهذه الخمسة أشياء في نفس الوقت، ركز عليها، قل أن اهتمامي سوف يكون على هذه الأشياء.
هذا أحد التمارين الجيدة جدا إذا طبقتها باهتمام وبتركيز وبقناعة أنها سوف تفيدك.
ثانيا: دائما حاول أن تستفيد من أكبر عدد ممكن من الحواس، حواس الإنسان الخمسة معروفة، لكننا في بعض الأحيان لا نستفيد منها كلها. أضرب لك مثالا بسيطا: إذا سلم الإنسان على أحد ما وقال له السلام عليكم، هنا يكون استعمل بعض حواسه، ولكن إذا قال له السلام عليكم وحياه بمسك يده والقيام بهزها، يكون هنا قد استعمل حواس أخرى، وحين سلم عليه إذا شم فيه رائحة عطر جميل في تلك اللحظة، هنا تكون حاسة أخرى قد استعملت. هذا يثبت ويقوي الذاكرة حول هذه اللحظة التي قمت فيها بالسلام على هذا الشخص.
فيا أخي الكريم: بنفس المستوى أنت حين مثلا تضع شيئا معينا في مكان ما حاول أن تستعمل حاسة اللمس وحاسة النظر وحاسة السمع أيضا، مثلا حين تضع الكتاب على الطاولة سوف يظهر صوتا، تذكر هذا الصوت، وبالطبع سوف تتذكر أيضا أنك قد استعملت يدك في وضع هذا الكتاب ونظرك. إذن هذه الروابط مهمة جدا للتذكر.
هذه أخي الكريم نوع من التمارين البسيطة.
من الملاحظ أيضا أن الإنسان يمكن أن يستفيد أن يكتب بعض المعلومات. ضع لنفسك برنامجا يوميا، قل سوف أعمل كذا وأعمل كذا، كرر هذا البرنامج أكثر من مرة وحاول أن تطبقه. هذا أيضا وجد أنه يحسن من الذاكرة والاهتمام.
أنصحك أيضا بأن تركز الأشياء حسب أهميتها، مثلا: الإنسان يتذكر وقت الصلوات لأن الصلوات لابد أن يعرف وقتها ويعيرها الأهمية التي تناسبها، وهكذا. إذن رتب الأمور حسب أهميتها بالنسبة لك.
أقول لك أيضا من الضروري جدا أن تتدرب على حفظ القرآن الكريم، فالقرآن الكريم حفظه يحرك ملكات الإنسان ومقدراته لتذكر أشياء كثيرة جدا. الرياضة نوصي بها كثيرا، لأن الرياضة تحرك الكيميائيات التي في داخل الجسم.
نصيحة أخيرة: دائما حاول أن تتذكر الروابط، بمعنى أن الإنسان إذا قام بفعل معين، هذا الفعل هنالك أمور تسبقه وهنالك أمور تكون قبله، فحاول أن تتذكر هذه الروابط، فمثلا حين تفتح الباب لابد أن تضع المفتاح - هذا رابط - وحين تغلق الباب لابد أن يحدث صوتا. فإذن تذكر الروابط التي تكون قبل وبعد الحدث أيضا تحسن من ذاكرة الناس.
لا أعتقد أنك تعاني من أي مرض حقيقة، ولا أعتقد أنك تحتاج لأي شيء يحسن من ذاكرتك. الأمر فقط يتطلب منك التركيز ويتطلب منك أن تعطي الأمور ما تستحقه من اهتمام وأن تضعها في نصابها الصحيح، وأسأل الله تعالى أن يحسن من ذاكرتك وقوة استيعابك.
وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.