أعاني من كثرة التفكير قبل النوم وأفكاري تتحقق... فما تفسير ذلك؟

0 619

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعاني من كثرة التفكير دائما قبل النوم، وأثناء الجلوس أحيانا، وليست المشكلة فقط في التفكير، بل كل ما أفكر في شيء يحدث معي!

عندما أفكر في فيلم مثلا، أجد أني رأيته هذا اليوم أو شيئا سيحصل وألاقيه حدث معي أو مع أي شخص أراه، وكثيرا ما تحدث معي وتسبب لي القلق.

مثلا أتكلم وأضحك ويأخذ تفكيري في أني سأعيش حياتي مع صديقي، كلها حب وصداقة، ولكن أجد نفسي بعد ذلك قد حدث العكس، لماذا لا أحسد، ولا أفعل أي شيء؟ فلماذا يحدث معي ذلك؟ كثير من المواقف عندما أفكر في شيء يعني في كلمة سمعتها من قبل، ألاقي أي شخص قالها.

كل ما يجول في خاطري يحدث أمام عيني، وخصوصا معي، أي شيء ممكن يخطر في بالي يحدث، لا أدري ما معنى ذلك؟ فأنا لا أعلم الغيب، فما تفسير ذلك؟ وهل أحسد على نفسي؟

أرجو منكم المساعدة والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

حقيقة التفسير الوحيد لهذا الأمر هو أنك تسترسل كثيرا بما نسميه أحلام اليقظة، بعض الناس يكون لديهم تفكير خصب جدا، ويحاولون أن يصلوا إلى بعض التفاصيل الدقيقة، هذا في جزئيته، أيضا يتعلق بتوارد الخواطر أو ما نسميه بالتأثير الإيحائي، وكثير من الناس يتوقع أشياء تحدث، ولكن أشياء كثيرة جدا، يتوقعها الإنسان لا تحدث، العملية الحسابية في هذه الأمور دائما تقول إن التوقع هو (50% ) من أن يحدث الشيء أو لا يحدث من خلال هذه التأثير الإيحائي، ويتصور لبعض الناس أن كل ما يتصورنه سوف يحدث، وأعتقد أن التفسير لا يفوت أكثر ذلك.

أخي الكريم: لا أحد يعلم الغيب، وتوارد الخواطر موجود، قضايا الحدث، والإلهام والإفهام، هذه أمور يجب أن لا نخوض فيها، لأننا لا نعرف مداها، والله تعالى قد خص بعض الناس بأشياء لا نعلمها، ويجب أن لا نخوض فيها، ويجب أن لا يدعي أحد منا أنه قد أعطي كذا وكذا، وهذا الذي يحدث لك نوع من توارد الخواطر، وهي مجرد أفكار إيحائية يتصورها الإنسان أو الإنسان ربما يتمنى أمرا معينا أو ربما له الرفض شيء ما، وهذا الشيء قد يتحقق، فيا أخي الكريم لا أجد أي تفسير أكثر من ذلك، وعليك أن تعيش حياة طبيعية، وأن تحقر مثل هذه الأفكار، ولا تهتم بها.

كثرة التفكير لا شك أنها أيضا من سمات القلق، والإنسان حين تكثر عليه الأفكار، وتتداخل وتتشتت هذا أيضا سمة من سمات القلق؛ ولذا أود أنصحك حقيقة أن تكثر من تمارين الاسترخاء، وحاول أن تتعلمها من خلال التدريب عليها.

ذلك من خلال أن تتحصل على شريط أو سي دي أو كتيب من أحد المكتبات أو تصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وهي مفيدة جدا خاصة في الفترة التي تسبق النوم، وعليك أيضا الحرص على تمارين الرياضة، والرياضة تؤدي إلى تغيرات صحية إيجابية في نفس الإنسان في جسده كذلك.

أيها الفاضل الكريم: حاول أن تقرأ القرآن بتدبر وتمنع، لأنه يحسن من ذاكرة الإنسان، ويقضي على الأفكار المشوهة والمتداخلة، ركز أيضا على دراستك إن كنت ما زلت في مرحلة الدراسة أو على عملك إن كنت تعمل.

لا تهتم أبدا بهذه الظاهرة التي تجول بخاطرك فهي في نظري خاضعة فقط للتأثير الإيحائي الذي يفرضه الشخص على نفسه، ولا أعتقد أنها ذات علاقة بأي ظاهرة غريبة أو أي ظاهرة خارقة، وليس هنالك ما يجعلك تحسد نفسك، هذه الأمور إيحائية كما ذكرت لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات