السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة بعمر (27) أعاني من خوف شديد، وأرق عند النوم، مع كثرة التفكير، وتأنيب الضمير، لدرجة أن وزني نقص كثيرا، فكل من شاهدني رأى ذلك ظاهرا علي، وهذا حصل لي بعد أن مرضت في شهر رمضان المبارك، فأصابتني جرثومة في المعدة ونقص في الكالسيوم، مما أدى إلى أني أصبت بصدمة أثرت علي في حياتي، فأنا في قلق شديد، وتفكير بالموت بصورة غير طبيعية، وحالة من الحزن والاكتئاب.
عندما أسمع بخبر موت أحد من الناس أشعر بخوف شديد وخوف وكذا عندما أصلي، كذلك الظلام أخاف منه، فهل دواء (سيربليكس) مفيد لمثل حالتي؟ علما بأني تعالجت من جرثومة المعدة، ولله الحمد.
أرجو منكم الدعاء لي بالشفاء، وإفادتي بالعلاج المناسب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
الحالة التي تعانين منها هي نوع من قلق المخاوف، وقلق المخاوف قد يأتي بصورة مختلفة، منها الشعور بالتوتر الداخلي، وعدم الارتياح، والخوف من الموت، والخوف من المجهول، والخوف حول المستقبل، أو يظهر في شكل خوف من الظلام، وهذه الأعراض كلها تكون مصحوبة بدرجة بسيطة من الاكتئاب، وهذا هو الذي يؤدي إلى اضطراب النوم، وكذلك نقص الوزن نسبة لانخفاض الشهية للطعام.
جرثومة المعدة لا علاقة لها بالأمر كثيرا، لكن أعراض الجهاز الهضمي في مجملها حتى وإن كانت مرتبطة بجرثومة المعدة، فإن القلق والتوتر يزيد من هذه الأعراض كثيرا.
لذا نجد مصطلح القولون العصبي منتشرا جدا، وكلمة العصبي تعني القلق أو العصاب.
بالنسبة للعلاج الدوائي، توجد أدوية مفيدة جدا والسبرالكس هو من الأدوية الجيدة جدا لعلاج مثل هذه الحالة، وكذلك عقار لسترال والذي يعرف باسم سيرترالينSertraline يعتبر أيضا من الأدوية الممتازة جدا بل البعض يفضله، فإذا كان الخيار هو بأن تبدئي بالسبرالكس فابدئي بجرعة (5) مليجرام، وهذا يعني أن تقسمي الحبة التي تحتوي على (10) إلى قسمين.
تناولي نصفها واستمري عليه لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى (5) مليجرام يوميا لمدة شهر وبعد ذلك توقفي عن تناول العلاج.
أما ما يعرف باللسترال وهو السيرترالين، فجرعته أن تتناولي نصف حبة أي (25) مليجراما ليلا، بعد الأكل لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك اجعليها حبة كاملة (50) مليجراما واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
إذا كانت اضطرابات النوم متعبة لك كثيرا فسوف يكون اللسترال هو الأفضل من السبرالكس، وكما ذكرت لك كلاهما يعالج القلق والتوتر وكذلك المخاوف.
هنالك دواء آخر يسمى فلوناكسولFlunaxol والاسم العلمي فلوبنتكسول Flupenthixol أرجو أن تتناوليه كدواء مساعد، والجرعة بسيطة جدا وهي نصف مليجرام (حبة واحدة) تناولينه في الصباح وليس مساء، واستمري عليها لمدة شهرين ثم بعد ذلك توقفي عن تناول الفلوناكسول لكن استمري في تناول الدواء الآخر وهو (اللسترال أو السبرالكس) حسب اختيارك، فهذه الأدوية أدوية مفيدة فعالة وممتازة جدا.
من الضروري جدا أن تنظمي نومك وذلك من خلال ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وتجنب النوم في أثناء النهار، وأن تتوقفي تماما عن المشروبات التي تحتوي على الكافايين مثل الشاي والقهوة، والببسي والكولا، ولا تتناوليه بعد الساعة السادسة مساء.
حاولي أن تكوني في حالة استرخاء ذهني وجسدي قبل ساعة من النوم، ثبتي وقت النوم ليلا، وعليك بأذكار النوم، ففيها -إن شاء الله- خير كثير جدا.
كوني دائما إيجابية في تفكيرك، ولا تتركي مجالا للأفكار السلبية تسيطر عليك.
الخوف من الموت في مثل هذه الحالات يعتبر خوفا مرضيا وليس خوفا طبيعيا، وإن شاء الله بزوال القلق سوف تحسي أن الأمور كلها قد رجعت إلى مجراها الطبيعي.
من الضروري جدا أن تتواصلي اجتماعيا، وأن يكون لك أنشطة تفيدك في صحتك النفسية والجسدية،’ مثل الانضمام للجمعيات الخيرية والثقافية، والذهاب إلى مراكز التحفيظ، وحضور المحاضرات والدروس المفيدة، فكلها -إن شاء الله- فيها نوع من العلاج التأهيلي المفيد.
لمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي:
علاج الأرق وقلة النوم سلوكيا 268557 - 277975)
العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 )،
بارك الله فيـك وجزاك الله خيرا، وأسأل تعالى لك الشفاء والعافية.