السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم جزاكم الله خيرا مساعدتي في التغلب على المشكلة التي تضايقني كثرا، وهي أنني دائما أخاف على بناتي من موضوع التحرش الجنسي والاغتصاب، لدرجة أنني أصبحت لا آمن على بناتي حتى من أقرب الناس!
إذا تركت أولادي عند أحد من الأهل أجلس أوسوس حول هذا الموضوع، وأصبحت أرفض أن يذهب بناتي مع صديقاتهن.
أحاول أن أبعد هذا الوسواس، ولكن للأسف لا أستطيع، حتى أولادي عندما يجلسون يلعبون مع بعض، أراقبهم وأستمع إلى سوالفهم، خوفا من أن يتكلموا أو يفعلوا أي سلوك خاطئ.
أولادي لا يزالون صغارا، ولكن أخاف أن يكبروا ويلاحظوا أنني أرقبهم، وكأنني لا أثق فيهم.
أرجوكم ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ um majd حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى هذا السؤال المهم.
موضوع التحرش الجنسي أصبح شاغلا للناس؛ لأنه موجود، والتحرش الجنسي أصبح في صور كثيرة متعددة، فقد يكون لفظيا وقد يكون إلكترونيا، وقد يكون بطرق كثيرة جدا، وأنا لا أريد أن أزيد من مخاوفك، ولكن أقول لك إنه واقع موجود، وهذا يعالج أيتها الفاضلة الكريمة بما نسميه بالتربية الوقائية، بأن نرفع من درجة وعي أبنائنا، وأن نعطيهم الثقة في أنفسهم.
بالنسبة للبنت، يجب أن تنمى وتعرف أن هنالك شيئا يسمى بالتحرش الجنسي دون أن نجعلها تخاف مما نقوله.
الطفل بعد عمر خمس سنوات يستطيع أن يستوعب ذلك بصورة جيدة، علمي الطفلة أن جسدها هو ملك لها، ويجب أن لا يلمسه أحد أبدا إلا هي أو أنت، وأنت نفسك لن تلمسي جسدها إلا في حدود معروفة.
هذا أيتها الفاضلة الكريمة أمر مهم جدا، ويمكنك أيضا أن تستعملي الألعاب في شرح ما هو التحرش الجنسي وكيف يتم.
هذه جرعات من النصائح التربوية المهمة جدا التي يجب أن يزود بها الإنسان أبناءه وبناته.
الأمر الآخر هو الدعاء، وهذا يجب أن يكون الأمر الأول؛ لأن الدعاء أيتها الفاضلة الكريمة هو سلاح المؤمن في كل شيء، فسلي الله تعالى أن يحفظ أبناءك وبناتك من كل شر، وخذي بالأسباب وهو التوجيه المعقول وليس التوجيه المقلق، هذا مهم جدا.
ثالثا: ابن شخصية أبناءك، وذلك بأن تجعليهم يعتمدون على أنفسهم، أن تعطيهم بعض المهام، أن تجعليهم يتدبروا أمورهم وشؤونهم الخاصة بصورة إيجابية؛ فبناء شخصية الطفل تجعله واعيا ويستطيع أن يحمي نفسه من كل أمر.
بالطبع أن تتأكدي من الرفقة الجيدة والآمنة لأطفالك، هذا أمر مهم جدا، وأنا أود أن أوجه لك نصيحة ولا أريد أن تزعجك أبدا: بكل أسف سبعين بالمائة من حالات التحرش الجنسي تحدث من الأقارب ومن المعارف، هذا لا يعني أن ننزع ثقتنا في أهلنا وأقربائنا وأصدقائنا، لكن هذه هي الحقيقة المعروفة والحقيقة العلمية، لذا التوعية هي خير وسيلة في هذا الأمر.
انزعي هذه الوساوس من تفكيرك، كوني إيجابية بأن تتبعي الإرشادات التي ذكرتها لك، واقصدي أن تكوني بعيدة نسبيا جغرافيا عن أبنائك في بعض الأحيان، فهذا مهم وضروري جدا.
الأمر الآخر أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن نعرف أننا مهما عاملنا ومهما بذلنا من أساليب تربوية سليمة ورصينة إلا أن هنالك بعض الأخطاء التي تحدث، لكن الإنسان يفوض أمره إلى الله أولا وأخيرا، ويجتهد ويثابر ويأخذ بالأسباب والدعاء، فالدعاء مهم جدا خاصة للأولاد، وأن نعلمهم أن يكونوا من الذاكرين، وأن نعلمهم أن يدعو الواحد منهم لنفسه، هذا مهم جدا، فالطفل حين يتعلم (اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) هذا أمر عظيم، وحين نعلم أطفالنا وحين ندربهم عليه ونشرحه لهم بلغة بسيطة هذا أمر طيب ومهم جدا.
أيتها الفاضلة الكريمة: هناك أمر بسيط أخير وهو إذا كان مستوى القلق والوساوس والمخاوف والتوترات مزعجة جدا لك فسيكون من الحكمة أن تتناولي دواء بسيطا جدا يزيل إن شاء الله عنك القلق والتوتر، يعرف باسم بروزاك.
لا تستغربي أنني نصحت لك بالدواء فأنت لست مريضة، لكن أعرف أن هذه الأفكار حين تكون مستحوذة قد يجد الإنسان صعوبة شديدة في التخلص منها مهما حاول أن يطبق من إرشادات تربوية مثل التي ذكرناها.
جرعة البروزاك هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم يتم التوقف عن تناولها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك مرة أخرى على طرح هذا السؤال الجيد.