أعاني من القلق النفسي، متى ينتهي من عندي؟

0 537

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحب الاستشارة رقم 2103243 وبفضل الله ثم بفضلكم تحسنت حالتي كثيرا، ولكن معي مشكلة، أريد منكم الإفادة، فأنا طالب بالسنة الثالثة بكلية الهندسة، وإن شاء الله السنة القادمة آخر سنة.

الدراسة كل يوم ماعدا الجمعة والسبت، فأنا ما أذهب إلى الكلية إلا يوم العمل، يوم الاثنين وبقية الأيام آخذ المحاضرات من أصحابي.

الحمد لله أنام جيد جدا، ولكن عندما يأتي يوم الاثنين، وأعرف أني رايح الكلية، يحدث لي توتر شديد، ولا أنام، ويحدث لي زيادة ضربات القلب، وآلام في الصدر، وضيق في التنفس والإحساس بالضيق، لكن -الحمد لله- بقية الأيام طبيعي جدا، لا قلق ولا توتر.

بالله عليكم أريد الإفادة وأريد أن أعرف متى ينتهي القلق النفسي من عندي؟

علما بأنه كل ما أحد من أصحابي يكلمني بخصوص الكلية، يزداد القلق عندي، وأنا أصلا لا أذهب الكلية لأن الدراسة فيها نظرية، وكل حاجة حفظ وعن ظهر قلب، لذلك لا أحبها مطلقا، وخاصة لما أكلم صديقي الذي يدرس معي، أعتقد أكثر وأحس أن الواحد يضيع عمره في تعليم فاشل، قائم على الحفظ فقط.
أريد أن أعرف متى ينتهي القلق النفسي من عندي، وأرجع طبيعي مثل زمان، كان الواحد ينام، وما في دماغه أي شيء.

جزاكم الله خيرا، وجعلكم سببا في شفائي، وتقبلوا وافر احترامي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،


بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.


أيها الفاضل الكريم-القلق يجب أن لا نرفضه كطاقة نفسية مهمة جدا لنحقق النجاح والفلاح -إن شاء الله تعالى- لكن القلق الذي يزيد عن المعدل المطلوب يكون نتائجه عكسية.

أريدك أن تفكر حول هذا القلق بصورة إيجابية، وتصمم مع نفسك، وتزعم بقوة أن هذا القلق ليس مضرا، وليس معطلا لك، وإنما هو دافع لك، والإنسان حين يخاف من أي شيء يجب أن يواجهه، ويجب أن يقتحم الفكر السلبي، الفكر الذي يجعلك تبتعد وتحجم عن أمر ما، بالرغم من أنه أمر طيب وجميل ومفيدة بالنسبة لك وأنت مثلا لا شك أنك مدرك تماما لقيمة العلم ولقيمة الدراسة، وأماكن العلم هي من أفضل الأماكن، لابد من تغيير الفكر، ولابد من إعطاء الدراسة الأهمية، والأسبقية في تفكيرك.

التجنب يزيد الخوف ويزيد القلق، والتعرض يزيد القلق في البداية، ولكن بعد ذلك يؤدي إلى استرخاء وراحة تامة، هذا هو المبدأ الذي يجب أن تلتزم به أن تحقر هذه الأفكار السلبية، وأن تطبق عمليا، وأنا حقيقة من أجل الدراسة، أريدك أن تذهب كل يوم للكلية، حتى في أيام الإجازة اذهب وأجلس في المكتبة.

هذا التعريض أو هذا التعرض الذي يصل إلى درجة نسميها (بالإطماء) هو أن يغمر الشيء بشيء، وأنت حين تغمر نفسك، بهذا التعرض المتكرر.

هذه الجرعات العالية سوف يحدث لك التطبع الكامل، ويزيل هذا الخوف تماما، فأرجو أيها الفاضل الكريم أن تكون حريصا على ذلك.

بالنسبة لمتى ينتهي القلق النفسي، والقلق النفسي لا ينتهي من الناس والحياة أصلا مكابدة، وجد واجتهاد وعمل، وتصميم وتوكل، والقلق هو الذي يحركنا، والقلق الإيجابي لا نرفضه.

لكن الإنسان إذا تراخى، وإذا تكاسل وإذا أخذ أمور بسلبية، سوف يكون القلق ملازما له، وأنت بشيء من التغيير، والتفكير السلبي، وبشيء من العمل، والإنجاز، والتصميم -إن شاء الله تعالى- سوف يزول عنك هذا القلق تماما.

الأمر كله بيدك ويعتمد عليك اعتمادا كاملا، والإنسان هو أفكار، ومشاعر وأعمال، هذه الثلاثة مرتبطة مع بعضها البعض، إذا كان الفكر مسيطرا عليه القلق فسوف تختل المشاعر، وإذا اختلت المشاعر سوف تختل الأعمال.

اجعل فكرك فكرا إيجابيا، فكرا ينظر إلى الإمام، وأنت الحمد لله شاب لك طاقة نفسية، ولك طاقة جسدية، ويجب أن تستفيد منها، وأن تستغلها، وأن تكون لك آمال، وأن تكون لك أفعال لتحقق بها هذه الآمال، هذا هو الذي أنصحك به.

أرجو أبدا أن لا تتحسس حول هذا القلق، إن شاء الله تعالى سوف ينتهي عليك فقط التصميم والعمل.

أسأل الله تعالى التوفيق والسداد لك.

مواد ذات صلة

الاستشارات