السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري (24) سنة، أعاني من صعوبة نطق حرف الكاف، لذا أخجل من مخالطة الناس، والمشاركة في الصف، خوفا من ضحك زملائي.
كما أعاني وأثناء اللقاء، كلامي على أصدقائي أو في المحاضرات، من تبلع اللعاب، من لحظة إلى أخرى، وصعوبة في البلع.
أرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الإنسان إذا عرف بشيء ما، وسط الآخرين فالناس سوف تعتاد عليه، ولن تعير له بالا أو اهتماما، وسوف تقبله بهذه السمة، فصعوبة نطقك لحرف الكاف يجب ألا يكون شاغلا لك، اعتمادا على هذه النظرية، فليس هنالك أبدا ما يجعلك تحس بالخجل، وهذه العلل البسيطة موجودة لدى الكثير من الناس.
أنا لا أقول لك تجاهلها، ولكن يجب أن لا تسبب لك قلقا وتوترا، حاول وجاهد أن تحسن من نطقك، ويمكن أن تستفيد من أخصائي التخاطب أو أحد حفظة القرآن المجيدين، تتعلم وتتدرب معه على مخارج الحروف.
هذا أخي الكريم يساعدك جدا، لكن هذا الأمر يجب أن لا يشعرك بالدونية، ويجب أن لا تعيره اهتماما.
الفوارق بين الناس موجودة، فهم ليسو شريحة واحدة، وليسو على طريقة واحدة، لا في طباعهم ولا في تصرفاتهم، لا في أفكارهم ولا في مقدرة ذكائهم، لا في طريقة كلامهم ولا في ألوانهم، هذه اختلافات موجودة بين البشر، فأرجو أن تنظر إليها من هذا السياق.
بالنسبة لما يحدث لك حين تكون في نوع من المواجهة الكلامية، أو تقدم عرضا أو محاضرة، وتظهر لك ظاهرة ابتلاع الريق، وربما شعور بالغصة وصعوبة في البلع، هذا دليل على وجود القلق.
الذي يحدث لك هو نوع من القلق الاجتماعي البسيط، وهذه العملية تأتي من انشداد الأوتار، والعضلات الموجودة في منطقة الزور، ومنطقة عضلات الكلام.
هذا الأمر هو أمر فسيولوجي بحت، وأنا أطلب منك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، هي تمارين مهمة جدا جدا، يمكنك أن تتواصل أو تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية طريقة ممارسة تمارين الاسترخاء.
هنالك طريقة تعرف بطريقة (جاكبسون) من الطرق البسيطة، والجيدة جدا، خاصة فيما يتعلق بالتنفس التدرجي، وكذلك شد واسترخاء العضلات التدرجي.
الأمر الآخر هو حين تتحدث أو تلقي محاضرة أمام الناس، تذكر أن هؤلاء بشر مثلك، مهما بلغوا من المقدرة والمعرفة والمناصب، في نهاية الأمر هم بشر وليسو أكثر من ذلك، ويجب أن تنظر إليهم هكذا.
ثالثا: الإخوة الذين يعانون من التحرج الاجتماعي وعدم القدرة على المواجهة الاجتماعية دائما، يأتيهم شعور بأنهم تحت رصد مجهري من جانب الآخرين، وهذا ليس صحيحا.
الثوابت العلمية أثبتت أن هذا الاعتقاد اعتقاد خاطئ، وهو أحد العلل الرئيسية التي تؤدي إلى التوتر والاحتقان النفسي الداخلي، والذي ينتج عنه نوعية الصعوبات التي تعاني منها.
بقي أخي الفاضل الكريم، أن أصف لك أحد الأدوية الجيدة جدا، والتي يعرف أنها تقلل من القلق والخوف الاجتماعي، وإن شاء الله تعالى يحسن أيضا من مزاجك.
الدواء يعرف تجاريا باسم (زيروكسات)، واسمه العلمي هو (باروكستين)، ويسمى في أمريكا باسم (باكسيل)، وهو دواء لا يحتاج لوصفة طبية، وجرعته هي أن تبدأ بنصف حبة (عشرة مليجرام)، تناولها يوميا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة - أي عشرين مليجراما - تناولها يوميا بعد الأكل لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفف الجرعة إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وعليك بدعاء سيدنا موسى عليه السلام: {رب اشرح لي صدري *ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي}.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.