السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أختي مخطوبة، وكانت في البداية تكلم خطيبها عبر الجوال، ومن ثم أصبحت تردد بأن خطيبها يراقبها، أو أن هناك من يتجسس على جوالها من طرفه وينقل له الأحداث، وكانت تقول بأنها تحدث معها أحداث في المنزل وبعدها خطيبها يرسل لها رسالة تلميح لهذا الحدث، واستمر الحال طويلا وبعدها انقطعت عن مكالمته بسبب هذا الأمر.
وقد قامت بتغيير الجوال ولكن إلى الآن مازالت تردد نفس الشكوك بأن هناك من يراقبها، والأغلب أنه خطيبها، وتنهار كثيرا عندما تتحدث عن هذا وتبكي.
فهل ما تعاني منه أختي مرض نفسي أو وسواس؟
وهل تحتاج إلى استشارة نفسية؟
أرجو مساعدتي وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب ، وعلى اهتمامك بأمر أختك .
أيتها الفاضلة الكريمة لقد وصفت حالة أختك بصورة واضحة جدا ، لاشك أننا نحترم خصوصياتها كثيرا ، وربما يكون ليس من حقنا أن نضع تشخيصات معينة فربما تسبب لها نوع من الوصمة ، ولكن نحن حقيقة ننطلق من منطلق المنفعة والمصلحة للناس .
أختك تحتاج إلى مقابلة الطبيب النفسي ، وهنالك مؤشرات قوية جدا على أنها لا تعاني من وساوس ، و أن هذه ليست بوساوس قهرية ، بل هي أفكارا ظنانية وتسمى ( بالظنان الباروني) أو (الظنان الزواري ) كما يسميه البعض ، وهي حالات حقيقة يمكن علاجها بواسطة تناول أدوية معينة ، ويعتقد أن مثل هذه الحالات تنشأ في الأصل من اضطراب بعض المواد الكيمائية في الدماغ ، والمواد التي تمركزت حولها الدراسات أحدها يعرف باسم ( دوبمين )ومواد أخرى تعرف باسم (سيرتونين) .
والحمد لله تعالى أن العلم تقدم كثيرا ، وأصبح هنالك إمكانيات لمعالجة مثل هذه الحالات التي تعاني منها أختك و هي الشكوك والظنان، والبعض يسميها بالأفكار الاضطهادية أو الضلالية أو شيء من هذا القبيل ، وهذه المسميات متداولة بين الناس ، لكن الذي أود أن أوكده أن الحالة ليس وسواسية إنما الحالة هي نفسية ذات طابع خاص ، ويمكن علاجها ، وهنالك أدوية كثيرة جدا فعالة وممتازة .
وبالطبع هذه الأخت إذا قلنا لها أنك مريضة وأنك تعانينة من ظنان ربما لا تقبل ذلك ، لذا يقال لها أننا لاحظنا أنك غير مرتاحة نفسيا وأن هذه الأفكار التي تأتيك تسبب لك الكثير من الوسوسة والإنزعاج فلماذا لا نذهب ونقابل أحد المختصين وأعتقد أن هذا المنهج سوف يكون أكثر قبولا بالنسبة لها .
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ، وأسأل الله لها الشفاء والعافية ، وأشكرك مرة أخرى على اهتمامك بأمرها .
وبالله التوفيق والسداد.