أهلي يجبروني على الزواج من ابن عمي!!

0 757

السؤال

السلام عليكم
لا أدري كيف أبدأ فلا أستطيع حتى الكتابة.

أبي وأمي يريدان تزويجي من ابن عمي وأنا حتى لا أطيقه، إضافة أنه لا يحمل الدين، ولا أعلم عن خلقه سوى أنه يحب الضحك والمرح وهو لا يصلي.

والداي يضغطان علي كثيرا بدعوى أن ابن عمي أفضل من غيره، وأن القريب مستحيل أن يضرني.
لا أستطيع تحمل ذلك فعلا فأنا لا أطيقه ولا أراى أنه الزوج الذي يعينني في ديني، للأسف مهما كانوا مسلمين فإن وازع الدين ليس قويا، فعندما أقول لأمي أنا أريد إنسانا يكون لي عونا في ديني تقول لي أنتي مخطئة المهم أن يكون قريبك وستندمين في يوم من الأيام وسترين الويل مع أحد أخر.

أقول لها لست الوحيدة التي ستتزوج برجل ليس قريب فلا تقتنع بكلامي، حالتي تزداد سوءا كل يوم، استخرت الله كثيرا وبقي إحساسي كما هو، أمي فقط تريدني أن أتزوج كصديقاتي.

أقمت علاقة مع شاب في ما مضى وتقدم لخطبتي ولكن العائلة كلها رفضت بدعوى أنه لا يعمل، وأن عائلته ليست من مستوى عائلتنا، وهو ليس من قبيلتنا، وتبنا بعد ذلك إلى الله وابتعدنا عن بعضنا حتى نتقي الله "فمن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " ووعدته بأن أنتظره إلى أن يجد عملا وأن نتقي الله حتى يفتحها علينا، هو الآن والله أعلم يحاول الإلتزام ويذهب للمسجد للصلاة، وبدأ بحفظ القرآن، ولكن إلى الآن لم يحصل على عمل، ولا أخفي عليكم أني أريد أن أرتدي اللباس الشرعي مع العلم أني متحجبة وأطلب من الله أن يرزقني النقاب والشخص الذي أريد الزواج منه كان قبل التوبة يشجعني على النقاب.
لكننا اتفقنا أن ارضاء الله هو أهم من كل شيء ....

أرجوكم أفتوني في قصتي لقد ضقت ذرعا من محاولتي مع أمي، وتعبت نفسيتي، وهي دائما تحاول أن تحسسني أني إن لم أتزوج من ابن عمي فلن أكون سعيدة .
أنا أريد زوجا صالحا يعينني وأدعو الله أن يكون الشخص الذي أريد الزواج منه هو الزوج الصالح ومنه الذرية الصالحة.
أنا الآن لا أريد العيش إلا لربي وأن أتزوج منه ليأخذ بيدي وندخل الجنة فمن يتقي الله يرى العجب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب ، ونحن نشكر لك حرصك على أن يكون من تختارينه للزواج رجلا صالحا يعينك على أمر دينك ، وهذا أمارة إن شاء الله على حسن تفكيرك وسلامة عقلك ، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا .

لكننا لا نخفيك أيتها الكريمة أننا لم نرى فارقا كبيرا بين ابن عمك وبين هذا الشخص الذي كنت أقمت علاقة حب معه من قبل ، فإن ظاهر حال هذا الشخص أيضا شبيها لابن عمك ، وذلك لما ذكرته بأنه يحاول أن يلتزم بالصلاة ، ولكن نحن نخشى عليك فقط أن تكوني كما قال القائل:
(وعين الرضى عن كل عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساوئ)

فالإنسان عادة إذا كره شخصا وأبغضه رأى كل ما فيه من العيوب ، وفي المقابل إذا أحب شخصا ورضي عنه رأى سيئاته كلها حسنات ، فإذا كان الأمر على ما نظن وهو أن هذا وذاك يستويان في هذه الناحية فإن نصيحتنا لك أن تستمعي لوالديك ، فإنهما بلا شك أرجح نظرا منك ، وأدرى بالحياة وأهلها وأعرف بعواقب الأمور منك ، فأنت لصغر سنك ، وربما لا تقدرين الأمور حق تقديرها .

نحن لا نرى من الناحية الشرعية أنه يلزمك أن تتزوجي بشخص لا تريدينه ولا تطيقين النظر إليه ، وأن هذا قد يكون مدعاة لحياة زوجية غير مرضية تماما ، ولكننا في المقابل ندعوك أيتها الكريمة إلى النظر والتأني في الأمر وإعادة النظر فيه مرات ومرات ، مع استخارة الله سبحانه وتعالى ، ومشاورة العقلاء من أهلك، فإن رأيت في نفسك بعض الميل وسقوط النفرة عن هذا الشخص فإن نصيحتنا لك أن تطاوعي والديك ، وحاولي إصلاح هذا الرجل بقدر الاستطاعة ، أما إذا لم تجدي له قبولا في نفسك بالكلية فخير لك أن لا تتزوجي به ، لاسيما مع ما وصفته أنت من أحواله الدينية ، ولعل الله عز وجل أن يجعل لك فرجا ومخرجا فيرزقك بالزوج الصالح المناسب ، فأكثري من دعاء الله تعالى واستغفاره، وعلقي قلبك بالله واعلمي أنه على كل شيء قدير، وأنه لا يعجزه شيء ، لكن نصيحتنا لك أن لا تعلقي قلبك بهذا الشاب الآخر ، كما أنه ينبغي عليك أن تقطعي كل الصلات به فإنه أجنبي عنك ، والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من أن تخلو المرأة بالرجل ، كما حذرنا عليه الصلاة والسلام من فتنة الرجل بالمرأة - والعكس - فقال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).

كما حذرنا الله سبحانه وتعالى من الافتتان بصوت المرأة إذا تكلمت مع الأجنبي بكلام فيه خضوع ولين، وكل هذا سدا لأبواب الفتنة وإغلاقا لأسباب الفساد، فاحذري على نفسك من أن يدعوك الشيطان إلى الوقوع فيما يغضب الله عز وجل عليك ، فإن غضب الله تعالى لا تقوم له السموات والأرض ، فكيف بهذا الإنسان الضعيف .

ثم اعلمي جيدا أن وقوع الإنسان في معصية الله من أعظم أسباب الحرمان من الأرزاق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) فاقطعي علاقتك بهذا الشاب وتوجهي إلى الله والتزمي حدوده في الحجاب الشرعي والقيام بالفرائض التي كلفك الله عز وجل بها كالصلاة ، وأكثري من ذكر الله تعالى وأكثري من استغفاره، وأحسني الظن به، ولا محالة سيجعل لك خيرا ويقدر لك ما تحبين ، فإنه سبحانه وتعالى أرحم بك من نفسك ومن أمك وأبيك.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

والله الموفق

مواد ذات صلة

الاستشارات