هل يمكن التوقف عن الفافرين مباشرة دون أن تكون له آثار جانبية؟

0 487

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاك الله خيرا على مساعدتك لي -يا دكتور- لقد استشرتك في حالتي مع نتف الشعر، ووصفت لي دواء الفافرين بالجرعات الآتية: (50) جرام ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى (100) جرام لمدة شهر، ثم ترفع إلى (150) لمدة شهر، ثم ترفع إلى (200) جرام لمدة (6) أشهر، ثم أخفض الجرعة إلى (150) لمدة ستة أشهر، ثم (100) لمدة 3 أشهر، ثم (50) لمدة 3 أشهر، ثم التوقف عن الدواء.

لاحظت أنه لابد من التدرج في التوقف عن الدواء، فهل هذا الدواء يصنف من الأدوية الإدمانية؟ علما أن زوجي -كما سبق أن شرحت لك- غير مقتنع بالطب النفسي، ويرفض أن آخذ هذا الدواء، خوفا من الإدمان عليه وعدم استطاعتي العيش إلا به، أرجو توضيح ذلك ومحاولة إقناعه، لأني سوف أجعله يقرأ ردك علي، لكي يطمئن، وجزاك الله ألف خير.

هل -يا دكتور- لو حصل حمل خلال تناول الدواء أستطيع التوقف عنه مباشرة دون أن تنتكس حالتي مع الوحم؟ لأن وحمي صعب ومتعب نفسيا؟ وهل يمكن تقليص مدة العلاج بحيث أنتهي من العلاج خلال عام؟ فعلى حسب ما وصفت لي من التدرج في الجرعات سوف آخذ عاما ونصف العام في أخذ الدواء، وأنا أريد أن أقلص المدة، فهل هذا ممكن؟

أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على ما تقومون به من المساعدة، جعله في ميزان حسناتكم، ولا حرمكم الأجر، وألف شكر لكم على تعاونكم، وأسال الله لكم الثبات، وأكرر شكري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جميع الأدوية إذا أردنا أن نعطيها بالصورة الصحيحة يجب أن يكون هنالك تدرج في بناء الجرعة، ثم بعد ذلك يصل الإنسان إلى الجرعة العلاجية، ثم يصل إلى الجرعة الوقائية، وهي غالبا تكون أقل قليلا من الجرعة العلاجية، وبعد ذلك يستمر الإنسان على هذه الجرعة، وبالتدرج يتم التوقف عن الدواء.

هذا الدواء ليس دواء إدمانيا مطلقا ولا علاقة له بالإدمان، لكن التجارب أوضحت أن المراحل الثلاثة هي خير وسيلة لعلاج حالتك، كما أن التدرج يقلل من الشعور النفسي السلبي حين يتوقف الإنسان من الدواء بصورة مفاجأة، فالأمر قصد به التدرج ليس خوفا من الإدمان، لكن هو البروتوكول الصحيح المتبع مع هذا الدواء، ومن صفات الأدوية الإدمانية أيتها الفاضلة الكريمة أنها تؤدي إلى ما يعرف بالأعراض الانسحابية، وهذا الدواء له أعراض انسحابية، والسمة الثانية للأدوية التي تسبب الإدمان هو إن الإنسان لا يتحصل على فائدتها إلا إذا رفع جرعتها، والسمة الثالثة لها هو أن الشعور القهري بتناوله والبحث عنه وهذا الدواء ليس فيه أي من هذه الصفات، فأرجو أن تطمئني تماما أنه إذا حدث الحمل يمكنك أن تتوقفي عن تناول الدواء مباشرة دون أي ردود فعل سلبية -إن شاء الله تعالى -.

لا مانع من تقليص مدة العلاج، والأحوط والأفضل هو الذي ذكرته لك، لأن نتف الشعر يندرج تحت الأفعال القهرية، ويعرف أن الأفعال القهرية تتطلب جرعات عالية ولمدة أطول، هذا هو الوضع العلمي، ولكن إذا أردت أن تقلصي المدة لمدة عام فلا مانع من ذلك أبدا، أبدئي بـ (50) مليجرام لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعليها (100) مليجرام واستمري عليها لمدة شهر ثم اجعليها (200) مليجرام مباشرة، استمري عليها لمدة ستة أشهر ثم خفضيها إلى (100) مليجرام لمدة ثلاثة أشهر ثم إلى (50) مليجرام لمدة شهر أو شهرين، وهكذا نكون قد أكملنا المدة.

هذا هو الذي أريد أن أوضحه، وأنا على ثقة تامة -إن شاء الله تعالى- أن الدواء سوف يفيدك، وأؤكد لك أنه غير إدماني وغير تعودي وليس له أثار جانبية، ويمكن التوقف عنه مباشرة، ولكن التدرج قصد به إيقاف الجانب النفسي فقط، وكذلك الحرص على أن تكون الجرعة الوقائية مختلفة عن الجرعة العلاجية، -وكما ذكرت لك- التوقف إذا حدث الحمل أن يكون بشكل مباشرا دون أي ردود أفعال سلبية، وقد أوضحت لك مدة العلاج إذا أردت أن تتناولي الدواء لمدة عام هذا لا بأس به، ولكن الأحوط سنتين ونصف.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات