أعاني من ضغط مضطرب وشراهة في الأكل، ما العلاج؟

0 481

السؤال

أعاني من ضغط مرتفع بعض الأحيان، وطبيعي أحيانا أخرى، ومنخفض في أحيان ثالثة.

فترات الضغط في أوقات متباعدة: 170/110 &120/80&90/60 خلال شهر واحد، وأكثر أحيانا أخرى.

ذهبت إلى المستشفى صباحا، وأعطوني (انبول لازكس) عندما كانت الفترة 170/110 ولم آخذ آي دواء غيره، إلا أنني شربت (3) أكواب منقوعة دوم، وأصبحت الفترة ليلا في نفس اليوم 120/80 طبيعية جدا.

عملت رسم قلب عادي، بدون مجهود، فلم يظهر أي شيء.

أعاني من شراهة في الأكل، زادت عندي في السنة الأخيرة، وأكلي كله نشويات، ونادرا لحوميات لظروف مادية صعبة.

كما أعاني من مرض غريب الشكل أثناء النوم، أتناول كميات من الطعام أحيانا أشعر بالأكل، وأحيانا أخرى لا أشعر بعملية الأكل.

عندما أشعر بالأكل أحيانا أتحكم بها، وأحيانا لا أستطيع التحكم، ولا أتحدث أثناء هذه الحالة.

لدي في السنوات الأخيرة صراعات أسرية، وتعرضت للظلم في ميراثي، وبعدها دخلت في موضوع الضغط.

أما موضوع الأكل فمستمر عندي، منذ أن كنت في الثانوية، وشخصيتي انهزامية، بمعنى أنني لا أستميت في الدفاع عن حقوقي!

ما تشخيص مرضي؟ هل هو عضوي أم نفسي؟ وما الحل؟ بماذا تنصحونني؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن حالتك بصفة عامة، توجد مؤشرات قوية جدا، تدل على أنها حالة نفسية، فتقلب المزاج الذي تعاني منه، وعدم الاستقرار النفسي، جعلك غير منتظم في طريقة التغذية، فهذه الشراهة التي تأتيك للأكل، هي دليل على أن الصراعات النفسية قد أثرت عليك، وبعض حالات الاكتئاب النفسي تظهر في شكل اضطراب، في تناول الطعام، وكذلك اضطراب في النوم، وشعور عام بعسر المزاج والكدر، وأعتقد أن هذه السمات كلها لديك.

بالنسبة لارتفاع ضغط الدم، هنالك مصطلح ما يسمى بضغط الدم العصبي، ويقصد بذلك أنه في بعض الحالات التي يحس فيها الإنسان بقلق شديد، ربما يرتفع لديه ضغط الدم، لكن هذا المصطلح يجب أن لا يعول عليه كثيرا، لأن الذين يرتفع الضغط لديهم نتيجة الانفعالات، في أقل تقدير لديهم القابلية، والاستعداد أن يصابوا بارتفاع حقيقي في ضغط الدم، لذا يجب أن يراقب هذا الأمر.

أخي الفاضل الكريم: الصراعات الأسرية وشعورك بالظلم في الميراث، هذه موجودة، لكن الإنسان من الضروري جدا أن لا ينظر إلى الجوانب القاتمة في الحياة، لا بد أن يكون هنالك شيء من التسامح وشيء من القبول، والصبر على الأذى، فهذا - إن شاء الله - يريحك كثيرا وتؤجر عليه.

لماذا تصف شخصيتك بأنها انهزامية؟ من قال لك هذا؟ هذه مصطلحات خطيرة جدا، لا تجعل هذا الفكر السلبي المشوه يسيطر عليك، من قال إن هناك شخصية انهزامية؟! وهنالك شخصية بطولية؟!

الإنسان لديه المقدرات، ولديه الطاقات المخفية التي يستطيع أن يستفيد منها ويسخرها، لابد أن تكون لديك إرادة التحسن، لابد أن يكون لديك إرادة تقدير الذات بصورة صحيحة.

ابتعد عن هذا المصطلح، واجعل شخصيتك شخصية إيجابية متفائلة، أدر وقتك بصورة جيدة، كن متواصلا مع الآخرين، طور من مهاراتك، هذا كله جيد ويفيدك كثيرا.

أنصحك بممارسة الرياضة، الرياضة فيها خير كثير جدا لك، فسوف تنظم شهيتك للطعام، سوف تجد أن نومك أصبح أكثر صحيا وفعالية، نشاطك الجسدي، طاقاتك النفسية، مقدرتك على التحمل، كل هذا سوف يتحسن.

أخيرا: أرى أنه من الأفضل لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي يعرف عنها أنها تنظم الشراهة نحو الأكل، الدواء يعرف تجاريا باسم (بروزاك)، ويسمى في مصر تجاريا باسم (فلوزاك)، واسمه العلمي هو (فلوكستين)، أنت محتاج له بجرعة صغيرة، وهي كبسولة واحدة في اليوم، تناولها بعد الأكل، استمر على هذا الدواء لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

الدواء من الأدوية الفعالة والممتازة، ومن الأدوية التي سوف تساعدك كثيرا.

أخي الكريم: أنت لديك إيجابيات كثيرة في حياتك، لديك الوظيفة، لديك الأسرة، لديك الذرية، فيا أخي الكريم هذه نعم كبيرة جدا، يجب أن تتصورها تصورا إيجابيا، وتعطيها حجمها الحقيقي، وعليك أن تقبل ذاتك، ولا تقلل من شأن نفسك، واسع لأن تطور نفسك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات