السؤال
أنا طالبة جامعية، أمنية حياتي منذ أن دخلت الكلية أن أحصل على درجة نهائية، ولكن باءت محاولاتي بالفشل! حيث لا أجد التشجيع من أحد، فأحاول أن أوقظ نفسي وأثق فيها، فأنا أحاول أن أذاكر بجد وأفهم المادة، والحمد لله أجد نفسي قد خطوت خطوة إلى الأمام، وهي أن أتخلص من المخاوف، وأنني أستطيع أن أشارك في حل المسائل في القاعة، وأشرح للطالبات اللاتي يصعب عليهن ذلك، مما يزيد من حماسي قليلا، ولكن درجاتي في الامتحانات تحبطني جدا، فلا أدري ماذا أفعل!
كذلك إنني أحب صديقتي جدا، ومشكلتي الثانية أنني أتأثر بالأمور التي تدور وتحدث حولي، ولاحظت أنه غالبا ما تحدث الخلافات والزعل بيننا في فترة الامتحانات، وهذا يسبب لي الانزعاج والضيق بعدم مراعاتها للفترة الحرجة، مما لا أستطيع التركيز في المذاكرة بشكل جيد.
هذه آخر سنة لي في الكلية، وأريد أن أصل إلى الامتياز مهما يحدث، أريد أن أعيد الثقة لنفسي ولأهلي وأحقق طموحاتي بجدارة ، حيث نزل معدلي من الجيد جدا إلى جيد! وقد يكون السبب هو سوء الفهم الكبير الذي حصل بيننا في الفصل الماضي وتزعزع العلاقة بيننا.
أرشدوني رعاكم الله!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محبة الخير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فما دمت مجتهدة وجادة في دراستك فلكل مجتهد نصيب، ومن المهم جدا أن لا تفكري كثيرا في أن الآخرين لا يقومون بتشجيعك من أجل الحصول على أعلى الدرجات، فأنت الحمد لله تعالى مقتدرة، وستشعرين بأهمية التعليم والحصول على درجة التفوق، فإذن الدافعية لديك موجودة، والقدرة أيضا لديك موجودة، فقط ربما الذي ينقصك هو أن طريقة إجابتك في الامتحانات ربما تكون ليست بالصورة المطلوبة.
راجعي منهجك في الإجابة، هل لديك مشكلة في الزمن؟ هذه يجب أن تحل، هل لديك مشكلة في فهم الأسئلة، هذه أيضا يجب أن ينظر فيها، وذلك من خلال قراءة السؤال أكثر من مرة.
هل الموضوع قلق يأتيك فجأة أثناء الامتحانات؟ لا أعتقد ذلك؛ لأنه ليس هنالك ما يدل على ذلك.
موضوع الزعل الذي بينك وبين صديقتك يجب أن تنظري إليه كنوع من الخلاف غير الأساسي، وما دمت أنت لا تكونين السبب في هذه الصعوبات والمشاكل التي تحدث بينكما فيجب أن لا يشغلك هذا الموضوع، وحتى الصداقات لها حدود، فإن كانت هذه الصديقة كما وصفتها تسبب لك المشاكل فلماذا لا تتخذين موقفا من ذلك، لا أقول لك الجئي إلى خصومتها أو إثارة مشاكل أكثر معها، ولكن كوني حازمة بعض الشيء، ولا تتركي العواطف لتقودك، إنما فكري بعقلك قليلا، ويمكنك أيضا أن تناقشي معها بعض الأمور التي ربما تكون هي السبب في الخلاف بينكما.
عموما أنت لك كينونتك ولك شخصيتك، ولا تتركي أحدا يدخل في محيط حياتك ليعكر مزاجك ويؤثر عليك سلبيا، والأمر في غاية البساطة.
بالنسبة لموضوع الثقة في النفس: أولا أنا أريدك أن لا تفكري أن ثقتك في نفسك ضعيفة، هذه هي المشكلة الأساسية التي تواجه الناس، نجدهم يجتهدون ويجدون، وبالرغم من ذلك يعتقد الواحد منهم أن الثقة مهزوزة في نفسه.
احكمي على نفسك بأفعالك وأعمالك، ولا تنقادي لمشاعرك أبدا، فالمشاعر سوف تتبدل ما دمت أنت تقومين بالجهد اللازم، وإن شاء الله تعالى يأتي الإنجاز المطلوب كنتيجة هذا الجهد.
نظمي وقتك قليلا، جاوبي الكثير من الامتحانات، وأعتقد أن هذا الذي ينقصك..
الكثير من الناس تجدهم يجدون ويجتهدون، ويكون إدراكهم ممتازا، وكمية المعلومات التي اكتسبوها جيدة جدا، ولكن لا يتحصلون على درجة عالية في الامتحان؛ وذلك لأنهم لم يتدربوا كثيرا على هذه الامتحانات.
فحاولي أن تحلي أكبر قدر ممكن من الامتحانات السابقة، مع ضرورة التحكم في الزمن، وقراءة السؤال أكثر من مرة كما ذكرت لك.
حاولي أن تأخذي قسطا من الراحة في الليلة التي تسبق الامتحان، فالتشويش وضعف التركيز والإجهاد النفسي والجسدي يأتي من كثرة السهر، وهذا ليس أمرا طيبا، بل يؤثر سلبيا على الإنسان في أثناء هذه الامتحانات.
قومي ببعض التمارين الرياضية الخفيفة صباحا ومساء، هذه تجدد الحيوية والنشاط لك.
عليك أن تدعي الله كثيرا وأن تكوني دائما في معيته، واسأليه النجاح والتوفيق.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.