السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من مشكلة في العضلات أو الأعصاب، لا أعلم، فما أسباب ضمور عضلات اليد، العضلات التي تغطي ظاهر اليد، وبروز العروق والعظام والأوتار بشكل بارز في اليد بشكل خاص، وجميع الجسم بشكل عام؟ ولدي إنهاك شديد، حيث لم أعد قادرا على القيام بواجباتي بشكل طبيعي؛ حيث إن أي شيء يتعبني جدا وينهكني، وعندي خوار قوي وكبير.
كذلك أعاني من مشاكل كبيرة في الرأس؛ حيث أعاني من ضغط شديد في الرأس، ودوار يختلف عن الصداع تماما، وعدم قدرة على فتح العينين بشكل جيد، وعدم قدرة على ركوب الطائرة والأصنصير، بسبب الضغط الشديد في الرأس، لا يتحمل الهبوط والطلوع إطلاقا، وأنا منذ سنوات على هذا الوضع، والأمر يزداد سوءا، ولم يستطع أحد أن يكتشف مشكلتي، رغم ذهابي لعشرات الأطباء وعملت أشعة رنين للمخ، وأشعة دم كاملة، أكثر من مرة - والحمد لله - الأمور طبيعية تقريبا، لا يوجد شيء ملفت، فقط لدي بعض الآلام في الرقبة، فهل هناك علاقة بين ضمور العضلات ومشاكل الأعصاب وتعب الرأس الذي أعاني منه؟ حيث أحس بانقطاع الدم أحيانا عن الرأس، وهو شعور صعب وصفه ومخيف.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يزيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنحن حريصون جدا أن لا نفسر أعراض الناس بالتفسير النفسي إلا إذا كانت لدينا أدلة يقينية نعتمد عليها، وأنت ذكرت أعراضا جسدية كثيرة جدا، وحين تأملت وتفكرت فيها وفحصتها بدقة أقول لك بأن هذه الأعراض هي أعراض نفسوجسدية، وأقصد بذلك أن الأعراض التي تشتكي منها جسدية، لكنها في حقيقة الأمر هي ناشئة من مكون نفسي وهو القلق النفسي البسيط.
القلق النفسي كثيرا ما يؤدي إلى انشدادات عضلية تجعل الإنسان يحس بآلام عضلية، وأكثر المناطق التي تتأثر هي فروة الرأس، والشعور بالصداع والدوار يكون ناتجا من هذه الانقباضات العضلية، وأنت ذكرت أعراضا أخرى كثيرة، كلها مؤشرات قوية جدا على وجود القلق النفسي لديك، وهذه ليست علة رئيسية وليست مشكلة كبيرة، ولكن أنا أعرف أنها مزعجة، ولذا لابد من علاج لها.
من الجميل أنك قد قمت بإجراء الفحوصات العامة وكلها كانت سليمة، وهذا أمر جيد ومطمئن، وأعتقد أنه لا توجد الآن حاجة بالنسبة لك للتردد على الأطباء بعد ذلك.
ضمور العضلات إذا كان من النوع الشديد قد يؤثر ويؤدي إلى انشدادات عضلية، وهذا بالطبع يعالج عن طريق العلاج الطبيعي، وأنا قناعاتي كبيرة جدا في أن أعراضك هي أعراض نفسية كما ذكرت لك، ولذا أخي الكريم أود أن أنصحك بالآتي:
أولا: كما ذكرت لك سلفا لا تتردد كثيرا على الأطباء.
ثانيا: وجود المخاوف عند ركوب الطائرة والشعور بالضغط الشديد والإجهاد الجسدي والنفسي، هذا دليل قاطع على وجود المكون النفسي، وأنصحك في هذا السياق بأن تمارس الرياضة، الرياضة ذات جدوى وفائدة كبيرة جدا، الرياضة تؤدي إلى تجديد الطاقات، تؤدي إلى تصحيح المسارات الكيميائية والبيولوجية في داخل جسم الإنسان، هنالك إفرازات كيميائية معينة تساعد الناس لتقوى نفوسهم وكذلك أجسادهم، وعملية الخور والوهن والضعف النفسي والجسدي لا تعالج إلا من خلال ممارسة الرياضة، هذا هو الجانب المهم جدا والذي أود أن أنصحك به.
ثالثا: مخاوفك حول شعورك بانقطاع الدم وأنك ترى العروق بارزة وكذلك الأوتار، هذا شيء طبيعي جدا، هذه العروق هي أوعية دموية وريدية بروزها وانتفاخها ناتج من تكون الدم، ونشاهد ذلك كثيرا خاصة إذا كان جسم الإنسان نحيفا نسبيا، فلا تشغل نفسك بهذا الأمر أبدا.
رابعا: أرى أنه من المهم لك جدا أن تتناول بعض الأدوية المضادة للقلق وللمخاوف، وأفضل دواء أصفه لك هو عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويعرف علميا باسم (سلبرايد) والجرعة المطلوبة هي خمسون مليجراما صباحا ومساء، استمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أما الدواء الآخر والذي هو ذو جدوى كبيرة جدا في علاج مثل حالتك، هو عقار يعرف تجاريا باسم (لسترال) ويعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت) ويعرف علميا باسم (سيرترالين) ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - تناولها ليلا بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبة كاملة -أي خمسين مليجراما- ليلا، تناولها بعد الأكل، واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذه الأدوية سليمة وفعالة وغير إدمانية، وهي لا تتطلب وصفة طبية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.