السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي سؤال بخصوص ولدي المصاب بالشلل الدماغي وعمره الآن 6 سنوات، وحسب فحوصاته قال الطبيب بأنه لديه ارتفاع في الليوسين والايزوليوسين فماذا يعني ذلك؟ أو ما هما الليوسين والايزوليوسين؟ وهل هما قابلين للارتفاع أو الانخفاض في نسبتيهما ؟ أم هما ثابتي النسبة؟ وما النسب الطبيعية لهما؟ وهل هناك محظورات من ناحية الأكل والشرب؟ أم لا يتأثران بذلك؟
وسمعت مؤخرا من بعض الناس ممن زاروا الهند أو من مقالات الانترنت أن الهند متطورة في علاج حالات الشلل الدماغي أو ضمور الخلايا الحركية في الدماغ ، وأن العلاج قد يستغرق المكوث هنالك ثلاثة أشهر ، فهل هذا الكلام صحيح يا دكتور؟ أم أنه مجرد تلاعب بآمال وهموم الناس كما قال لي أحد الأطباء؟
وشكرا لجهودكم وسعة صدركم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى العافية لابنك.
الليوسين وكذلك الايزوليوسين هي أحماض أمينية، ومستواها الطبيعي في الدم يرتبط بالمرحلة العمرية للطفل، وعليه أود أن أورد لك المقاس الطبيعي للأيزوليوسين حسب المرحلة العمرية، فالأطفال الخدج تكون النسبة 23 إلى 85، في الطفل حتى عمر شهر تكون النسبة 26 إلى 91، وفي عمر الطفل من شهر إلى سنتين تكون النسبة 31 إلى 86، أما في الأطفال من عمر سنتين إلى ثمانية عشر سنة فالنسبة هي 22 إلى 107، وهذه المجموعة هي المجموعة التي ينتمي إليها طفلك، أما بالنسبة للبالغين فالنسبة هي 30 إلى 180.
أما بالنسبة لليوسين فالنسبة عند الأطفال الخدج هي 151 إلى 220 ، حتى عمر شهر تكون النسبة 40 إلى 160، ومن عمر شهر إلى سنتين النسبة هي 47 إلى 155، ومن عمر سنتين إلى ثمانية عشر سنة النسبة هي 49 إلى 216، وهذا هو المقابل بالنسبة لابنك العزيز، أما بالنسبة للبالغين والناضجين فالنسبة هي 72 إلى 201.
هذه هي النسب لهذه الأحماض الأمينية، وكما تشاهدين فإنه يوجد تفاوت كبير، إذن هي ليست ثابتة، والنسب التي ذكرتها لك هي النسب الطبيعية.
أيتها الفاضلة الكريمة: هذا الطفل -حفظه الله- لا بد أن يكون تحت إشراف طبيب أطفال مختص في حالات الأمراض الأيضية، أي المتعلقة باضطرابات الأنزيم والاستقلاب للأحماض الأمينية وكذلك الأحماض العضوية، والأمر يتطلب خبير في هذا المجال، والحمد لله تعالى الخبراء كثر وأصبح الآن من السهولة أن تحدد نسب هذه الأحماض الأمينية والمتعلقات الأخرى بها، وتوجد أمراض كثيرة مرتبطة باضطراب هذه الأحماض الأمينية، فمثلا هنالك مرض يعرف باسم (ماربل سرب MRESULT CORP) يضطرب فيه الايزوليوسين والليوسين، وهذا قد يؤثر على الدماغ وقد يؤدي بالطبع إلى الشلل الدماغي.
فالذي أنصحك به هو التواصل مع المختص، وسوف تحدد أنواع الأطعمة حسب النسبة وحسب النوم، وحسب الصلات ما بين الأنزيمات والتي تؤدي إلى استقلاب هذه المركبات وتمثيلها أيضيا.
أما ما سمعته حول العلاج في الهند، فغالبا الذي يقصد هو أن بعض المنتجعات الطبية في الهند والتي تركز على موضوع الطب البديل وطب الأعشاب والعلاج عن طريق الدلك واستعمال زيوت معينة، هذا الأمر قد ذكر، لكن أعتقد أن الحقائق ليست واضحة أو هي قليلة جدا، إنما الذي يذكر ويشاع أعتقد أن فيه الجانب التجاري، والجانب الآخر أن بعض الأمراض التي لا يوجد لها علاج في الأصل يبحث المرضى وأهلهم عن أي وسيلة تساعدهم، والمجتمعات التي تركز على الطب البديل كما في الهند والصين كثيرا ما يشاع ويثار ويقال أنه يوجد علاج، لا أعتقد حقيقة أنه يوجد علاج في هذه المنتجعات إلا لبعض الأمراض البسيطة التي تتطلب العلاج الطبيعي الفسيولوجي لفترات طويلة، فهذه المنتجعات تساعد في حالات الجلطات الدماغية وذلك من خلال العلاج الطبيعي، وكذلك حالات ضمور العضلات وبعض أمراض الروماتيزم.
هذا هو الذي سمعته من بعض الإخوة من الأطباء الهنود، فلا أعتقد حقيقة أنه توجد أصول علمية قائمة على الدليل تشير أنه بالهند يوجد علاج لمثل هذه الحالة التي يعاني منها ابنك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.