السؤال
إخواني الكرام: أنا عمري (15) عاما، أواجه مشكلة تجعلني مختلفا عن الناس، ودائما أشك بنفسي أني مريض وميوؤس من حالتي، فأرجو منكم الحل.
مشكلتي هي أني أعاني مشكلة كبيرة في الخصية، حيث إنه يخرج منها رائحة تصل إلى مسافة (5) أمتار، حتى أني لا أقدر الجلوس مع أحد، لا الأصدقاء ولا الإخوة ولا أحد، حتى وصل بي الحال إلى لبس بنطلونين لكي تختفي الرائحة، واستخدمت جميع المنظفات مثل صابونة الجسم السائل ديتول مع الليفة، وفرك جميع أجزاء الخصية، ولكن بلا حل! ساعدوني حفظكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه من المعلوم أن هناك غددا عرقية بائدة الإفراز تنضج بعد البلوغ لها رائحة خاصة مميزة، وهي غير مرضية، خاصة إن كانت المنطقة المذكورة لا يوجد فيها أي تبدلات مرضية، أي لا يوجد احمرار ولا حكة ولا قشور ولا نز ولا تسحج، ولا أي شيء آخر، هذا وقد كنا أجبنا عن أسئلة مشابهة نختار منها اثنتين، ونورد نسخة معدلة منهما حفاظا على خصوصية السائل، ولتتناسب مع سؤالكم.
(إن ما تشتكي منه في الأغلب ليس مرضا، بل هو مظهر من مظاهر الحياة وعلامة من علامات البلوغ، حيث إنه مع البلوغ تنضج نوع من الغدد الدهنية في هذه المنطقة، والتي تتميز برائحة خاصة، وهي تتميز بالإفراز البائد، أي أن الغدة تطرح جزءا من قمتها عند هذا الإفراز، وهذه الرائحة علاجها الغسل والنظافة اليومية وتغيير الملابس الداخلية يوميا، وتختلف شدتها من شخص لآخر.
وهناك عوامل تؤثر على زيادتها، كالتعرض للجهد، والرياضة، والتعرق، والحرارة والرطوبة في الجو، والمهنة خارج المكاتب، والحياة في جو حار رطب، وعلى العكس فإنها تقل في البيئة الباردة الجافة وقلة الحركة، وهي تشبه تعرق البالغين ذوي الرائحة الكريهة ورائحة الأرجل عند البالغين، والتي لا يوجد أي منهما عند الأطفال، طبعا مع اختلاف السبب.
لا داعي للقلق، بل قم بما هو مطلوب منك من النظافة كما ذكرنا، واعلم أن أغلب - إن لم يكن كل - البالغين كذلك، ولكن بتفاوت.)
(من المعلوم أنه توجد رائحة متميزة لهذه المنطقة تعتبر من الروائح التي لا تظهر إلا بعد البلوغ، وسببها الغدد قمية الإفراز، ولا يوجد علاج لهذه الرائحة سوى تخفيفها بالغسل والتغيير الدوري للملابس، وقد يخففها مستحضرات الأنتي بريسبيرانت، وعلى رأسها لهذه المنطقة الحساسة ديو سبراي، والتي هي مستحضر مخفف وأكثر تحملا.
فيجب نفي وجود أي تغيرات مرضية في هذا الموضع، لنفي وجود أي مرض، وحسب الموجودات والمرض يكون العلاج، وبعلاج السبب تختفي الظاهرة لو كانت تالية لذلك المرض.
الإصابة الفطرية أو الخمائرية هي من الأمور الشائعة في هذه المنطقة، وتتحسن على مضادات الفطريات الموضعية، كالدكتارين المذكور في السؤال، ويجب نفي أكزيما التماس التي تحدث حكة يتبعها نز، والتي قد تؤدي إلى رائحة، ومثلها التهاب الجلد العصبي أو الحزاز المحصور,.
كل ما ذكرناه يؤدي إلى تغيرات مرئية بالعين، ما عدا الرائحة التالية للتعرق والإفرازات الدهنية في تلك المنطقة -كما ذكرنا أعلاه- ومراجعة الجوابين للاستشارتين التاليتين يثريان الجواب ويزيدان في بعض التفصيلات ( 258303 ) و (239626).
وختاما: ننصح بعدم المبالغة في تنظيف الموضع؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى التهابات جديدة تعقد الموضوع وتزيد من المعاناة، وإن لم تقتنع بما ورد في الجواب فمن الواجب عندها مراجعة طبيب أمراض جلدية للفحص والمعاينة ونفي وجود مرض، فإن نفى وجود الأمراض عندها تحتاج استشارة نفسية للتخلص من هذا الوسواس.
والله الموفق.