السؤال
حينما نصلي فنحن نصل المولى، كلما رفعت كلتا يدي مكبرة، استحضرت قوله عز وجل:" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر "فأحاول باستماتة الخشوع في الأداء والطمأنينة، عل وعسى أن تعمل الصلاة رادعا لنفسي الأمارة بالخطيئة، وحالما أنتهي من فرضي مسلمة إلا وتساورني الظنون بعدم قبول صلاتي! لأني ببساطة قد ارتكبت منكرا سجل بصحيفة أعمالي سيئة.
إذن هناك خلل وارد بصلاتي، حيث أنها لم تمنعني من الخطأ! مما لاشك أن ذات الإنسان ليست معصومة من الزلل والنسيان، وإلا لما شرع المولى لسهو بالفريضة سجودا ولوسوسة الشيطان الرجيم تعويذا، وأعاذني ذو العزة من هذه الوسوسة التي تفيدني بعدم صحة صلاتي ومهما سلمت لها زمام الفريضة لضاعفت الخمس فروض عشرة عشرة حتى تخرس الوسوسة، وإلى هذه اللحظة أتدبر الآية القرآنية ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )، هل يمكنني القول: أنه حالما أذنب فـلخلل وارد بصلاتي أم ماذا؟
أفيدوني .. دامت صلتكم بالله وفق ما يحبه ويرضاه، هذا ونلتمس العفو من لدنكم على الإطالة، سائلين ذو الجلال أن يجزي أرواحكم النقية جنة الفردوس عالية بحوله وقوته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكر الله لك هذا الحرص، وزادك الله منه وبارك فيك، فإن من أفضل ما يقوم المرء متابعته لنفسه ومراقبته لها من غير غلو فيها ولا استماع لوسوسة الشيطان لها.
أختنا الكريمة، لا شك أن المرء بطبيعته خطاء، والإنسان غير معصوم من الزلل، وعلى المرء أن يجاهد نفسه في التقليل من المعصية والإكثار من الطاعة،
وأحب يا أختنا أن أركز هنا على عدة نقاط:
1- الشيطان يخترق الإنسان من أضعف النقاط فيه، فمن الناس من تجده نظيف اليد لا يسرق ولا ينظر إلى المال المحرم، لكنه ربما يضعف أمام النساء، يأتيه الشيطان من الجانب الضعيف لا القوي.
قد تكونين يا أختي من النوع (الموسوس) والذي أعني به كثير اللوم لنفسه، كثير الشك كثير التوبيخ لها وعدم الثقة فيها، فيأتيه الشيطان من هذا الباب ليحاول أن يؤكد في روعه مسألة: كيف تصلح صلاة من عصى الله!
2- إن السيئة لا تذهب الحسنة، بل العكس هو المشار إليه في القرآن في قول الله تعالى :"إن الحسنات يذهبن السيئات" وعليه فلو صام رجل وما صلى يقبل صومه ويأثم على ترك الصلاة، فالأمران منفصلان.
3- أنصحك إذا دخلت في الصلاة ألا تستحضري الذنب بقدر ما تستحضري العفو من الله ومغفرته.
4- أختنا الكريمة لا تيأسي من روح الله ولا تبعدي عنه، فالصلاح كل الصلاح في الاقتراب والطاعة والتعبد والتوكل عليه.
قومي لله في الثلث الأخير، وقابلي ربك مقابلة من يريد الاطمئنان لديه، ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
أخيرا نحن في إسلام ويب سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك وأن يرزقك قلبا خاشعا مطمئنا.