استعملت إندرال لعلاج الخوف والرعشة، ولم يفدني!

0 497

السؤال

السلام عليكم.

يا دكتور: أعاني من خوف وخفقان ورعشة في اليد عندما أواجه أشخاصا غريبين عني، ومديري في العمل وأصحابي في العمل، والمناسبات، حتى صرت أتجنبها، مع أني استعملت أندرال فترة معينة، لكن دون فائدة!

إضافة: يا دكتور استعملت أندرال للرهاب الاجتماعي، لكن لم يفدني، مع أني أعاني من خوف وخفقان وتلعثم في الكلام، ورعشة في اليدين، عندما أواجه مديري في العمل أو أصحابي أو المناسبات، مع أنها معي أكثر من خمس سنوات، فهل لها علاج في أسرع وقت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا يعتبر الإندرال علاجا فاعلا للرهاب الاجتماعي إذا تم استعماله وحده، فالإندرال قد يساعد في تقليل الأعراض الفسيولوجية مثل الرعشة والخفقان، وذلك من خلال التحكم في مادة تسمى بمادة الأدرنالين، وهي التي يؤدي زيادة إفرازها في هذه الأعراض الفسيولوجية، لكن الخوف والقلق ذاته سوف يظل موجودا، لأن الخوف والقلق مرتبط بمادة أخرى في الدماغ تسمى بالسيروتونين، ليس للإندرال أي دور في التحكم فيها، لذا لابد من أن يتم استعمال الأدوية الأصلية والمعروفة بأنها تقتلع الخوف والرهاب، ومنها عقار (زيروكسات) وكذلك عقار (لسترال).

أخي الكريم: يمكنك أن تبدأ في تناول الزيروكسات بجرعة نصف حبة - أي عشرة مليجرام - تناولها يوميا بعد الأكل، يمكن أن تتناولها ليلا، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبة ونصف يوميا - أي ثلاثين مليجراما - استمر عليها لمدة شهر آخر، اجعلها حبتين في اليوم - أي أربعين مليجراما - وهذه هي الجرعة العلاجية والتي يجب أن تستعملها بانتظام ولمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة ونصف لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم نصف حبة لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للإندرال فيمكن أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتناوله عند اللزوم.

بجانب العلاج الدوائي لابد أخي الكريم أن تصحح مفاهيمك عن هذا القلق، فهذا الخوف الاجتماعي ليس ضعفا في شخصيتك، هو نوع من التجربة والخبرة السلبية التي اكتسبها الإنسان، وذلك نسبة لمفاهيم خاطئة، فهؤلاء الذين تقابلهم من رؤساء ومن مدراء مهما كان وضعهم ووظيفتهم هم بشر مثلك، ينامون، يأكلون، يذهبون إلى بيت الخلاء، يمرضون، ويموتون.

أخي الكريم: يجب أن ننزل البشر إلى آدميتهم وإنسانيتهم، نحن لا نقلل من شأن الناس ولا ندعو لذلك، بل يجب أن يقدر الناس بعضهم البعض، لكن يجب أن لا تكون هذه الهالة التي تجعل شيئا من الضبابية في شعور الإنسان الداخلي، مما يؤدي إلى الخوف و الرهاب، هذا أمر مهم جدا.

أخي الفاضل: لابد أن تطور من مهاراتك الاجتماعية، دائما ابدأ أنت بالسلام، وإذا سلم عليك أحد رد عليه السلام بأحسن منها، وعليك أخي الكريم أن تنظر إلى الناس في وجوههم دون تحديق، وعليك أيضا أن تكون بشوشا، وأن تسمي الله تعالى في بداية الكلام، وعليك أن تدرب على تمارين الاسترخاء فهي مفيدة جدا، ولتعلم هذه التمارين يمكنك أن تتحصل على كتيب أو شريط من أحد المكتبات.

أخي الكريم: دائما كن في صلاة الجماعة في الصف الأول، مع الخشوع والتركيز في الصلاة، وعليك أن تحضر حلقات التلاوة، ويا حبذا لو انضممت لأي عمل خيري كجمعيات البر والإحسان، تواصل مع الأهل والأرحام، وهنالك مجال كبير للإنسان بأن يكسب الثواب والحسنات، ويعالج رهابه في نفس الوقت.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).

جزاك الله خيرا، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات