لدي أفكار ووساوس، ما العلاج؟

0 391

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركته

أشكركم جزيل الشكر على موقعكم الأكثر من رائع، وبارك الله فيكم، مشكلتي هي عبارة عن أفكار في داخلي، دائما تقنعني بأنني منزعجة وأنني لا أستطيع التنفس، لدرجة أنها تسبب لي عراكا داخليا، لدرجة أنني أفكر بالذهاب للطبيب، ومن بعد هذه الأفكار تأتيني نبضات سرعة لدرجة أنني أحس بالنبضات في جميع أنحاء جسدي.

كل ما كنت جالسه وسعيدة تأتيني هذه الأفكار لتعكر علي جلستي! أشعر أن هناك حملا في صدري، وأنني حبيسة هذه الأفكار، ولست سعيدة، ودائما أصبحت متشائمة وأوسوس أنني سوف أمرض مرضا خطيرا، ويبعدني عن أولادي.

مع العلم أنني أم لثلاثة أطفال، عمر أصغر طفل (4) شهور، لا أدري ماذا أفعل؟ وعندما وجدت موقعكم وجدت الأمل.

علما أنني حاليا مرضع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

قد وصفت حالتك بصورة جيدة جدا، وأنا أقول لك إنها -إن شاء الله- حالة بسيطة، وتعرف بحالة قلق المخاوف الوسواسي، فهنالك قلق وهنالك مخاوف وهنالك وساوس، وكلها متداخلة مع بعضها البعض، وتمثل تشخيصا واحدا، وليست حالات متعددة، وهي تعتبر من الحالات العصابية أو الظواهر العصابية، ولا نعتبرها مرضا نفسيا حقيقيا، فأرجو أن تطمئني تماما أيتها الفاضلة الكريمة، وتوجد أدوية فعالة جدا لعلاج مثل حالتك هذه.

أنت الآن لديك طفل عمره أربعة أشهر، وبعض الدراسات تشير أن الاكتئاب والقلق والمخاوف والوساوس قد تأتي في مرحلة النفاس، ومرحلة النفاس نعتبرها في الطب النفسي حتى ستة أشهر، ليست أربعين يوما كما هو شائع.

في هذه الفترة ربما يحدث عكر للمزاج، وربما يكون هنالك قلق وتوتر لدى بعض النساء، أنا لا أحتم ولا أؤكد أن ذلك قد يكون سببا، لكني فقط ذكرت ذلك من الناحية العلمية لإثبات بعض الروابط الهامة.

حالتك تستجيب للأدوية، كما ذكرت لك، ومن أفضل هذه الأدوية العقار الذي يعرف تجاريا باسم (لسترال) ويعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت) واسمه العلمي (سيرترالين)، وهنالك دواء آخر يعرف باسم (زيروكسات)، ودواء ثالث يعرف باسم (سبرالكس) كلها أدوية ممتازة وفعالة جدا، ربما يكون الزولفت هو الذي نطلب منك أن تتناوليه، فهو دواء جيد وسليم، لكن بالنسبة لإرضاع الطفل ربما تكون هنالك إشكالية مع جميع هذه الأدوية.

إن أردت فطام الطفل هذا سيكون أمرا أفضل وجيدا، وإن صعب عليك هذا أقول لك لا تعطي الطفل الحليب الذي يتكون خلال الثماني ساعات التي تعقب تناول الحبة، أي إذا تناولت الحبة مثلا الساعة التاسعة مساء احسبي الزمن ولفترة ثمان ساعات، لا تعطي الطفل هذا الحليب، ويجب أن يتم سحبه من الثدي، وبعد ذلك يمكن إرضاع الطفل من الحليب الذي يتكون بعد ذلك.

الجرعة المطلوبة من الزولفت (لسترال) في حالتك هي جرعة صغيرة من هذا الدواء، والحبة تحتوي على خمسين مليجراما.

تناولي نصفها لمدة عشرة ليال، ويفضل تناوله بعد الأكل، وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة يوميا، استمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا بالنسبة للعلاج الدوائي، وغالبا يبدأ التحسن ثلاثة إلى أربعة أسابيع بعد بداية العلاج.

الآليات العلاجية الأخرى تتمثل في أن تكوني إيجابية في تفكيرك، وأن تطردي الفكر السلبي، والفكر الوسواسي، يجب أن لا تعطيه أي اهتمام، عليك أيضا أن تشغلي نفسك وتديري وقتك بصورة إيجابية، وجيدة ومنتجة، ولا تدعي للفراغ أي مجال.

ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب المرأة المسلمة أيضا سوف تكون جيدة بالنسبة لك.

هنالك أيضا تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، نحن نوصي بها في مثل هذه الحالات.

خاصة أنك وصفت وصفا جميلا جدا، حين ذكرت أنك تشعرين كأن هنالك حملا في صدرك، هذا دليل قوي جدا على وجود الانقباضات العضلية التي تعطي هذا الشعور، وبعض الناس يشعرون بنوع من الغصة في الحلق، هذا أيضا ناتج من التوترات العضلية.

تناول الدواء مع تمارين الاسترخاء سوف يكون مفيدا جدا بالنسبة لك.

هنالك تمارين استرخاء بسيطة جدا يمكنك أن تتدربي عليها في البيت، ومن هذه التمارين تمارين التنفس المتدرج، ولتطبيقها: اجلسي على كرسي مريح، أو اضطجعي على السرير، أغمضي عينيك، افتحي فمك قليلا، بعد ذلك خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، وهذا هو الشهيق، أمسكي الهواء قليلا في صدرك، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب إخراجه أيضا بقوة وبشدة.

كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وبعد ذلك يمكن ممارسته عند اللزوم.

هذا هو الذي أوضحه لك، وأكرر لك مرة أخرى أن الحالة بسيطة، وإن شاء الله تعالى باتباعك للآليات العلاجية التي ذكرناها سوف يتم شفاؤك تماما بإذن الله تعالى، خاصة أنه لديك إيجابيات كثيرة جدا في حياتك، والحالة في أصلها حالة بسيطة أيضا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات