السؤال
السلام عليكم ورحمه الله ...
يعطيكم العافية على هذا الموقع الرائع.
أول شيء أنا محتارة في موضوع.
قبل أشهر قليلة تعرفت على شاب بالمسانجر، وأحسست أن فيه خيرا كثيرا.. المهم جلسنا نتكلم كثيرا وكلامنا الحمد لله نظيف، المهم بعد فترة أعجب بي كثيرا وقال أنه يريد أن يتقدم لخطبتي، لأنه وجد لدي الموصفات التي يتمناها في زوجته.
لا أدري ماذا أفعل؟ هل أقول له تعال للبيت واخطبني؟ مع العلم أنه شاب ما شاء الله محترم أو الظاهر لي أنه محترم وابن ناس، ممكن تعطوني الطرق التي تجعلني أعرف إذا كان جاد ويقدر مسؤلية الزواج أو أنه يلعب، وأنا والله ما كلمته إلا بنية أن أجد الرجل الذي يسعدني وأسعده. وآسفة على الإطالة وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الامل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك أيتها البنت العزيزة في استشارات إسلام ويب. ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.
نحن نقدر أيتها البنت الغالية ما تشعرين به من الحاجة إلى البحث عن الزوج الصالح المناسب، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير، ولكننا في الوقت ذاته نتخوف عليك أشد الخوف من الاستمرار في هذا الطريق الذي سلكته في البحث عن الزوج المناسب، فليس هو الطريق الصائب بلا شك، ووصيتنا لك أن تكوني مع الله سبحانه وتعالى متوكلة عليه ساعية فيما يرضيه، وهو جل شأن سيقدر لك ما تتمنينه، فإنه سبحانه وتعالى وعد ووعده لا يتخلف، فقال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
فاتق الله وسيسوق الله عز وجل لك الرزق الحسن الذي تتمنينه. واحفظي الله عز وجل يحفظك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه وهو من أحب الناس إليه: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك).
هذه الوصايا العظيمة أيتها البنت الكريمة هي الوصايا التي نأمل أن تعضي عليها بنواجذك وتتيقني جازمة أن الأرزاق كلها بيد الله وأن الله عز وجل جعل طاعته سببا لرزقه، كما جعل المعصية سببا للحرمان من الرزق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) ومن ثم فنحن ندعوك إلى قطع هذا التواصل مع الشاب، فإن هذه الوسيلة مع ما فيها من المخالفات الشرعية إذ فيها تتحدث الفتاة إلى رجل أجنبي عنها بحديث لا شك ولا ريب أنه متضمن لكثير من الخضوع والكلام اللين الذي نهى الله عز وجل المرأة أن تحدث به الرجل الأجنبي، حتى حرم كثير من العلماء على المرأة الأجنبية أن تبدأ بالسلام لرجل أجنبي، فكيف ما هو فوق السلام، وكل هذا يقصد من وراءه الشرع إلى سد أبواب الفتنة وقطع ذرائع الفساد.
وهذه الوسائل أيتها البنت الغالية نعرفها جيدا، ونعرف من يعبث من خلالها بالفتيات البريئات مثلك، فينصبون لها الشباك ويظهرون بصورة المتدين الناسك، وربما يظهر عفافه وامتناعه حتى من مجرد لقاءها أو رؤيتها في أول الطريق حتى تثق فيه وتصدق ما يطرحه، فتغتر بعد ذلك لما يدعوها إليه، فكل ذلك من حبائل الشيطان ومكر الماكرين، فنحن نحذرك أشد التحذير من الاستمرار في هذا الطريق.
واحذري أن تقعي فريسة سهلة لهذا الشاب أو لغيره، واحذري أن يظفر منك بشيء يستعمله بعد ذلك للضغط عليك، فتوبي إلى الله عز وجل واقطعي هذا النوع من التواصل، وإذا كان جادا في رغبته بخطبتك فإنه يمكنه أن يتواصل مع أحد محارمك إذا كنت واثقة من أنه يريد ذلك، فبإمكانك أن تشيري على بعض إخوانك فتعطينه معلومات هذا الشاب بريده أو نحو ذلك ليتواصل معه هو إذا كان يريد الزواج حقا، وسيتبين حينها ما إذا كان عابثا أو كان جادا.
لكننا نحذرك ثانية من الاستمرار في هذا الطريق، فإنه محفوف بالخطر، وربما تندمين حين لا ينفع الندم، مع ما فيه أيضا من معصية لله سبحانه وتعالى ومعصية الله سبحانه وتعالى سبب كفيل للحرمان كما قدمنا لك، فسارعي بالتوبة والرجوع عن هذا، وأكثري من الاستغفار، وأحسني علاقتك بالله، وأحسني ظنك بالله وتوجهي إليه بصدق واضطرار، واسأليه في أوقات الأحرى بالإجابة كالدعاء حال السجود والدعاء في الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وهو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون... نسأل الله سبحانه وتعالى لك التوفيق والنجاح وأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
والله الموفق