السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا صاحبة الاستشارة (2114222) لقد أجهضت يوم الخميس -ولله الحمد- لأن كيس الجنين موجود, والجنين صغر حجمه جدا, وقرر الطبيب الإجهاض وهذه المحاولة التاسعة من أطفال الأنابيب, ولقد تعبت جدا.
الطبيب أبلغني أنه يمكني إجراء العملية الشهر القادم بإذن الله لأن وضعي جيد, فما رأيكم؟ هل يمكنني إعادتها حسب قوله؟
بارك الله فيكم على الرد, وبماذا تنصحوني قبل إجرائها؟
وما المطلوب عمله من جهة التحاليل أو الأكل أو غير ذلك؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء ح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الإجهاض هو تجربة صعبة بدون شك, وأتفهم مشاعرك ومعاناتك, وبالتأكيد إن هذه المعاناة تزداد عندما يكون الحمل بعد طول انتظار, ولا يسعني إلا أن أشد على يدك وأقول لك اصبري واحتسبي, ولا تيأسي, فالأجر سيكون على قدر المشقة بإذن الله تعالى.
وإن كانت ظروفك تسمح, فلا تترددي في تكرار المحاولة خاصة إن كنت متأكدة من أنك تتعاملين مع مركز إخصاب جيد, وذي سمعة طيبة.
ولا مانع من تكرار التجربة الآن, ولكن الأفضل لو تم الانتظار مدة تتراوح بين الشهرين إلى الثلاثة أشهر بعد الإجهاض حتى يتم خلالها التأكد من أن كل التغيرات الهرمونية التي حدثت في الحمل السابق قد زالت تماما وأصبحت في الحدود الطبيعية, وأهمها هرمون الحليب, لذلك يفضل أن تقومي بهذا التحليل قبل البدء بالعملية للتأكد من عدم وجود ارتفاع فيه على أثر الحمل السابق.
ويفضل أن تبدئي أيضا من الآن بتناول حبوب (الفوليك آسيد) حبة في اليوم والاستمرار عليها, وفي حال حدوث الحمل من جديد - بإذن الله - فيفضل أن تبدئي بحبوب الأسبرين عيار 80 ملغ فور تشخيص الحمل كمحاولة قد تفيد بإذن الله في تحسين التعشيش.
وعليك بالتغذية الجيدة المتوازنة, والابتعاد عن كل ما يعتقد بأن له تأثيرا سلبيا على الحمل, ومثال ذلك المواد الكيميائية المختلفة كتلك الموجودة في الهواء الملوث والأدخنة والغبار, والمنظفات المنزلية, وملطفات الجو, والمواد الحافظة التي توجد في الأطعمة وغير ذلك, وعليك بالإكثار من شرب السوائل المفيدة والماء عند حدوث الحمل لتسهيل ضخ الدم للرحم.
وبالطبع فإن عليك أخذ المثبتات بجرعات مناسبة بعد عملية إرجاع الأجنة، مع قسط كبير من الراحة والنوم، والابتعاد عن التوتر, وبالتأكيد فإن كل ما سبق ما هو إلا من قبيل الأخذ بالأسباب, ويبقى التوكل على الله فهو خير الحافظين.
نسأل الله عز وجل أن يعوض صبرك بكل خير, وأن يجعله في ميزان حسناتك.