أعاني من ضعف في الذاكرة ولا أستوعب بسرعة، فما العلاج؟

0 478

السؤال

السلام عليكم..

أنا أعاني من ضعف في الذاكــرة، لــدرجة أنني أنسى أسماء بعض الأشخاص الذين أعرفهم! ولا أستوعب الكلام بسـرعة، وقلت ثقتي بنفسي.

بدأ هذا المرض وأنا في سن الـ 16 تقريبا، وإلى الآن لم أجد الدواء، وقبل أن أصاب بهذا المرض كنــت ذكــيا وواثقا بنفسي، حتى أنني أكون علاقة مع أي شخص لا أعرفه خلال خمس دقائق، وكانت ذاكــرتي قــوية جدا، لدرجة أن أي شيء أراه أو يحدثني به شخص لا أنساه وأتذكره بسرعة، وكنت متفوقا في حياتي العملية والاجتماعية، أما الآن فقد تغيرت حياتي 360 درجـة.

وهذا المرض سبب لي العديد من المشـاكل الاجتماعية والنفسية والعائلية أيضا، ولا أعــلم ما هي الأسباب التي جعلتني هـكذا! لأنني مررت بمــشاكل مع أســرتي وأتاني المرض بعد هذه المشاكل، فهل يمكن أن تكون المشاكل هي السبب؟

لقد تدمرت فعلا، وأتمنى أن أفقد كل ما أملك كي أرجع كما كنت بالسابق، أتمنى أن تساعدوني بأسرع وقــت، وأنا جاهز لأي استفسارات أو أسئلة تخص مرضي لكي أجيب عليـها.

وفقنا الله وإيـاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأود أن أبدأ بأن أقول لك بأنه لا توجد لديك علة حقيقية في الذاكرة، وقد استنتجت ذلك من رسالتك التي تمت صياغتها بصورة ممتازة ومترابطة في محتواها، ومنسقة، وهذا دليل قاطع أنه ليس لديك علة حقيقية عضوية في ذاكرتك، إنما الذي تعاني منه هو تشتت في التركيز وضعف في الاستيعاب، وذلك نسبة لأن المعلومة حين تتلقاها لا يتم تسجيلها بصورة صحيحة، وذلك من خلال عمليات نفسية ودماغية معروفة.

من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى ضعف التركيز وتشتت الانتباه في عمرك هي القلق النفسي، وربما تكون هنالك أيضا بدايات اكتئاب نفسي.

القلق النفسي يشتت التركيز، يضعف مقدرات الإنسان عن الاستيعاب، لكنه لا يخل بالذاكرة في حد ذاتها.

والمشاكل والصعوبات الأسرية علاقتها بهذا التشتت في التركيز هو من خلال حدوث القلق أو درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي، وهذا نتج عنه ضعف الذاكرة أو التركيز بالأحرى كما أوضحنا لك مسبقا.

فقدان الثقة بالنفس هو نتاج طبيعي لضعف الاستيعاب وقلة الإنتاجية والإنجاز.

العلاج يتمثل في الآتي:
أولا: لا توجد أي مؤشرات تدل على أنك تعاني من أي اضطراب عضوي، لكن يفضل أن تقوم ببعض الفحوصات المخبرية البسيطة، وهذه تشمل التأكد من قوة الدم، ومستوى فيتامين (B12) وكذلك وظائف الغدة الدرقية.

هذه فحوصات بسيطة لكنها مهمة، لأن ضعف الدم أو نقص فيتامين (B12) أو اضطراب إفراز الغدة الدرقية خاصة إذا كان هنالك ضعف في الإفراز الهرموني هذا أيضا قد يؤدي إلى تشتت التركيز.

أنا لا أتوقع أن هذا هو الوضع بالنسبة لك، ولكن لمجرد التأكد وأن تكون المعلومات العلمية قوية ورصينة.

ثانيا: توزيع الوقت بصورة صحيحة، والوقت لابد أن يشمل الراحة، ممارسة الرياضة، القراءة والاطلاع، الترفيه عن النفس بما هو مباح ومشروع، التواصل الاجتماعي...

هذه أسس رئيسية تؤدي إلى الاستقرار النفسي، وحين يحدث الاستقرار النفسي تتم وبصورة آلية عمليات ترميم كثيرة في الآليات المرتبطة بالتركيز.

ثالثا: هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء وجد أنها جيدة جدا، فأرجو أن تطبقها، وللتعرف على هذه التمارين يمكنك تصفح أحد المواقع على الإنترنت.

رابعا: لابد أن تجعل لحياتك قيمة، فأنت الآن لا تدرس كما هو موضح في رسالتك، ولا تعمل، وهذا النوع من الخواء والفراغ وعدم الاستقرار يؤدي إلى نتائج سلبية كثيرة على النطاق النفسي والاجتماعي، العمل يشعر الإنسان بقيمته، يحسن من تركيزه، ويجعله ينظم وقته بصورة أفضل.

خامسا: انظر إلى الحياة نظرة إيجابية، ولا تبالغ في تقليل قيمتك الشخصية.

سادسا: عليك بالرفقة الطيبة الصالحة، واسع دائما لأن ترفع من مستواك المعرفي والثقافي.

سابعا: قراءة القرآن بتمعن وتدبر يحسن من الذاكرة لدى الإنسان.

أخيرا: أود أن أنصح لك بدواء يساعدك إن شاء الله في زوال القلق والتوتر، وسوف يحسن من مزاجك، وتلقائيا سوف تجد أن مستوى استيعابك قد تحسن.

الدواء يعرف تجاريا باسم (تفرانيل) واسمه العلمي هو (إمبرامين) ويتميز بأنه عقار جيد بالرغم من أنه قديم لكنه مفيد، تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها خمسين مليجراما، تناولها ليلا لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء، الدواء دواء سليم، فاعل وممتاز جدا.

أرجو أن تتبع الإرشادات السابقة وتتناول الدواء بالصورة المطلوبة، ولابد أن يكون هنالك التزام قاطع بتناول الجرعة وللمدة المقررة.

العلاج النفسي والعلاج الدوائي يجب أن تأخذه كرزمة واحدة، فكلاهما مكمل للآخر.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات