أعاني من فقدان الشهية للأكل، ووسواس نحافة.

0 520

السؤال

السلام عليكم..

عزيزي المستشار، لا أدري كيف ابدأ لكن ابتدأت مشكلتي عندما فقدت شهيتي لفترة معينة ولا أدري ما السبب، ومن بعدها وأنا أشعر بجوع دائم ومن بعدها أصبح لدي وسواس نحافة فأنا أريد أن أنحف بأي طريقة كانت، مع العلم أن وزني أقل من الطبيعي 40-43 والطول 153 لكن كلما أرى نفسي بالمرآة أرى نفسي سمينة، وعندما أرى مثيلاتي اللاتي في عمري أرى نفسي سمينة بينهن، والداي يعاتبانني دائما على قلة أكلي فكل شيء قطعته من وجبات سريعة ومشروبات غازية والجنك فود والمقلي، أصبحت كل شيء أحسب له حساب، وأصبحت أعد السعرات الحرارية.

تخيل أنني بعدما كنت آكل 4 شرائح توست في الإفطار الآن قل أكلي إلى شريحة توست واحدة، وبعدها أشعر بجوع شديد ولا أرغب بالأكل مرة أخرى، لكن اضطر للأكل لأسد الجوع والألم الرهيب، أنا تعبت ومللت من كثرة التفكير بالأكل فقد أصبح شغلي الشاغل وأصبحت أكره العزائم وأكره الذهاب إلى بيوت الناس بسبب الخوف من الأكل، حتى الرياضة لا أستطيع ممارستها بسبب حالتي الصحية فقط المشي، لكن والداي غير مقتنعان برياضة المشي بسبب عدم حاجتي لها لأنني نحيفة، أنا لم أكن هكذا مع العلم أن وزني لم يتغير كثيرا بعد إصابتي بهذا الوسواس (ربما بمقدار 2 كيلو فقط) وكنت آكل كثيرا وكل شيء من وجبات سريعة ومشروبات غازية وكنت سعيدة، أما الآن فأنا أشعر أنني أتعس إنسانة على وجه الأرض بسبب الحرمان الذي أعيشه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن حالتك تستحق الكثير من الاهتمام، ذلك ليس لأنها حالة صعبة، لكن لأنها تشير في أغلب الظن أنك تعانين مما يعرف بـ (فقدان الشهية العصبي Anorexia Nervosa) وهي حالات تصيب الفتيات نشاهدها كثيرا في الدول الغربية، لكن بدأت أيضا تظهر في منطقتنا، وهنالك تفسيرات كثيرة لهذه الحالة - أي حالة فقدان الشهية العصابي أو العصبي - والدناميات الخاصة بها تشير أن النحافة أصبحت هي المظهر المرغوب وسط الفتيات، ولذا وبصورة لا شعورية ولا إرادية يحدث نوع من التفكير الوسواسي القهري، فتجد الفتاة منشغلة جدا بنحافة جسدها وتنظر إلى نفسها في المرآة عدة مرات وترى نفسها سمينة، وهذا ليس حقيقة الأمر، وهذا ينطبق عليك تماما. وبعض الفتيات أيضا يصبن بالرغبة المفرطة في ممارسة الرياضة، وذلك لمحاولة فقدان المزيد من الوزن، وبعض الحالات المعقدة والمعقدة جدا قد تلجأ الفتاة لاستعمال مدرات البول أو المسهلات، أو التقيؤ العمدي، هذه حالات معقدة، وأنت الحمد لله بعيدة عن ذلك، وأنا ذكرتها فقط من أجل المعرفة العلمية، وبالطبع لا أدعوك أبدا لمثل هذه الممارسات لأنها خطيرة.

التاريخ الطبيعي لفقدان الشهية العصبي هو وجود كدر وعسر في المزاج، وتبدأ الحالة غالبا بزيادة في الرغبة للطعام أو أن تكون هنالك سمنة في مرحلة الطفولة أو اليفاعة وقبل البلوغ. هذا هو التاريخ الطبيعي لمثل هذه الحالات، وأعتقد أن ذلك ينطبق عليك أيضا بصورة جزئية.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذه الحالة يمكن أن تعالج، لكن الوضع الأمثل هو أن تقابلي طبيب مختص، أحد الأطباء النفسانيين المختصين، وفي الكويت لديكم الدكتور (عادل الزائد) من الأطباء المتميزين، ويمكن أن يقدم لك مساعدة كبيرة.

هذه الحالات تعالج أولا: يجب أن تتفهمي أن الحالة هي نفسية قهرية لكنها تحت التحكم والإرادة، ومن المهم والضروري جدا أن تتناولي الطعام في شكل ثلاث وجبات، ولابد أن يحتوي على كل المكونات الغذائية الرئيسية، ولا تتناولي الطعام لوحدك، إنما تستصحبي معك الأسرة، هذا هو العلاج الرئيسي.

الأمر الثاني هو أن لا تنظري أبدا لشكلك في المرآة.

ثالثا: أن تكوني حذرة في موضوع الملابس ولا تلجئي إلى الملابس الضيقة أو الملابس الفضفاضة جدا، إنما تكون الملابس معقولة في حجمها.

رابعا: تجنب ممارسة التمارين الرياضية.

خامسا: من المهم جدا أن تضعي هدفا فيما يخص وزنك، وهذا الهدف هو أن يزداد الوزن بمعدل اثنين إلى ثلاثة كيلو في الشهر على الأقل.

النقطة الأخيرة هو أنه توجد أدوية فعالة جدا تساعد في علاج هذه الحالات، من هذه الأدوية الدواء الذي يعرف تجاريا باسم (بروزاك) واسمه العلمي هو (فلوكستين) الجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بجرعة كبسولة واحدة ليلا، تناوليها بعد الأكل، استمري عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها كبسولتين في اليوم، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اخفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى.
فعالية البروزاك تبدأ بعد شهرين من بداية العلاج، وهو دواء متميز في علاج حالات اضطراب الشهية العصابي، لكن من الضروري جدا أن تتبعي الإرشادات الأخرى، ويكون من الأفضل إذا تواصلت أيضا مع أحد الأطباء النفسانيين.

هذا ما أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات