وسواس الطهارة والصلاة أرهقني، فما المخرج؟

0 563

السؤال

أنا فتاة عمري 22سنة، أعاني من الوسواس القهري منذ سبع سنين في الطهارة والصلاة، أعيد الصلاة كثيرا، ولا أستطيع إكمالها من أول مرة، ولا بد من أن أقطع الصلاة، وأعيدها أكثر من مرة، وكذلك الوضوء أعيده أكثر من مرة، ممكن يصل ل20 مرة!

ذهبت لشيخ منذ أربعة أشهر وقال لي أن هذ سببه الحسد، ورقاني، تحسنت قليلا أول شهرين وتركت إعادة الصلاة، لكن بعدها رجعت مرة أخرى، ولا أستطيع ترك الشك والوسوسة، تعبت وكرهت حياتي كلها، ولا أعرف ماذا أعمل!؟

أرجو الرد سريعا لأني أشعر أن الله لا يقبل مني الصلاة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عذابي مع الوسواس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأولا: أريدك أن تعرفي وتستوعبي أن الوسواس القهري هو حالة من حالات القلق النفسي التي تستحوذ على الإنسان وهي تكون عبارة عن فكرة أو يقوم بأداء أفعال بصورة متكررة، بالرغم من قناعته التامة بسخفها، وطريقة العلاج هي واحدة، وهي أن تقاومي الوساوس، وأن تعرضي نفسك لمصدر وساوسك، لكن لا تستجيبي استجابة سلبية. فمثلا في موضوع الوضوء يجب أن يكون هناك عقد كامل للنية وعزم صارم أن لا تعيدي الوضوء، ويجب أن تختاري كمية محددة من الماء، ضعي ماء في إناء في إبريق أو ما شابه ذلك، ولا تستعملي ماء الصنبور أبدا، وكمية الماء يجب أن تكون محددة، وتخيلي أن هذا هو الماء الوحيد المتاح لك. اعقدي النية، واغسلي يديك، وقولي لنفسك (أنا الآن قمت بغسل يدي) ثم المضمضة ثم الاستنشاق وهكذا، أي اعقدي النية على الفعل ثم أديه الفعل، وذكري نفسك أنك قد قمت بهذه الخطوات. هذا مهم جدا وسوف تجدي إن شاء الله تعالى أنه لن يصيبك أي نوع من التردد أو التكرار بالنسبة للوضوء.

بالطبع هذا الأمر يتطلب منك الصبر والمثابرة. والعلماء أجمعوا أن الذي يقاوم اثنا عشر مرة متواصلة سوف يتخلص من وساوسه تماما.

هذا الأمر أيضا ينطبق على الصلاة، فالصلاة في حالة الوسواس تتطلب التركيز والإصرار على عدم الإعادة، حتى الإصرار على عدم سجود السهو، وقد أفاد وأفاض الكثير من العلماء في هذا الأمر، واعتبروا أن هذه الوساوس يمكن أن ترد بهذه الطريقة، أما الذي يبدأ ويكرر ويعيد فلا شك أن الوساوس سوف تتأصل لديه.

الجزء الأخير في العلاج هو العلاج الدوائي، وأود أن أبشرك أنه بفضل من الله تعالى توجد الآن أدوية ممتازة جدا تزيل هذه الوساوس، والحكمة في فعالية الدواء هو أنه قد أثبت وبما لا يدع مجالا للشك أن الوسواس فيه جانب كيميائي يتعلق بمواد معينة في الدماغ تسمى بالمرسلات العصبية، هذه المواد يحصل اضطراب في إفرازها، وأهم مادة تضطرب مادة تعرف باسم (سيروتونين)، لذا هنالك أدوية تضع هذه المادة في مساراتها الصحيحة.

من أفضل هذه الأدوية دواء يعرف تجاريا في مصر باسم (فلوزاك) واسمه الآخر تجاريا هو (فلوزاك) ويعرف علميا باسم (فلوكستين) أرجو أن تتحصلي عليه وتبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، تناوليها بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفعيها إلى كبسولتين في اليوم، استمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء.

يتميز الفلوزاك بسلامته وفعاليته القوية جدا، وسوف يزيل عنك القلق والتوتر، ويحسن مزاجك، ويضعف لديك الوساوس بصورة قوية جدا، مما يجعلك تطبقي الإرشادات السلوكية السابقة التي ذكرناها لك بسهولة ويسر إن شاء الله تعالى.

فعالية الفلوزاك تبدأ بعد ستة أسابيع، لذا يجب أن تلتزمي بكل دقة وصرامة في تناول الجرعة حسب ما وصفت وللمدة المطلوبة، هذا هو الجانب الأساسي في العلاج، والجوانب الأخرى هو أن تستفيدي من وقتك وتديري الزمن بصورة جيدة، ويجب أن تكون لك أنشطة مختلفة، مثل الأنشطة الرياضية، والفعاليات الثقافية، واحرصي على العبادة، وتلاوة القرآن، وزيارة الأرحام، ولا تدعي أي مجال للفراغ والزمن؛ لأن الشيطان يتسرب من خلاله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات