السؤال
تعرضت منذ أكثر من ستة أشهر لآلام في الرقبة مع دوخة قوية في الرأس وصداع مستمر، ولقد حدث لي هذا بعد مشاكل اجتماعية كثيرة توالت علي، أي بمعنى مجهود عصبي، فأصبحت أتوتر لأتفه الأسباب، وأشعر بالآلام الشديدة في جسمي بكامله، وأحيانا أشعر بضيق شديد يتبعه تشنج في جسمي بكامله، وأبدأ أصرخ بدون أي مقدمات، أعرف أنني عانيت من أيام عصيبة ولكنني لم أعد أستطيع أن أتحكم في أعصابي، مع ملاحظة أنني عملت صورة رنين مغناطيسي لرقبتي، وقالوا لي: لديك ضغط على العصب في الفقرة 5 و 6 وهو ليس شيء جدي، مجرد حقن لفيتامين ب12 فقط، فهل لكل ما أشعر به بالإضافة إلى التنميل في كل جسمي علاقة بآلام الرقبة؟
أشكركم على الاهتمام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فالعلاقة بين الجسم والنفس هي علاقة معروفة، وكل ما يؤثر على النفس يؤثر على الجسم، وكل ما يؤثر على الجسد يؤثر على النفس.
الانقباضات العضلية التي تنتج من التوتر من الأسباب الشائعة جدا للآلام الجسدية، خاصة في منطقة الرأس وكذلك الرقبة وأسفل الظهر.
الآلام بدأت لديك كآلام نفسوجسدية، أي أن الجانب النفسي موجود وكذلك الجانب العضوي موجود، والضغط على العصب ما بين الفقرة الخامسة والسادسة يساهم بدرجة كبيرة في آلام الرقبة التي تعانين منها، لكن العصبية والتوتر والقلق هي المحرك الرئيسي لهذه الآلام، وإن وجد السبب العضوي البسيط.
نصيحتي لك هي أولا: أن تذهبي لأخصائي العلاج الطبيعي ليعطيك بعض الإرشادات الخاصة بالرقبة، وكذلك بعض العلاجات كالدلك الكهربائي العميق، هذا يساعد كثيرا في علاج هذه الآلام، وسيكون أيضا من المفيد لك أن تنامي بصورة صحية، تجنبي المساند والوسائد العالية.
فيما يخص الجانب النفسي: الابتعاد عن العصبية والتوتر يكون من خلال التفريغ النفسي، والتفريغ النفسي يصل الإنسان إليه بأن يعبر الإنسان عن نفسه وأن لا يكتم حتى لا يحتقن داخليا. إذن التعبير عما بداخل النفس أولا بأول سوف يساعدك كثيرا.
التفكير الإيجابي أيضا من الأسس المهمة جدا، وكذا ممارسة الرياضة مثل رياضة المشي فهي سوف تساعدك كثيرا.
بالنسبة للعلاج الدوائي ففيتامين (ب 12) جيد، لكن يفضل أن يضاف إليه أيضا فيتامين (ب 1) وفيتامين (ب 6)، وغالبا تكون هذه الحقن موجودة في مكون واحد.
هنالك دواء يعرف باسم (لاريكا)، وهنالك دواء آخر يعرف باسم (نيورانتين)، يعرف أنها علاجات فاعلة جدا لعلاج الحالات التي منشأها منشئا عصبيا.
فإذا لم تتحسني يحتاج الأمر منك بأن تراجعي الطبيب مرة أخرى وتناقشيه حول الأدوية التي ذكرناها.
اجعلي حياتك حياة متفائلة وإيجابية، واهتمي بأسرتك وحاولي أن تستفيدي من الوقت بصورة إيجابية.
الصلاة وتلاوة القرآن والدعاء والذكر تعتبر من الأمور أساسية للراحة النفسية والشعور بالطمأنينة والأمان، فكوني حريصة على ذلك.
أختم رسالتي بأن أقول بأن ما تشعرين به وكذلك التنميل في كل الجسم له علاقة بحالتك النفسية في المقام الأول، وآلام الرقبة فيها الجزء النفسي واضح جدا وكذلك الجزء العضوي وإن كان أقل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.