السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم وأشكر د/ محمد عبد العليم على الاستشارة وجزاكم الله خيرا.
بالنسبة للعلاج الذي وصفته لي حبة فافرين 100 جرام وسركويل 25 جرام، وحالتي هي وسوسة عن نفسي، سواء بالكلام أو المشي أو الطريقة، وخاصة إذا راقبت نفسي التوتر يزيد، أما إذا تناسيت الموضوع ولم أراقب يخف نوعا ما التوتر، والتفكير عن كل المواقف التي مررت بها، واسترجاع كلامي يعني حالتي قلق، وإحباط العلاج الذي وصفته لي، وسبب لي مشاكل من الناحية الجنسية، علما بأن عندي نقصا في هرمون الذكورة وأخذ هرمون النبيذ، وكل ثلاثة أشهر، وبالتالي أخذت العلاج يومين وتركته.
الآن لي أسبوع، لا آخذ العلاج الذي وصفته لي، وعندي ثلاثة أسئلة، وهي كالتالي:
1- هل أستطيع أن أقضي على الوسوسة والقلق بدون علاج دوائي؟ وما السلوك العلاجي الذي أقوم به؟
2- وهل يوجد علاج نفسي لا يؤثر على الجنس ممكن آخذه؟
3- قبل سنوات كنت أرتاح لعلاج الموتفال، ولكنه غير موجود عندنا الآن، فهل يوجد بديل له وينفع لحالتي؟
أتمنى لكم كل خير وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حيران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالشق السلوكي في العلاج مهم، لكن قد لا يكون كافيا، مدارس الطب النفسي كثيرة، فهنالك من يتحيز بصورة واضحة للمنهج السلوكي فقط، وهنالك من يتحيز بصورة أكثر وضوحا للأدوية فقط.
لكن أعتقد أن الأفضل هو المنهج الوسطي التوفيقي، بمعنى أن التطبيقات السلوكية مهمة، والعلاجات الدوائية أيضا مهمة وبنفس المستوى، العلاج السلوكي مبادئه واضحة جدا.
أولا: الإنسان يفهم طبيعة حالته، والوسوسة معروفة أنها نوع من القلق وليس أكثر من ذلك، هي مزعجة ولكنها ليست خطيرة، هذا مهم.
ثانيا: يجب أن لا يطاوع الإنسان نفسه فيما يخص وساوسه، دائما ينتهج الطريق المضاد للوسوسة، ويعتمد على المواجهة والإكثار من المواجهة وتحقير فكرة الوساوس وتجاهلها.
ثالثا: التفكير الإيجابي في كل ما يشمل حياتك، ليس فقط حول هذه الوسوسة والقلق، ولكن النظرة الإيجابية حقيقة فيها تأكيد للذات، حين تسيطر علينا أعراض نفسية سلبية، كثيرا ما ننسى إيجابياتنا الكثيرة، والإنسان لابد أن يوجه طاقاته في هذا الخصوص.
نحن لا نقول في ذلك نوع من تزكية النفس بصورة سلبية، لا، الأمر هو أن أعرف إيجابياتي، وأن لا أحقر ذاتي، وبعد ذلك أفهم طبيعة ذاتي ومصادر قوتي وضعفي، وأسعى لتطوير الذات من خلال هذا المنهج، فاسلك هذا الطريق، هذا أمر جيد.
الكثير من الناس لا يقتنع أو لا يعرف أن إدارة الوقت بصورة صحيحة وممارسة الرياضة، وممارسة تمارين الاسترخاء هي أمور سلوكية، رئيسية جدا.
الناس لا تحب أن تطبق ما يتطلب جهدا كالرياضة كتمارين الاسترخاء، هذه مهمة وضرورية جدا.
التفاعلات الاجتماعية مثل الرياضة الجماعية، حضور محاضرات وتلاوة القرآن، الصلاة في الصف الأول، فيها خير كثير للإنسان حتى من الناحية السلوكية والناحية النفسية.
أخي الكريم: هذه هي مبادئ العلوم السلوكية، والتي أرجو أن تكون حريصا على تطبيقها وتنفيذها، وبالمناسبة هذه الرزمة العلاجية متكاملة، فالعلاج مثل سلة الفواكه لا يمكن أن أشتري جزءا منها، وأترك الباقي، يجب أن آخذها متكاملة.
التأثيرات النفسية السلبية الناشئة من الأدوية، لا أحد يستطيع أن ينكرها، لكن سددوا وقاربوا، هذه الآثار السلبية حين تقاس بالمنافع الإيجابية نجد أن المنافع الإيجابية كثيرة وكثيرة جدا، والسلبيات لا تعني أي شيء بالنسبة لها.
الفافرين ليس له تأثير سلبي على الأداء الجنسي، هذا ليس صحيحا، هو من أفضل الأدوية في هذه المجموعة، وذلك مقارنة مع أدوية أخرى مثل البروزاك، والزولفت والسبرالكس، فالفافرين نجد أنه هو الأفضل وهو الأسلم، وليس له تأثير سلبي على الأداء الجنسي.
الإشكالية حول التأثيرات الجنسية، تأتي أن لدى الأخوة الذين لديهم مخاوف مسبقة، لديهم معلومات مغلوطة، ويعرف تماما أن المعاشرة الزوجية تتطلب أن يكون الإنسان على سليقته وعلى غريزته، والخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل.
أخي الكريم: الرابط العلمي غير موجود فيما يتعلق بالضعف الجنسي والفافرين.
هنالك دواء يعرف تجاريا باسم (وليبوترين) واسمه العلمي (ببربيون)، هذا الدواء يقال أنه يحسن الأداء الجنسي، لكن هذا الدواء غير متوفر أعتقد في المملكة العربية السعودية، هو موجود في مصر، وفوق ذلك لا أراه علاجا ناجحا للوساوس.
نعم هو يخفف القلق ويعالج الاكتئاب، ومن ثم تكون له تأثيرات إيجابية على الأداء الجنسي.
الموتيفال غير متوفر - أتفق معك - في كثير من الدول، لكنه موجود في مصر، وإذا كان لديك صديق أو أحد هنالك يمكن أن يرسله لك، وهو دواء رخيص من الناحية التكلفة المادية.
البديل المتوفر الآن في المملكة العربية السعودية هو عقار (فلوناكسول) زائد العلاج العشبي والذي يعرف بـ (عشبة القديس جون) أو (عشبة عصبة القلب) أعتقد أن هذه سوف تكون بدائل جيدة بالنسبة لك.
الفلوناكسول يمكن أن تتناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها في الصباح لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناولها.
أما بالنسبة العشبة عصبة القلب فيوجد تركيز خمسمائة مليجرام وتركيز ثلاثمائة مليجرام، تركيز الخمسمائة مليجرام هو الأفضل، يمكن أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة يوميا لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا وحبة مساء لمدة ستة أشهر، ثم حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناولها.
أسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، وأن يشفيك ويعافيك، وبارك الله فيك، وبالله التوفيق والسداد.