أعاني من الخوف والنظرة السوداوية... فما العلاج؟

0 492

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحقيقة أنا عندي مشاكل كثيرة، منها أني دائما أكلم نفسي، يعني أجلس بالغرفة لحالي، وأتكلم مع نفسي، وأتخيل وجود أشخاص أعرفهم وأنا أتكلم معهم.

المشكلة هذه تضايقني كثيرا، أنا كثير السرحان، وأحيانا أتخيل أني غني، وأحيانا أني متزوج، وأحس نفسي ضعيف الشخصية وجبان.

أنا حساس وحساسيتي أثرت علي اجتماعيا، أعاني من التفكير السلبي وضعف الشخصية بسبب التربية العنيفة، منذ الصغر على يد والدي، والضرب المبرح، وعدم إبداء الرأي في أي شيء، والنظرات الحادة، والشك في كل أفعالي، والإهانات أمام الغير والإخوة الصغار والأهل.

أنا أخشى أن أقول شيئا أمام مجموعة زملاء، خشية من أن يسخروا مني أني لست اجتماعيا، لا أعرف كيف أتعامل مع الناس، ودائما وحيد، وعندي هم وضيق.

لا أحب أقابل الناس، أخاف ينتقدونني، ودائما أشعر بالخوف وعدم الأمان، والله فكرت بالانتحار، ودائما عصبي جدا، وأخاف جدا بدون سبب! وتفكير في المستقبل، وهواجس بحدوث البلاء وعدم التركيز.

دائما شارد الذهن وأخاف، لا أقدر أدافع عن نفسي، والله تعبت من حياتي ودائما قلق، وليس عندي ثقة بنفسي، معدوم الثقة، كيف أبني ثقتي بنفسي واكتشف قدراتي؟

ساعدوني وأرجو وصف العلاج الدقيق والفعال.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حقيقة مشكلتك الأساسية هي التفكير السلبي، بمعنى أنك تنظر إلى الماضي والحاضر والمستقبل وإلى نفسك وإلى العالم حولك بصورة سلبية جدا.

أخي الكريم: هذه علتك الرئيسية، وأنا كمعالج حين أذكرك بهذا الأمر أعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيرا، لأنه من المفترض أن تبدأ وتغير أفكارك إلى أفكار إيجابية.

الماضي يا أخي مثلا مهما كان هو عبارة عن تجربة، وعن خبرة، ووالدك حتى وإن قسا عليك لا أعتقد أنه كان يريد بك شرا، هذا هو منهجه التربوي الذي رأى أنه سوف يصلحك ويجعلك أفضل منه، لكنه لم يوفق في ذلك.

أخي: هذه تجربة، وكثير من الناس عاشوا حياة رغدة، وتدليلا شديدا من جانب والديهم، ولكنهم لم ينجحوا في حياتهم.

أخي الكريم: هذا الجانب يجب أن لا يؤثر عليك، وهي عبارة عن تجربة، هذه التجربة يجب أن تجعلك تعيش الحاضر بقوة والمستقبل بأمل ورجاء، ولابد أن تنظر لنفسك بإيجابية.

أنت تقول إنك ليس لديك ثقة في نفسك وأنك ضعيف الشخصية؟ من الذي قال لك هذا يا أخي؟! هذا ليس صحيحا، هذا اعتقاد اعتقدته أنت، بل اسمح لي أن أقول لك إنك قد اتهمت نفسك باتهام ليس بالسهل.

أخي الكريم: أنت شاب، أنت مسلم، أنت تسمى محمد، أمامك فرص أن تجد عملا، أن تكون لك قيمة، أن تصلي في المسجد، أن تساعد الآخرين، أن تزور أرحامك، هذا هو أنت، لكن حين تفرض على نفسك هذا الفكر السلبي هذا ليس أمرا جيدا، فكن أيها الفاضل الكريم مجددا لفكرك وتعيش حياة إيجابية.

هنالك أشياء طيبة كثيرة يمكن أن تقوم بها تساعدك في تغيير فكرك، وما ذكرناه لك هو مجرد أمثلة.

أخي محمد: هذه الأفكار التي تأتيك من الكلام مع نفسك وبعض الهواجس والأفكار والأحلام، هذه تسمى بأحلام اليقظة، وهي نتيجة للقلق والتوتر الذي تعاني منه، كما أنك أعطيت الفراغ مجالا لكي يسيطر عليك.

أخي الكريم: لا بد أن تبحث عن عمل، لابد أن تقضي وقتك بصورة أفضل، لا بد أن تكون نافعا لنفسك وللآخرين، لا بد أن تمارس الرياضة، لا بد أن تنهض وأن ترفع همتك، هذا يا أخي الكريم يقلل هذه الهواجس بل يزيلها عنك تماما إن شاء الله تعالى.

بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك أبشر، نعم توجد أدوية فاعلة ممتازة، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها خيرا كثيرا.

إذا كانت إمكاناتك المالية تسمح فالدواء الأفضل بالنسبة لك هو العقار الذي يعرف تجاريا باسم (بروزاك) واسمه العلمي هو (فلوكستين) الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهرين، بعد ذلك ارفعها إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

هو من الأدوية الفاعلة الممتازة، المحسنة للمزاج، والتي تحسن الدافعية عندك إن شاء الله تعالى، وتزيل عنك أحلام اليقظة هذه.

إذا كانت إمكانياتك المالية لا تسمح فالدواء الذي لا يكلف كثيرا عقار يعرف تجاريا باسم (أنفرانيل) وهذا تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك ترفعها إلى خمسين مليجراما ليلا وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة ستة أشهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الأنفرانيل دواء جيد لدرجة كبيرة، لكنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل الشعور بالجفاف في الفم، وهذا دائما يكون في الأيام الأولى للعلاج، بعد ذلك يختفي تماما.

ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 ).

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وبارك الله فيك.

مواد ذات صلة

الاستشارات