منذ أن أستيقظ إلى أن أضع رأسي وأنا أفكر في النوم، فما الحل؟

0 541

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
آسف جدا على عرض أسئلتي من هذا الطريق، ولكنني مضطر جدا، والله أعلم بحالتي.

أنا رجل أبلغ من العمر 48 عاما، وأعاني من الوسواس القهري في النوم، أي أنني منذ أن أستيقظ من نومي إلى أن أضع رأسي على الوسادة وأنا أفكر في النوم، ذهبت للكثير من الأطباء وأخذت الكثير من الأدوية النفسية المنومة والمهدئات، ولازلت أتناولها لأنني لا أستطيع النوم إلا بها.

لي على هذه الحالة خمس سنوات، كما أنني تناولت عشبة الناردين
( الفالريان ) ولم أجد أي تحسن، وأنا الآن أتناول علاج باسم ميرتازابين (Mirtazapine) مع أنفرانيل.

وأريد أن أسأل بعض الأسئلة إذا سمحتم لي:

1- أحيانا وعندما أكون قلقا من أمر ما أتناول علاجي كالعادة ولكنني لا أستطيع النوم، فهل بإمكاني تناول جرعة ثانية بعد مرور ساعتين أم أنه خطر علي؟ لأنني أخاف من تناول الجرعة مرة أخرى وأظل على حالي إلى اليوم التالي، وبعد مرور 24 ساعة أتناول جرعة من الفاليوم أو الاتفان، فهل أنا على صواب أم لا؟

علما أنني أشعر طوال اليوم بالصداع وارتفاع في ضغط الدم.

2- أحيانا أتناول بعض الأدوية ولكن تظهر علي بعض الأعراض الجانبية مثل قلة الرغبة الجنسية ..إلخ، فأقوم بإبلاغ الطبيب بذلك فيقوم على الفور بتغيير العلاج، ويقول لي بكل بساطة جرب هذا دون أن يطلب مني تركه بالتدريج، فهل هذا عادي أم لا؟

3- سمعت عن عشبة القديسين وعشبة لسان الثور، فهل أستطيع تناولهما أو تناول أحدهما مع ما آخذه أم أن هناك تعارضا؟

أرجو الرد علي بأسرع وقت ممكن لأنني متعب جدا.

وأعاني أيضا من ارتفاع في ضغط الدم وجزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونرجو أن تصلك الإجابة إن شاء الله تعالى بالسرعة المطلوبة.

أخي الصحة النومية لها أسس معروفة، فالنوم حاجة بيولوجية، ولكن لابد أن نمهد له بالصورة الصحيحة لتتعدل الساعة البيولوجية وتتواؤم وتتواكب بالصورة التي تسهل على الإنسان النوم، هذا يتم أخي الكريم من خلال ممارسة معينة أهمها تجنب النوم النهاري، ممارسة الرياضة، عدم تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، تثبيت وقت النوم، الحرص على أذكار النوم، كما أن المعاشرة الزوجية تحسن كثيرا من النوم، ولابد أن يكون الإنسان إيجابيا ومتفائلا في تفكيره.

بخصوص الأدوية لا شك أن الأدوية تساعد كثيرا خاصة إذا كان هنالك عسر في المزاج أو درجة ما في الاكتئاب والقلق، عقار ريمارون Remeron واسمه العلمي هو ميرتازبينMirtazapine هو من أفضل الأدوية التي تحسن النوم وتزيل القلق والاكتئاب.

أخي الكريم أنا حقيقة أود أن أضع لك خطة علاجية بخصوص هذا الدواء وغيره من الأدوية، أسأل الله تعالى أن ينفع بها وأرجو أن تجربها:

تناول حبة ونصف من الميرتازبين أي (45) مليجراما، تناولها ليلا ساعتين قبل النوم وتضيف إليها دواء آخر يعرف باسم سوركويلSeroquel، والاسم العلمي هو كواتيبينQuetiapine، أبدأ بـ(25) مليجرام ليلا وبعد أسبوعين ارفعها إلى (50) مليجرام.

أي الوصفة العلاجية لك ستكون ميرتازبين (45) مليجراما، وساعتين قبل النوم ومعها (50) مليجراما من الكواتبين، وهذه يا أخي أرى أنها وصفة جيدة وسليمة ومجربة وفعالة، هذا الذي أراه أخي الفاضل الكريم بالنسبة لعلاجك.

أما فيما يخص استفساراتك حول تناول الميرتازبين بعد مرور ساعتين إذا لم يتحسن لديك النوم، هذا وليس فيها أي نوع من التعارض أو الخطورة من الناحية العلمية، ولكن أعتقد لا داعي لها، والطريقة التي ذكرتها لك أسلم، وهي أن تتناول الجرعة القصوى من الميرتازبين منذ البداية.

الأمر الثاني هو أريدك حقيقة أن تتجنب الفاليوم والاتفان، أنا أقدر شعورك واضطراب النوم لديك، الآن أعرف أن ذلك مزعج، لكن الفاليوم والاتقان من يتخذها وسيلة لتحسين النوم لن يستطيع أن ينام بدونها، كما أنها قد تزيد من الاكتئاب، وهذا مؤكد، ولاشك أنها إدمانية، وتؤدي إلى ما يعرف بالتحمل والآثار الانسحابية.

فيا أخي الكريم كن حذرا في هذا السياق، هنالك أحد المنومات الذي يعرف باسم زولبديم، وهذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري هو استيلموكس، هذا الدواء أنا أنصح بتناوله عند اللزوم إذا كانت هنالك حاجة فهو من محسنات النوم الجيدة، وآثاره السلبية قليلة.

فيا أخي الكريم إن توفر هذا الدواء لديك أيضا، يمكن أن تستعمله عند اللزوم، لكن قناعاتي كبيرة جدا أن الميرتازبين والكواتيبين وبالجرعة التي ذكرتها لك سوف تكون كافية جدا -إن شاء الله تعالى- فلا حاجة أبدا لأن تستعمل عشبة القديسين، وعشبة لسان الثور، فهذه تحتوي على مواد منشطة مثل السيرتونين، والأدوية التي من المفترض أن تتناولها وهي الميرتازبين والكواتيبين أكثر فعالية ونجاعة إن شاء الله.

لا أقول لك أنه يوجد تعارض، لكن لا أرى أن هنالك حاجة لأن تتعب نفسك باستعمال كمية كبيرة من الأدوية دون حاجة لذلك.

أخي الكريم ضغط الدم يجب أن تراقبه، وذلك من خلال اتباع التعليمات الطبية، وتناول الدواء المقرر، ومراجعة الطبيب من وقت لآخر، وأن تمارس الرياضة، وأن تتأكد من مستوى الدهنيات لديك.

أما فيما يخص الأدوية التي ذكرناها فهي لا تؤثر سلبا على ضغط الدم أبدا، ولاشك أن الراحة النفسية، وممارسة الرياضة، ذات عائد إيجابي فيما يخص ضغط الدم.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات