السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني عمره 3 سنوات، ووزنه 9 كيلو فقط، وضعيف جدا لدرجة أن الذي ينظر إليه يعتقد أن عمره سنة، فهو مجرد هيكل عظمي، وظاهر عليه سوء التغذية، ذهبت به للدكتور كثيرا وكشف عليه، وعملت تحاليل دم وبول وبراز، وظهر لديه أنيميا، وأعطيته فواتح للشهية كثيرة ولا توجد فائدة، ممكن أن لا يأكل في اليوم كله سوى قليل من اللبن أو "خيارة"، ودائما رافض للأكل، ولو أكل يأكل كميات بسيطة جدا لا تناسب عمره، مع العلم أن وزنه عند الولادة كان كيلو و 700 جرامات، (مولود طبيعي في نهاية التاسع) ودخل الحاضنة لمدة 22 يوما، ورضع صناعيا، أنا جدا تعبت، ولا أعرف ماذا أفعل؟ أو أذهب به إلى أين؟
الله يكرمكم تساعدوني، لأن الموضوع أتعبني نفسيا جدا، وضعفه هذا مقارنة بالأطفال الآخرين يضايقني ويؤثر بشكل سلبي على معاملتي له، وجعلني عصبية جدا .
آسفة على الإطالة وجزاكم الله كل خير
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الأطفال الذين يولدون مبكرا أو ناقصي الوزن لا يمكن التعامل مع وزنهم كسائر الأطفال، وبالطبع سيكون الطفل وزنه أقل من المعتاد في هذا العمر.
أولا: يجب أن نتعامل مع الأمر بهدوء، ولتعلمي أن اكتساب الوزن في ذلك العمر بسيط للغاية، لأن الأطفال يتحركون كثيرا، ويحرقون معظم السعرات الحرارية.
ثانيا: ما يحتاجه هذا الطفل هو برنامج غذائي متوازن، مع زيادة السعرات الحرارية المتناولة.
ثالثا: فواتح الشهية في معظم الأوقات لا تفيد في شيء، واستخدامها غير منصوح به.
أخيرا: الخطوط العامة للبرنامج الذي من الممكن تنفيذه مع الطفل يرتكز على الآتي:
يجب إعطاء الطفل 3 وجبات رئيسية، وعلى الأقل وجبتين إضافيتين ما بين الإفطار والغداء، وما بين الغداء والعشاء، لتحقيق هذا يجب أن يصحو الطفل مبكرا، وننظم ساعات النوم.
الوجبات الإضافية يجب أن تكون صغيرة الحجم، ومرتفعة السعرات، مثل كمية صغيرة من البطاطس المقلية، أو عدد من التمرات أو ملعقتين من الحلاوة الطحينية، وهكذا.
يمكن استخدام بعض المستحضرات الصيدلية مثل البيدياشور، وهي بودر تذاب في الماء مثل الحليب، وسعراتها الحرارية عالية، ويمكن إعطاء الطفل منها مرتين في اليوم.
الوجبات الرئيسية يجب أن تحتوي على العناصر الغذائية المتنوعة ما بين النشويات والبروتينات والأملاح والفيتامينات.
لا يجب أن تضغطي على الطفل ليأكل دون رغبته، وبالطبع الصراخ في وجه الطفل، والتعامل العنيف سيزيد المشكلة تعقيدا، لأن ذلك سيجعل الطفل يربط بين الطعام وهذا السلوك العدائي تجاهه، وبالتالي سيزداد رفضا للطعام، لذا يجب أن نلعب مع الطفل أثناء تناوله الطعام مع استخدام أطباق، وملاعق ملونة، وتنويع الألعاب، ومحاولة معرفة ما يحبه الطفل، ومحاولة البعد عن مقرمشات الذرة، والبطاطس، والمياه الغازية والمعكرونه.
تلك هي خطوط عامة لما يمكن تطبيقه مع الطفل، والأمر يأخذ وقتا، والأهم من الوزن هو الحفاظ على صحة جيدة للطفل.
من المهم أن نحافظ على الهدوء، وأن لا يتسرب اليأس إلى أنفسنا.
هذا وبالله التوفيق.