زوجتي حامل ولديها اكتئاب ثنائي القطبية، فما نصيحتكم؟

1 575

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على هذا الموقع الرائع، وعلى المقيمين عليه، والعاملين فيه، وأسأل الله أن يجزيهم عنا كل خير، إنه نعم المولى.

أود أن أسأل، زوجتي لديها اكتئاب ثنائي القطبية منذ (2005م) لا يوجد تاريخ للمرض بالعائلة، راجعت طبيبا في ذاك الوقت، وأعطاها إبرة (هادول) وببعض الحبوب، لا أعلم ما هي؟ لأن الأهل كانوا لا يريدون أن أعلم بالموضوع.

أنا خطبت الفتاة في (2005م) وبعدها تزوجنا في (2006م) وتعبت كثيرا.

الأعراض كالآتي: توهمات وتخيلات, حركة وكلام زائد، وبعض الأحيان خمول, صراخ, بكاء, سماع أصوات من الداخل، والكلام عن أشياء قديمة.

ذهبت إلى دكتور في الأردن، وقال إنه ثنائي القطبية، الآن أنا بماليزيا، عاد المرض إلى ذروته بعد غياب أكثر من (5) سنوات بدون علاج، وأكد الدكتور أنه ثنائي القطبية, ويجب الاستمرار على العلاج الآتي: (800 صوديوم فالبروت)، حبتان في الصباح وحبتان بالليل، زائد سيركويل نصف حبة في الليل، وقد تحسنت كثيرا، على هذا العلاج.

السؤال: الآن زوجتي حامل، وكانت تأخذ العلاج، وهي حامل لمدة أربعة أسابيع، والآن أوقفت العلاج.

السؤال: هل العلاج كافي؟ وهل تستطيع أحذ العلاج أثناء الحمل بعد الأشهر الأولى؟ وهل هذا الوصف دقيق للاكتئاب؟ وهل هو ثنائي القطبية؟ وأي نوع؟ وهل سوف يؤثر على الأولاد في المستقبل؟
بالمناسبة نحن عائلة ملتزمة، والحمد لله، والقرآن لا ينقطع من البيت يوميا.

مشكورين مقدما، ونسأل الله أن يجزي خيرا كل من ساهم في هذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو البراء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مما سردته من أعراض تعاني منه زوجتك الكريمة، أضم صوتي لمن سبقوني من أطباء وأقول لك وحسب المعطيات المتاحة: إنها تعاني من اضطراب وجداني القطبية من النوع المختلط، بمعنى أن نوبة الاكتئاب ونوبة الهوس والانشراح تكون متداخلة، ولا يوجد قطب واضح.

هذا النوع معروف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، ويتم علاجه على نفس الخطوط المعروفة، وهي إعطاء الأدوية المثبتة للمزاج، والتي يمكن أيضا أن تدعم بجرعة صغيرة من الأدوية المضادة للذهان، والتي هي في نفس الوقت وجد أنها فعالة جدا بتثبيت المزاج، لذا قام الطبيب بإعطاء السوركويل، وكان العلاج الرئيسي هو (صوديوم فالبروت).

أخي الفاضل: الـ (صوديوم فالبروت) لا يستحسن استعماله في أثناء الحمل، وإن كان لا يوجد خطورة حقيقية منه، لكن الشركات المصنعة لم تعطه براءة السلامة في هذه الفترة، وكذلك بالنسبة للسوركويل، لكن ما أخذته من جرعات أرجو أن لا يكون لك شاغلا أبدا، لأن ما ذكر حول تأثيرات هذه الأدوية يكاد يكون بسيطا أو معدوما في معظم الحالات.

المهم هو أن تتابع السيدة الفاضلة زوجتك مع طبيبة النساء والولادة، وذلك من خلال الزيارات المنتظمة وإجراء فحص الموجات الصوتية للتأكد من نمو الجنين حسب المراحل الارتقائية المعروفة بالحمل.

بالنسبة لحالتها النفسية وما يخص مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، معظم الأطباء يميلون لعلاج هذه الحالات في وقت الحمل حسب الأعراض.

هذا يعني إذا كان المريض كثير الكلام كثير الحركة مضطرب النوم، نعطيه أحد الأدوية المعروفة بالسلامة، وإن لم تكن أدوية مثالية لعلاج اضطراب الوجداني ثنائي القطبية ولكنها تعالج الأعراض فقط، مثل هذه الأدوية دواء (كلوربرومازين Chlorpromazine) الذي يعرف تجاريا باسم (لارجكتيل Largactil) وكذلك عقار (هلوبريادول Haloperidol) الذي أشرت إليه، وإذا ظهر قطب اكتئابي شديد يكون عقار (تفرانيل Tofranil) والذي يعرف علميا باسم (امبرمين Imipramine) هو الدواء المثالي.



أخي الكريم: هذا هو التوجه: إن لا تكون على مثبتات المزاج في هذه المرحلة، وتترك دون دواء وتحت المراقبة، لكن إذا اشتدت أو بدأت بوادر الأعراض مثل اضطراب النوم وكثرة الكلام فلا بد أن تعطى عقار هلوبريادون، وهو سليم وفعال جدا لهذه الحالات، ويجب أن يكون تحت إشراف طبي.

مرحلة ما بعد الولادة هي مرحلة حرجة بعض الشيء، ولذا الرقابة الطبية النفسية مطلوبة؛ لأن أربعين إلى خمسين بالمائة من حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية أيا كان نوعه ربما تحدث لهم انتكاسات بعد الولادة خاصة في الأسبوع الثاني.

أخي الكريم: لا تنزعج لهذه المعلومات، بل على العكس تماما نريد أن نملكك الحقائق لتكون في جانب الإدراك التام للتعامل مع هذه الحالة.

إذا تطلب الأمر أن تعطى علاجا في فترة النفاس فهذا ليس فيه أي نوع من التردد، وتعطى العلاج مباشرة حتى وإن تطلب ذلك إيقاف الطفل من الرضاعة، وإن كان يوجد بعض الأدوية التي ربما لا تؤثر كثيرا على الرضاعة، وتوجد طرق أخرى أو حل وسطي وهي: أن تتناول الأم الدواء بعد ذلك مباشرة فلا ترضع الطفل حتى انقضاء ثماني ساعات، وبعد انقضاء الثماني ساعات تقوم الأم بشفط اللبن الذي تكون في ثديها، ولا تعطيه الطفل، وبعد ذلك يمكنها أن ترضع الطفل من ثديها من الحليب الذي تكون بعد أن تم إفراغ الحليب من الثدي الذي تم تكوينه في فترة الثماني ساعات وتم شطفه.

الحكمة في ذلك هي أن الأدوية من هذا النوع يبدأ امتصاصها من المعدة تقريبا خمسة وأربعين دقيقة بعد تناولها، ومن ثم تحدث عمليات الاستقلاب في الكبد وهي عمليات معقدة جدا، ومعظم هذه الأدوية تصل قمة تركيزها في دم الأم ثلاثة إلى أربع ساعات من تناول الدواء، وحين يكون التركيز في دم الأم في قمته هنا يفرز جزء من هذه الأدوية في حليب الأم، ويقال أن نسبة التركيز هي ما بين عشرة إلى خمسة بالمائة من مستوى تركيز الدواء في دم الأم، ولذا حين نقول أن نقضاء ثماني ساعات بعد تناول الجرعة أن لا يعطى هذا الحليب لأن هذا هو الحليب الذي يكون فيه الدواء متواجد ربما بكميات أكبر مما هو مطلوب، وحتى بعد انقضاء الثماني ساعات ربما توجد رواسب وآثار بسيطة في الأدوية في حليب الأم، ولكنها ليست ذات أثر وضرر إن شاء الله تعالى. عموما هذه فنيات معروفة ومعظم الأطباء المختصين إدراك.

أظن أني قد أجبت على سؤالك هل العلاج كافيا؟ نعم يعتبر كافيا، فالسوركويل و الـ (صوديوم فالبروت) أدوية كافية، لكن لا ننصح بها في أثناء الحمل، و الـ(صوديوم فالبروت) يوجد منه مركب يسمى (دباكين كورونوDepakine Chorono) هذا ربما يكون أفضل، والجرعة تكون ألف مليجرام، وليست ثلاثمائة مليجرام.

أوضحت لك فيما يخص العلاج أثناء الحمل، وكذا الوصف، وأعتقد أنه دقيق للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية المختلط.

ما هو ثنائي القطبية؟ ثنائي القطبية هو حالة وجدانية لها عدة تقسيمات:

هنالك الاضطراب الوجداني من الدرجة الأولى، والثانية، وكذلك الثالثة، والبعض الآن يتحدث عن الرابعة وحتى عن الخامسة، والاضطراب من الدرجة الأولى هو أن تأتي للإنسان نوبة هوس شديدة تعقبها نوبة اكتئاب ويتم تبادل هذه النوبات، وهذه الحالة تتطلب العلاج في المستشفيات.

الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية ربما تكون الأعراض مختلطة مثل التي تعاني منها السيدة زوجتك، أو تكون الأعراض بنفس كيفية الاضطراب الوجداني الأول لكن أقل حدة، أي من ناحية الكيف هي واحدة، لكن من ناحية الكم تكون الأعراض أقل.

والنوع الثالث هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية الذي يرتبط بالتاريخ المرضي في الأسرة، وهذا لا يثار إلا إذا أعطي الإنسان الأدوية المضادة للاكتئاب فقط فيظهر القطب الانشراحي، وزوجتك أعتقد أنها تعاني من النوع المختلط.

أخي الكريم: لا يوجد تأثير حقيقي على الأطفال، وإن كان ذكر أن هنالك تأثيرات جينية، لكن هذا الكلام فيه الكثير من اللغط، وبالنسبة لزوجتك ما دام لا يوجد تاريخ أسري فأعتقد أن فرص الإرث ضعيفة.

شفاها الله وعافاها.

مواد ذات صلة

الاستشارات